د. ضرار بلعاوي يكتب: لماذا يُنصَح المريض الذي يتناول مكملات الحديد (أقراص أو إبر) بتأجيلها في حالة الإصابة بعدوى؟
✅ أولاً: مكملات الحديد (أقراص أو إبر) لا تغذي المريض فقط، بل تغذي أيضًا المايكروبات المسببة للعدوى. هذا يعني أن الحديد قد يعزز قدرة المايكروبات على مقاومة المضادات الحيوية، مما يجعل علاج العدوى أكثر صعوبة.
✅ ثانيًا: اللاكتوفيرين lactoferrin، وهو بروتين متعدد الوظائف من نواقل الحديد. وهو أحد مكونات جهاز المناعة في الجسم؛ لما له من نشاط مضاد للميكروبات (مضاد للبكتيريا ومضاد للفطريات) وهو جزء من المناعة الفِطرية، وخاصةً في الأغشية المخاطية. فإذا كانت مستويات الحديد مرتفعة، فإن هذا البروتين لا يعمل بكفاءة، مما يُضعِف مناعة الجسم.
✅ لذلك، فإن في أجسامنا آليّةَ دفاعٍ ذكيةً تؤكد هذه النظرية. فعندما يصاب الجسم بالتهابات، يفرز مواد التهابية مثل CRP وإنترلوكين-6، والتي بدورها تزيد من إنتاج hepcidin، وهو الهرمون المسؤول عن تقليل امتصاص الحديد من القناة الهضمية إلى الدم.
هذا يعني أن الجسم نفسه يقلل من امتصاص الحديد أثناء العدوى كجزء من استراتيجيته الدفاعية. وهذا أيضًا يُفسّر سبب إصابة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مصحوبة بالتهابات (مثل أنيميا الأمراض المزمنة Anemia of chronic disease) بنقص الحديد.
✅ رسالتي: يُنصح بتأجيل تناول مكملات الحديد حتى يتم الانتهاء من علاج العدوى، لضمان فعالية العلاج وتعزيز مناعة الجسم.
