مرتبط
د. ضرار بلعاوي يكتب عن ” سلوك الانتحار “: هل هناك مَنْ يُعلّق الجرس؟

- كل 40 ثانية ينهي شخص ما، في مكان ما في العالم، حياتَه. يموت ما يقرب من 800 ألف شخص منتحراً كل عام، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وهو السبب الثاني للوفاة في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 29 عاما، وذلك بعد حوادث الطرق.
- التفكير في الانتحار مرحلة خطيرة تتعارض مع رغبتنا الأساسية في العيش، وهذا يعني أن معظم الانتحاريين لا يكونون متأكدين بنسبة 100% مما يُقدِمون على فعله. فجزء منهم يرغب في الموت، بينما يعتقد الجزء الآخر أن هناك أملاً. وفي الحقيقة، إنّ كل ما يبحثون عنه من خلال الانتحار هو مخرج وطريقة للتخلص من الألم الهائل الذي يشعرون به.
- الطلب من ذي السلوك الانتحاري بالتحدث عن الأمر لن يدفعه لحافة الهاوية؛ فمن المحتمل أن هذا الشخص ينتظر على أمل أن يهرع أحدهم لمساعدته.
- إظهار شخص ما لعلامات الاكتئاب أو حتى الأفكار الانتحارية، يعود إلى حاجته إلى الاهتمام والدعم الطبي والعاطفي. وتشير الدراسات إلى أن تجاهل مثل هذه التحذيرات خطير لأن معظم الذين انتحروا سبق أن تحدثوا عن خططهم أو مشاعرهم لشخص ما، لكنهم قوبِلوا بالاستهزاء والسخرية!
- وفقاً للتعريف الذي قدمه التحالف الوطني للأمراض العقلية، فإن إيذاء النفس ليس عملاً انتحارياً، حيث أنّ إيذاء الذات نوعٌ من آليات التكيُّف التي يستخدمها الشخص للتعامل مع الألم العاطفي الاستثنائي. فهو يتعلق بخلق وهم السيطرة أو شكل من أشكال العار أو العقاب الذاتي، لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي أن يُؤخذ على محمل الجد. إذا تُرك لوحده، فإن مَنْ يمارس إيذاء الذات قد ينتهي به المطاف إلى الانتحار.
- يمكن أن يكون الأشخاص الميالون إلى الانتحار ماهرين في إخفاء نواياهم الحقيقية؛ لكن الدراسات تشير أنّ رغم أنّ العلامات ليست واضحةً دائماً، فإن ثمانية من كل عشرة أشخاص قاموا بالانتحار كانوا قد قَدّموا أدلة وعلامات تحذير.
- الانتحار لا يُميِّز؛ إنه يؤثر على كل الأعمار والأعراق والأجناس والحالات الاجتماعية والاقتصادية، وهذا هو السبب في أنه من المهم للمجتمع أن يقدّر الآثار بعيدة المدى للانتحار ويدرك أنه لا يوجد أحد محصن.
- هناك عوامل معقدة تؤثر في قرار إنهاء المرء لحياته. إن الشيء الوحيد المؤكد أنه لا يوجد شخص مسؤول لوحده عن انتحار شخص آخر.
- من حسن الحظ أن نصادف شخصاً ما عبّر لنا عن رغبته في الانتحار؛ إن هذا في الواقع مؤشر جيد على أنه يريد تجنب الانتحار ويقول بشكل غير مباشر أنه يريد المساعدة، لأنّ معظم الناس الذين ينتحرون لا يريدون الموت حقاً. لهذا، فمع وجود الدعم والخيارات المناسبة، يمكن للراغبين في الانتحار أن يروا أن بإمكانهم الوصول لحلول حقيقية وآليات تكيف لمساعدتهم على إنشاء حياة تستحق العيش.
- العلاقة بين الانتحار والاضطرابات النفسية – الاكتئاب وتعاطي الكحول على وجه الخصوص – واضحة تماماً. لكن العديد من حالات الانتحار تحدث بشكل متهور في لحظات الأزمات، عندما ينهار الناس في مواجهة ضغوط الحياة، أو المشاكل المالية، أو انهيار العلاقات العاطفية، أو الألم المزمن والمرض. وترتفع معدلات الانتحار بين سكان الريف، وكذلك بين الفئات المعرضة للمخاطر التي تعاني من التمييز، مثل اللاجئين والمهاجرين، ومثليي الجنس والسجناء. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تشمل المخاطر أيضاً التعرض للنزاعات، والكوارث، والعنف، وسوء المعاملة، والخسارة، أو الشعور بالعزلة.