مرتبط
د. راتب الحنيطي يكتب حول الادوية وشهر رمضان
لم يعد استخدام الأدوية مشكلة في شهر رمضان بالنسبة لكثير من المرضى في وقتنا الحاضر ، بسبب التقدم الهائل الذي حدث في كافة مجالات العلوم الصيدلانية ، وفي مقدمتها كيمياء الأدوية التي تدرس تخليق الأدوية وإحداث تغييرات كيميائية على الأدوية ، والهدف منها هو إيجاد أدوية أكثر أمانا وأكثر فعالية وإيجاد أفضل المعايير الحركية للدواء مثل تحسين الامتصاص وعدم معارضته مع عوامل أخرى كوجود الطعام في المعدة ، وكذلك جعل الدواء اكثر بقاء في الجسم ، وهذه نقطة مهمة لان بقاء الدواء في الجسم لفترة زمنية طويلة او بعبارة صيدلانية زيادة نصف عمر الدواء يؤدي إلى امتداد تأثير الدواء لفترة طويلة ، وهذا ينعكس ايجابا على المريض وخصوصا في شهر رمضان المبارك ، فبدل ان يتناول المريض دواء بجرعات كثيرة طوال اليوم ، فانه اصبح من الممكن صرف دواء بجرعة واحدة يوميا او بجرعتين يوميا ، وهذا له منافع كثيرة من اهمها تمكين المريض من الصيام في شهر رمضان الكريم ، والتزام اكثر باستخدام الدواء من قبل المريض ، لقلة احتمال النسيان.
ومن الامور ذات النفع التي تحقق للمريض قلة عدد الجرعات وبالتالي تمكينه من صيام شهر رمضان هو التوجه الحاصل في المعالجة الطبية الحديثة من دمج أكثر من دواء في مستحضر صيدلاني واحد سواء على شكل اقراص او كيسولات او اي شكل آخر, وهذا يتجلى في اهم الامراض التي تشكل عائقا يعيق المريض من صيام شهر رمضان ، وهي مرض السكري وامراض الجهاز القلبي الوعائي كارتفاع ضغط الدم ، والذي اصبح من الممكن جدا اخذ جرعات قليلة طوال اليوم ، فمرضى ضغط الدم يوجد لديهم مثل هذه الادوية مثل دمج مدرات البول مع ادوية اخرى تعمل على تقليل ضربات القلب او تعمل على توسيع الاوردة الدموية التي من شانها تخفيض التوتر الشرياني ( ضغط الدم ) . وهذا الكلام ينطبق على مرضى السكري ، حيث يتوفر لديهم مستحضرات صيدلانية فيها دمج لاكثر من دواء في مستحضر واحد مما يمكنهم من اخذ ادويتهم بعدد قليل من الجرعات اليومية.
ومن الطرق او التقنيات الصيدلانية التي تؤمن للمريض دواء بعدد جرعات قليلة في اليوم ، هي طرق تغليف الاقراص بغلاف يسمح بنفاذ الدواء الى الجهاز الهضمي تمهيدا لامتصاصه على مدار زمن طويل ومستمر واطالة توافره في الدم .
على ان هذا الكلام يجب ان لا يؤخذ على طلاقته او عمومه بحيث يلجا المريض الى تغيير المستحضرات الدوائية دون الرجوع الى الطبيب او الصيدلاني ، لان هناك العديد من العوامل التي تحدد مدى استمرارية المريض لصيام شهر رمضان ، واستخدام الدواء المناسب سواء بشكله الصيدلاني او بجرعاته ، ومن هذه العوامل عمر المريض وزمن المرض وطبيعة العمل , ووجود اي حالات مصاحبة ، والحمل والرضاعة حيث لا ينصح باعطاء ادوية ذات مفعول طويل ، كل ذلك من شأنه تحديد العلاج ونوعه .
الصيدلاني راتب الحنيطي