د. فيصل جعافرة يكتب : (لعبة الانتخابات و طعم التزكية)

د. فيصل جعافرة يكتب : (لعبة الانتخابات و طعم التزكية)


عندما وجِدت الديمقراطية كان الهدف منها إشراك الجميع في القرار و خلق شعوب ناضجه تصنع قرارها و تتحمل مسؤوليته، و رفض أي تغول لطرفٍ على آخر بحيث ينعمُ الجميع بحقوق متساوية و صوت واحد يخدم الجميع ، و لا يأكل الأقوياء حقوق الضعفاء .
الديموقراطيه بالنسبة للشعوب المتحضره حق لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال التنازل عنه و لو يمكن أبدا و لا تحت أي ظرف أن يقبل طرف بمنح الفوز لطرف الأخر على طبق من ذهب بلا أي تنافس يذكر .
الديموقراطية عند الشعوب المتحضره التي تُبغٍضُ صناعة الأصنام، تأبى أن تقبل بهكذا مسرحيات هزليه، لأن الديموقراطية بأداتها الإنتخابية تهدف الى فرز الأفضل و الأنسب و الأقدر على حمل المسؤولية، بل و حث من يفوز بالانتخابات على العمل الدائم المثابر لإثبات أنه الأفضل و أنه الأجدر بثقة الجميع دائما و مستقبلا ، حتى يستنفذ كل ما في جعبته من عطاء و هِمّه، يصِل بعدها الى مرحلة لا يمكنه أن يُحدث أي جديد أو أي انجاز لم يكن انجزه من قبل ، حينها يأتي دور الديموقراطيه و الانتخابات من جديد لتختار الأفضل و الأكفاء و الأجدر بالثقة منه .
الشعوب المتحضره و التي تحترم نفسها و عقلها و ثقافتها ، و التي تحمل فكراً حراً، تخجل و تستحي من إحتمال أن يكون هناك شخص يُعتقد أنه الأفضل و يتم التسليم و الإستسلام لذلك، و لا يقبلون على أنفسهم و لا على عقولهم إطلاقا أن يُفرض عليهم شخص لمجرد أنه مقتنع بأنه الأفضل و يسعى لقيادة المرحله بدون إنتخاب حر يضع جوانب المشهد كاملةً في منافسه على صفيح ساخن تجعل كل شيء يغلي حتى يُخرج أفضل ما عنده ليكون هو الأجدر و الأنسب فعلا.
الضعفاء فقط هم من يحاولون تهيئة المناخ لما يسمى بالتزكيه و الإنتخاب الوهمي موقوف التنفيذ .
الضعفاء فقط هم من يروجون لمن يعتقدون أنه صنمهم القادم الذي لا مفر من عبادته و التقرب منه و جعله السيد الذي لا يُمس.
إن المترشح الذي يؤمن بالفكر الديموقراطي الحقيقي و الذي يؤمن بأنه الأفضل و الأجدر و القادر على قيادة المرحلة ، لا يقبل إطلاقا على نفسه أن يصل إلى مكانه أو منصب أو قيادة بالتزكيه، مُطلقاً رصاصة الرحمة على قلب المشهد الإنتخابي، و ليدُق المسمار الأخير في نعش الديموقراطيه، فيكون نصرهُ باهتا بلا طعم و لا لون و لا رائحه الا من طعم شعور انه لم يكن محاربا كفاية ليكون جديرا بالفوز ، فكيف له أن يتذوق طعم و حلاوة النصر بهكذا فوز قبِل به لنفسه، كيف له بعد ان خاض في الماضي غمار مستحيلات مرارا و تكرارا أن يقبل الأن أن يسوق الأمور إلى فوز بتزكية هو أقرب ما يكون الى هزيمه نكراء تمنح خصومه نشوة فوز مبكر و إن لم يتم ، كيف لمن يعتبر نفسه جديرا و مقاتلا حرا أن يقبل على شخصه ذلك و حتى و إن زيّن له جميع ممن هم حوله جمال التزكيّة .
أذكّر الجميع و أذكّر نفسي بأن للتحدي طعم و للفوز طعم أجمل و ألذ بكثير ، لا يمكن ان تصل إليه أبدا إن تجتاوزت كل هذه التحديات بتزكية لا تحمل أي نوع من النكهات حتى أبهتها و أميعها.
قال حكيم : (إن كنت رجلا ، محاربا، و جديرا بالثقه فالتبقى كذلك حتى آخر أنفاسك، و أحذر أن تتنازل و تقبل بغير ذلك) .
د.فيصل الجعافره: مرشح لمجس نقابة الصيادلة انتخابات ٢٠٢٢- قطاع الموظفين

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: