مرتبط
د. احمد ابو غنيمة يكتب: مهنة الصيدلة من البدايات لتاسيس إمارة شرقي الاردن إلى عهد المملكة
عندما بدأ بعض الشباب يتخرجون من كليات الصيدلة في جامعات دمشق أو بيروت أو القاهرة في العقد الثاني من القرن العشرين، كانت دائرة الصحة في الإمارة الأردنية الناشئة تشترط عليهم عند منحهم تصاريح لمزاولة مهنة الصيدلة أن يفتحوا صيدلياتهم في أماكن تحددها الدائرة حسب حاجة الأهالي.
وعُرف من أوائل الصيادلة في بدايات تأسيس الإمارة الأردنية، في عمان الصيدلي أغوب جاغجيان والصيدلي محمود عزت تحسين والصيدلي ظافر الشهابي والصيدلي سيد غنيمي دعبس، وفي السلط الصيدلي نجيب قبيسي، وفي اربد عمر فائق الشلبي.
ولم تكن الادوية الجاهزة المصنّعة متوفرة آنذاك، فكان الصيدلي يقوم في مختبره الخاص في صيدليته بتحضير الأدوية حسب الوصفة التي يكتبها الطبيب.
وتتالت بعدها الصيدليات بأعداد قليلة حتى منتصف القرن الماضي، حين بدأ الصيادلة يعودون للأردن بعد إكمال دراساتهم في سوريا ومصر وتركيا وغيرها من الدول.
وفي عقود الأربعينيات والخمسينيات، بدأ الجيل الثاني من الصيادلة بالعودة للأردن وممارسة مهنة الصيدلة، مثل عبد الرحيم جردانة وراضي الشخشير وسليم الصبّاغ وعبد الحليم بدران وغيرهم، حيث بدأوا يستوردون الادوية الجاهزة المصنّعة، وفي نفس الوقت استمروا في تحضير بعض الأدوية في مختبرات صيدلياتهم.
وبقيت صيدليات الأردن تعتمد على الدواء الجاهز المستورد الذي تصنّعه شركات أدوية اجنبية إلى 15 / 6 / 1966 عندما افتتح الملك الحسين بن طلال اول مصنع للأدوية في الأردن في مدينة السلط، ليكون اول لبنة في بناء صرح صناعة الدواء الأردني التي أصبحت تحاكي في نوعيّتها وتطوّرها أرقى متطلبات صناعة الدواء العالمية.