مرتبط
د. فيصل الجعافرة يكتب: تجارة جحا في البيض و الإنفصام الإستثماري !!
بالنسبة لما تفضل به د.بسام عبد الرحيم عن الاستثمار و الرد عليه من طرف نائب أمين الصندوق د.رامي عواد.
فإن القاريء للتقرير المالي الصادر من المجلس يرى فعليا بأن ما تفضل به د.بسام عبد الرحيم صحيحا و ما تفضل به د.رامي ايضا صحيح .
و لكن من وجهة نظر أخرى فقد أخطاء كلاهما بتجنب الحديث عن الاراضي التي قامت المجالس المتعاقبه (بتخليلها و تجميد مبالغها الطائلة لسنوات طويله ) و وضعها على الرف و تجنب الحديث عنها.
بل و إن الأدهى و الأمر أن التقرير المالي الذي تم نشره لم يذكر القيمة السوقية الحقيقية لهذه الاراضي بل ذكرها بقيمة سعر الشراء في حينها ( كما صرح المدقق المالي المنتخب لنقابة الصيادلة بأن الاراضي تذكر بسعر الشراء ) حيث أن بعض الاراضي تم شراؤها بمبالغ أعلى من سعرها الحقيقي في زمن الشراء مثل ( ارض سواقة ، ارض العويلية….) ، بمعنى أن خسارة صندوق التقاعد في هذا الإستثمار بلغت حوالي ال ٥٠% او اكثر، ناهيك عن الخساره التي تحققت بسبب الاستثمار في الأسهم .
بل ولا يخفى على أي مستثمر (مبتدء) ان هذه الاراضي لم و لن يرتفع سعرها الا في حال اكتشاف بئر بترول او حقل غاز فيها و لكن و كما قيل :
(جلد مش الك جره على الشوك) .
أن الفرص الضائعه بسبب تلك الاستثمارات المراهقه الخاسره تؤكد بأن المجالس المتعاقبه تعاني من حالات إنفصام إستثماري ، فهي إما أن تجبن و تخاف من الإستثمار و إماا ان تتهور بإستثمارات خاسره .
و سؤالنا هنا هل يجروء المجلس الحالي على فتح ملف هذه الأراضي و بيعها و لو بخسارة و محاولة إعادة إستثمار مبالغ بيع هذه الأراضي في قروض للزملاء مع ضمانات حقيقية او في ودائع بنكيه بمرابحات استثمارية ، أم أن المجلس سيهاب الدخول في هذه المغامره خوفا من أن يقال( لقد بيعت الاراضي بخسارة على دور هالمجلس لحسابات انتخابية قادمة) ألم يقوم المجلس ببيع الأسهم الخاسره (و اخذ تفويضا بذلك من الهيئة العامة ببيعها و لو بخسارة و التي قام المدقق المالي بإدراجها في التقرير المالي بقيمتها الحقيقيه (الخاسره) و حتى تاريخه و ليست قيمة الشراء .
و حتى لو افترضنا جدلا بأن هذه الأراضي ربحت بعد كل هذه السنوات فهل سيكون ربحها المتحقق متوافق مع أرباح تجميد مبالغ الشراء على مدى هذا السنوات العجاف الطويله.
وجهات النظر كثيره و لكن الثابت الوحيد هو أن (معظم) استثمارات المجالس المتعاقبة كانت استثمارات مبتدئين او مستثمرين هواة (على الرغم من ان معظم رجالات المجالس هم من حيتان السوق استثماريا و من اصحاب رؤوس الاموال) او انها لا ترقى لمسمى إستثمار تصديقا للمثل القائل ( مثل تجارة جحا في البيض).
د.فيصل الجعافره
رئيس التجمع الصيدلاني الأردني