مرتبط
د. فيصل جعافرةيكتب (أردنيون، علماء و صيادلة)
قبل أيام أطل علينا زملاء كرام من مجلس نقابتنا الموقر (نُكِن لهم كل الإحترام و التقدير)، و تفضلوا مشكورين بتكريم زملاء جدد لنا من خريجي كليات الصيدلة في الأردن و هذا يحسب لهم بل و يشكرون على ذلك.
لكن و للأسف قبل أيام أطلت علينا مجلة صيدلانية لتعلن عن إنجاز علمي أردني صيدلاني سطره زملاء لنا صيادلة ممن يحملون الشهادات العليا و في جامعاتنا الأردنية لتكون هذه الكوكبة من العلماء ضمن أفضل ٢% من علماء العالم في البحوث المستمرة .
هنا أتساءل كأردني و كصيدلاني ألا يستحق هؤلاء أن يتم تكريمهم من مجلس نقابتنا الموقر و أن يعرف الأردنيين جميعا بأن هناك فئة من الصيادلة الأردنيين رفعوا راية الوطن عاليا في محافل علمية دوليه ، ألا يستحق هؤلاء تغطية أعلامية وطنية نقابية واسعة تسلط الضوء عليهم لتشجيعهم و دعمهم و لتدفع غيرهم من الزملاء في جامعاتنا ليحذوا حذو هؤلاء العلماء و أن يخوضوا غمار البحوث العلمية المستمرة، حتى و إن تجاهل الإعلام الرسمي ذكرهم، كان حقا على مجلس النقابة أن يتابع هكذا خبر و أن يتباهى بهم أمام كل الاردنيين رسميين و غير رسميين.
لنتذكر جميعنا و في بداية جائحة كورونا التي حصدت ملايين الأرواح بأن العالم بأكمله برؤسائه، و ملوكِه، و سياسيِّه، و مشاهيره من أثرياء و فنانين و رياضيين و أدباء و جيوش و بكل ما يملكونه من أسلحة و بوارج و صواريخ نوويه ، جميعهم أختبؤوا خلف امثال هؤلاء العلماء، إنطفاء بريق كل نجوم العالم و نسوا ما حققوه من شهره ، و لكنهم علقوا كل آمالهم و مستقبلهم على بريق أمل واحد وجدوه في علماء و صيادلة من أمثال هؤلاء أفلا يستحقون أن نتذكرهم بتكريم و لو كان بسيطا تقديرا لعلمهم و وقتهم و عمرهم الذي أفنوه و سيفنوه خدمة للبشرية، بل و أتساءل لو كان هؤلاء العلماء الأردنيين في جامعات الغرب و أمريكا أكان أنجازهم هذا سيمر هكذا مرور الكرام .
نعم قد لا يكون لهم دور إنتخابي كدور الخريجين الجدد ولكن هم من يتخرج على أيديهم الكثير من الزملاء ممن قد يكون لهم دوراً في مستقبل مهنتنا و وطننا محليا و دوليا .
كل الإحترام و التقدير لهؤلاء الجنود المجهولين الذين يزرعون بداخلنا أملا بأن أردننا أفضل و سيكون ألافضل بجهودهم و جهود أمثالهم من علمائنا في مجالات أخرى.
د.فيصل الجعافره