د. معين الشريف يكتب : سميرة

د. معين الشريف يكتب : سميرة

٩/ ٥ / ٢٠١٧
فقط قبل ثلاث ايام من موعد انتخابات نقابة الصيادلة ، حيث كانت قد ترشحت كاول صيدلانية أردنية لمركز نقيب الصيادلة ، هاتفتني (سميرة) بصوتها الهادئ و الرزين طالبة ان نلتقي باسرع ما يمكن ، فاتفقنا على اللقاء مباشرة في احد مقاهي عبدون ،
جلسنا و بدأت بالكلام : كنت عندهم هسه و تحدثنا مطولاً عن ترشحي و (بدهم اياني انسحب) . سادت حالة من الصمت لثواني استغليتها باخذ المبادرة بالحديث : إذا أردت الانسحاب فان جاهز لمساعدتك على ( ايجاد تخريجة ) لانسحابك ، نظرت لي بحدة و قالت بصوتها الهادئ و لكن الحازم :لا ، لا ، لا ، ما أريده ان نؤكد استمراري بالترشح و اعلام الهيئة العامة بأن هناك تدخل بالعملية الانتخابية من خلال بيان أريدك ان تكتبه.
لا اخفي عليكم بانني صدمت من هذا الموقف ، من حزمها ، من شجاعتها ، من تغليبها المهنة على مصلحتها و راحتها ، هذا الموقف الذي كان نبراساً و نموذجاً احتذيته في كل محطاتي النقابية التي تلت هذا اللقاء، و أنا في داخلي لم اكن أتوقع ان تستمر بعد لقائها (معهم).
كتبت البيان و أرسلته لها و أخبرتها بان تعدل عليه بما يتناسب و شخصيتها ، فلربما كان طرحي حاداً لا يتناسب معها و لكن المفاجأة انها اعادت لي البيان و طلبت مني ان اكون اكثر حدية و وضوح في رفضها للضغوطات و التدخلات من خارج الجسد النقابي، فكان لها ذلك ، و فعلاً نشرت البيان ( البيان في التعليق الاول )
بالأمس رحلت سميرة شماس القسوس عن عالمنا
رحلت اول صيدلانية اردنية و عربية تتبوأ منصب نائب رئيس اتحاد الصيادلة الدولي ، اليوم لا نقول (وداعاً) واحدة لسميرة، فهي لا تكفيها.
وداعاً أيتها الشجاعة
وداعاً أيتها المناضلة
وداعاً أيتها المهنية
وداعاً أيتها الرائدة
داعاً أيتها المخلصة و الصادقة
وداعاً (سميرة)
هكذا كانت تحب ان تنادى (سميرة)

معين الشريف

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: