مرتبط
الأكاديمي المصري د. خالد مصيلحي يكتب: السم المدسوس !!
د. خالد مصيلحي إبراهيم – أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة
مقدمة: كلما تخلصنا وحذرنا من مخاطر التدخين تطل عينا الشركات بمنتجات جديدة بحجة انها اقل خطورة من تدخين السجائر، ولكنه في واقع الأمر هو سم مخبأ في العسل ويتم التلاعب بالألفاظ وأسماء المنتجات الجديدة لتعطي ايحاء كاذب بالأمان وبعد الفاب والسجائر الالكترونية ظهرت منذ فترة في أوروبا التبغ الغير محروق او التبغ غير المدخن او التبغ الرطب المعروف باسم سنوس SNUS ولكن ظهر بقوة عندنا في الأونة الأخيرة
تعريف التبغ الغير محروق: وهو تبغ رطب يحتوي على تركيزات عالية من النيكوتين وهيدروكسيد الكالسيوم وبعض الأعشاب والنكهات مثل جوز الأريكا المعروف بخطورته وارتباطه بسرطان الفم ويستخدم في توليف هذه الأنواع أكثر من 400 مادة كيميائية فيها على الأقل 30 مادة مسرطنة للفم والبنكرياس
طريقة استخدامه والترويج له: ويتم وضع هذا المنتج بالفم اسفل الشفاه العليا للامتصاص واحيان المضغ دون حرقه ويتم الترويج لهذه المنتجات باللعب على كلمة انه لايتم حرقه وإعطاء ايحاء بهذه العبارة انه امن ولا يسبب سرطان الرئة
مكوناته ومخاطره: وبالرغم انه لا يحترق لكن يحمل في طياته تركيزات عالية جدا من النيكوتين اضعاف عشرات المرات الموجودة بالسجائر مما يسبب الإدمان والتعود وهذه التركيزات تشكل خطورة كبيرة على القلب لأنها جرعات قد تنشط الجسم بدرجات تزيد ضربات القلب بمعدلات قد لا يتحملها القلب وقد تقف معها عضلة القلب تماما خاصة انها بدأت تنتشر بين الرياضين بحجة التنشيط وينزل الملعب وهو ضربات قلبه في زيادة وتزيد مع مجهود المباراة مما يشكل خطر يداهم عضلة القلب وقد يشلها تماما وخطورتها ليست فقط في تركيزات النيكوتين لكن لوجود خليط من النباتات والمواد الكيميائية معروفة من قديم الأزل بارتباطها بالسرطانات خاصة في الفم والبنكرياس علاوة ان هذه المنتجات لا تحترق لكن تسبب التعود والادمان ولا يوجد أي حد او تركيز امن لها وقد تظل في الفم فترات طويلة وقد تمتص مباشرة من الفم وتزداد تركيزاتها لدرجة لا يتحمله أي جسم حتى لو كان في كامل صحته كما ان لهذه المنتجات مشاكل على الأجنة في الحوامل كما ان نكهاتها وطعمها المميز قد تضع أطفالنا عرضة للتسمم لو فكروا تذوقها واعراض تسمم التبغ قد تصل للتشنجات والوفاة واللعبة الأخرى التي ينتهجها مروجي هذه المنتجات انها قد تساعد على الإقلاع عن التدخين ولكن في واقع الأمر تنقل الشخص من دائرة ادمان السجائر وسرطان الرئة الى دائرة ادمان أخرى وامراض قلب وسرطان الفم والحلق والبنكرياس أي خطورة هذه واي عقل هانت عليه نفسه وجسده وصحته ليعرضها لكل هذه المخاطر ولماذا وما هو العائد
بوابة للإدمان: كما ان كل وسائل التبغ محروقة او غير محروقة بوابة كبيرة لدخول ادمان ما هو اشد وأكثر خطورة خاصة ان التبغ غير المدخن يشترك مع اخطر المخدرات حاليا وهو الاستروكس في استخدام نباتات عطرية مخلوطة بمواد كيميائية فهو الخطر المجهول خلف روائح عطرية ونكهات جذابة وفي النهاية أطالب الأجهزة الرقابية بمحاصرة هذه الأنواع ونشر التوعية بمخاطرها وبالرغم ان منظمة الغذاء والدواء الأمريكية قد تسمح بترخيص بعض هذه المنتجات بشروط ولكنها أقرت بخطورتها ومعظم المكتوب أعلاه متداول على صفحتها وعلى معظم الصفحات الطبية فعلينا نشر التوعية وحماية شبابنا من هذه المخاطر المحيطة بنا وبشبابنا فهي السم في العسل والإقلاع عن التدخين ليس له أي طريق سوى إيقاف كل منتجات التبغ مهما حاولت الشركات ترويج منتجات بديلة فالبديل فقط الارادة والايقاف التام حتى لو تدريجيا بمتابعة طبية حمى الله شبابنا ووفق اهاليهم في صد كل هذه المخاطر عنهم.