مرتبط
أخلاقيات العمل و المهنه في القطاع الطبي
بقلم : الصيدلاني رامي نصار
مدير عام شركة سانوفي
منطقة الشرق الأدنى
أمين سر الجمعيه الأردنيه لأخلاقيات العمل و المهنه
أكاد أُجزم أنه لا توجد ديانه سماويه كانت أم أرضيّه أو أي عقيده و مبادئ لم تكن الأخلاق في صلب أساسيات هذه الديانه او العقيده.
يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز “و إنّك لعلى خلق عظيم ” و يقول نبينا محمد عليه الصلاة و السلام ” انما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق ” و يُدين الكتاب المقدّس أولئك الذين يفسدون الأخلاق و يوصفون الخير بأنه شر و الشر بأنه خير و يقول الكتاب المقدس بأن الإيمان الصحيح يجب أن يعبر عن نفسه في العمل الصحيح.
في مذكراتها كتبت أنديرا غاندي أنها سألت والدها جواهر لال نهرو عن ماذا يحدث إذا حكم العسكر ؟ فأجاب ينهار الإقتصاد ، ثم سألت و ماذا يحدث بعد إنهيار الإقتصاد ؟ فأجاب ينهار التعليم . ثم سألت و ماذا يحدث بعد إنهيار التعليم ؟ أجاب تنهار الأخلاق . ثم سألته و ماذا يحدث بعد إنهيار الأخلاق ؟ فأجاب بحكمه و ما الذي يبقيك في بلد إنهارت أخلاقه ؟
و أكاد أجزم أيضاً أنّ ما من إنسان ذو ضمير و أخلاق لم يذرف دمعه على إنهيار ولا أقول إنحدار منظومة الأخلاق و القيم العالميه و ما نراه اليوم أمام أعيننا ما هو الى تجسيد على إنهيار هذه المنظومه و هذا حديث اخر.
إنّ التحدّيات التي نواجهها في الحفاظ على الأخلاق و القيم تكاد تكون جسيمه في عصرالعولمه و الفضاء الإلكتروني المفتوح والذي أؤمن بأنه أحد أهم أسباب الإنهيار الأخلاقي وهنا تكمن أهمّية العوده الى القاعده الأساسيه وهي التربيه و النشأه والتي تبدأ من البيت و الإلتزام الديني و العقائدي الذي يضع الأخلاق في قمة الأولويّات .
و تزداد أهميه الاخلاق في مجال العمل و المهنه عندما تتعلق بالقطاع الطبي بشكل عام لما له من تماس مباشر مع صحه وحياة المريض الذي يلجأ في ظروف صعبه للمساعده و العنايه واضعاً ثقته المطلقه بمقدمي الرعايه الطبيه من أطباء و صيادله و فرق المهن الطبيه المسانده .
تُعَدّ أخلاقيات العمل والمهنة في القطاع الطبي أساسًا جوهريًا لضمان تقديم الرعاية الصحية بأعلى مستوى من الجودة والإنسانية. يرتبط العمل الطبي ارتباطًا وثيقًا بالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، حيث يتعامل الأطباء والممارسون الصحيون مع حياة وصحة البشر، مما يستدعي الالتزام بأعلى معايير السلوك المهني والأخلاقي.
تشير أخلاقيات العمل الطبي إلى مجموعة من المبادئ والقيم التي توجه تصرفات العاملين في المجال الصحي، بما يضمن احترام حقوق المرضى، المحافظة على كرامتهم، وتقديم الرعاية الطبية بإنصاف ومساواة.
المبادئ الأساسية لأخلاقيات العمل في القطاع الطبي
1. السرية الطبية:
الحفاظ على سرية معلومات المرضى واجب أساسي، حيث يجب عدم الإفصاح عن أي معلومات شخصية دون إذن المريض، إلا في الحالات التي يفرضها القانون.
2. المساواة والإنصاف:
التعامل مع جميع المرضى دون تمييز بسبب الجنس، أو الدين، أو العرق، أو الحالة الاجتماعية، وضمان حصول الجميع على نفس مستوى الرعاية الصحية.
3. الاحترام والكرامة:
يجب على العاملين في المجال الطبي احترام المرضى كأفراد لديهم حقوق وآمال، والحفاظ على كرامتهم في جميع الظروف.
4. التزام المهارات والمعرفة:
يجب على الأطباء والممارسين الصحيين السعي المستمر لتطوير معارفهم ومهاراتهم لضمان تقديم أفضل مستوى من الرعاية.
5. الصدق والنزاهة:
الالتزام بالشفافية والصدق في التعامل مع المرضى، بما في ذلك توضيح التشخيص والعلاج والمخاطر المحتملة.
6. رفض الاستغلال:
يجب على الممارسين الصحيين تجنب استغلال مرضاهم ماديًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا بأي شكل من الأشكال.
التحديات الأخلاقية في القطاع الطبي
• التعامل مع قرارات الحياة والموت: كالحالات المتعلقة بالإنعاش أو التبرع بالأعضاء.
• التوازن بين مصلحة المريض والمجتمع: مثل الحالات الوبائية التي قد تتطلب اتخاذ قرارات لصالح الصحة العامة.
• الضغوط الاقتصادية: التي قد تؤثر على جودة الرعاية أو التزام الممارسين بمعايير الأخلاقيات.
أهمية أخلاقيات العمل الطبي
1. تعزيز الثقة بين المريض والطبيب: تُسهم الأخلاقيات في بناء علاقة احترام وثقة متبادلة.
2. تحقيق العدالة الاجتماعية: تضمن الأخلاقيات توفير الرعاية الصحية للجميع دون تمييز.
3. تحسين جودة الرعاية الصحية: الالتزام بالقيم الأخلاقية يعزز من جودة الخدمات المقدمة.
خاتمة
تلعب أخلاقيات العمل والمهنة دورًا محوريًا في تشكيل هوية القطاع الطبي وضمان تلبية احتياجات المرضى بإنسانية واحترام. لذا، يجب أن يظل الالتزام بهذه القيم جزءًا لا يتجزأ من تدريب وتأهيل العاملين
و صدق الشاعر الكبير أحمد شوقي عندما قال : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و إنني من هذا المنبر الصيدلاني الطبي لأُشدّد على أهميه المحافظه على الأخلاق في ممارستنا و عملنا اليومي
فنحن في القطاع الطبي كفئه متعلمه ومثقفه تقع المسؤوليه علينا ليس من أجل الممارسه الأخلاقيه الصحيحه فقط وإنما لنكون قدوه للغير وذلك لحساسيه المهن و الأعمال التي نمارسها .