مرتبط
د. بسام عبد الرحيم يُثني على جهود المؤسسة العامة للغذاء والدواء لتأكيد سلامة وفعالية الدواء المتداول بشكل رسمي ويوجه اسئلة لكل من يفكر أن يشتري دواء من المواقع الألكترونية أو من مسافر أحضر ادوية
الجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الاردن ،نتج عنها القضاء على تجارة الأدوية المغشوشة والمزورة . إن وقف ترخيص المواقع الألكترونية التي تتاجر بالأدوية كانت خطوة موفقة جدا لحماية المريض في الأردن من آفة الأدوية المزورة . كما ان خطوة تنظيم عملية دخول الأدوية من المعابر الحدودية وفق اسس ، تعطي للمريض حقه دون ان تسمح بانتشار تجارة الأدوية بالشنطة من شأنها تعزيز جهود المؤسسة العامة للغذاء والدواء ، لوقف تلك التجارة التي اقل ما يمكن أن يقال عنها بانها تجارة الموت .
لعل المواطن لا يعلم أن دواءه محمي تماما من خلال قيام المؤسسة العامة للغذاء والدواء بممارسة دورها لتحقيق سلامة الدواء وفعاليته . فدخول الدواء الى الأردن والسماح بتداوله يمر بمراحل عديدة قد لا يعرفها المريض . ولكي نعرف الفرق بين (الأدوية التي تدخل الأردن بشكل رسمي او تصنع محليا ) وبين ( الأدوية التي ترد عبر تجارة الشنطة او عن طريق المواقع الألكترونية والتهريب )، لا بد من معرفة الخطوات التي يجب أن يمر بها الدواء ليصبح دواءا معترفا به عندنا في الأردن .
- صناعة الدواء ليست صناعة عادية ، فهي تخضع لشروط عالمية منصوص عليها في مدونات ،تسمى مدونات التصنيع الدوائي الجيد . وعلية يقوم خبراء المؤسسة بالتأكد من أن موقع تصنيع الدواء يطبق جميع الشروط . ولعله من المناسب ان نذكر بعضا من هذه الشروط التي قد لا تكون مألوفة لدى بعض مستخدمي الأدوية . من تلك الشروط على سبيل المثال ، نوعية الأبنية والتشطيبات ونقاء الهواء وعدد مرات تغيير الهواء في كل غرفة وضرورة وجود ضغط هوائي بين الغرف بما يمنع التلوث وقد لا يخطر على بال احد ، من غير الصيادلة ومهندسي وفنيي الصناعة الدوائية ، أن نوع الأرضيات ودهان الجدران وكذلك نوع الماء والهواء المضغوط ونوع البخار وكثير غيرها ، من الأمور التي تخضع لتقييم الخبراء ، ناهيك عن موافقتهم على تصميم المصنع من خلال دراسة متأنية للرسومات الهندسية للمصنع ،بداية من وصول المواد الى المصنع انتهاء بخروج الدواء بشكله النهائي الى الشحن ، بشكل يضمن سلاسة مسارات العاملين والمواد ، مع وجود غرف غيار مناسبة للعاملين و مغالق هوائية لمرور المواد .
- يقوم الخبراء بالمؤسسة ، في نفس الوقت ،بالتأكد من وجود مختبرات بالمصنع ،مجهزة ، وكادر مؤهل لفحص الدواء في جميع مراحل تصنيعه .
- كما يقومون بفحص نظام الجودة المتبع في دائرة تأكيد الجودة في المصنع . ويتأكدون من أن هذه الأنظمة تبني جودة المستحضر في كل خطوة وفي كل عملية .
( لو كان يسمح المجال ،بسرد تفاصيل عمل خبراء مؤسسة الغذاء والدواء للتأكد من ملائمة المصنع ، لأخذ هذا السرد عشرات الصفحات ) . - ثم يأتي دور فريق آخر من المختصين في المؤسسة ،لتقييم الدواء نفسه ، ومصادر المواد الداخلة به ، بعد أن يكون قد اجتاز الفحوص المخبرية في مختبرات المؤسسة . يقوم هذا الفريق بدراسة ملف المستحضر ( من الجلدة الى الجلدة ) ويطلع على جميع الفحوصات التي قام بها المصنع لتأكيد سلامة وفعالية الدواء .
( جميع تلك الجهود لا تقل بأي حال من الأحوال عما يمارس في دول العالم الأول لا بل تتقدم ، في بعض الممارسات ، عليه ) .
بعد الملخص السريع الذي اوردناه ،لدور المؤسسة العامة للغذاء والدواء والجهود المضنية التي تبذلها المؤسسة لتأكيد سلامة وفعالية الدواء المتداول بشكل رسمي ، لا بد لكل من يفكر أن يشتري دواء من المواقع الألكترونية ، أو من مسافر أحضر ادوية من هناك وهناك ، أن يجيب على الأسئلة التالية :
في ظل وجود تجارة مزدهرة في العالم للأدوية المزورة ( حسب تقارير منظمة الصحة العالمية ، والتي تقدرها بمليارات الدولارات ) والتي استطاع الأردن القضاء عليها داخليا ، هل تعلم أي مواد يحتويها ذلك الدواء الذي ستتناوله ؟ وهل تعلم من صنع لك الدواء ؟ وهل تضمن أنه خضع لرقابة شبيه برقابة المؤسسة العامة للغذاء والدواء ؟
مجرد نصيحة ..