حوار سابق مع الراحل .تيسير الحمصي احد رواد الصناعة الدوائية حول تاريخ الصناعة الدوائية في الأردن وتأسيس اول مصنع ادوية في الأردن

Beoryx eyelashes
Befresh
Beoryx eyelashes
Befresh

حوار سابق مع الراحل .تيسير الحمصي احد رواد الصناعة الدوائية حول تاريخ الصناعة الدوائية في الأردن وتأسيس اول مصنع ادوية في الأردن


عند الحديث عن تاريخ الصناعة الدوائية في الاردن ، لا بد من التوقف ملياً عند تناول تأسيس اول مصنع دوائي فيها في العام 1962م ، وحتى نستطيع أن نتناول مسيرة الشركة الشركة العربية لصناعة الأدوية ، كان لا بد من التوجه للحديث مع احد رواد الصناعة الدوائية في الأردن ، وهو الدكتور تيسير سلامة الحمصي الذي يشغل عضوية مجلس إدارة الشركة العربية لصناعة الأدوية منذ العام 1962م ولغاية تاريخه ، أي حوالي 44 سنة.
ولا بد بداية من تعريف بالدكتور تيسير سلامة الحمصي أحد رموز الرعيل الأول من الصيادلة في الاردن ، فهو خريج جامعة دمشق 1953م ، وافتتح صيدلية في العام 1953م في مدينة السلط هي صيدلية “ السلط الجديدة “ ولا زالت تعمل لغاية الآن ، وعمل في العمل النقابي لمدة 16 سنة ، فقد كان نائباً لنقيب الصيادلة د. نزار جردانة تارة ، ونائباً لنقيب الصيادلة د. أمين شقير تارة أخرى ، وفاز بمركز نقيب الصيادلة لدورتين متتاليتين في الاعوام 1987- 1989 و 1989- 1991م .
وفي العام 1970 افتتح د. تيسير الحمصي مستودع أدوية عمان ، كما قام بالتعاون مع عدد من الصيادلة بإنشاء شركة اتحاد الصيادلة ( مستودع مركزي ) وكان رئيس الهيئة الإدارية التي تضم عدد من الصيادلة.


وعند عودة الحياة الحزبية في الأردن في بداية التسعينيات ، كان د. تيسير الحمصي اميناً عاماً لحزب العبث العربي الاشتراكي ( انتسب للحزب في العام 1949م ) الذي تشكل بعد صدور قانون الأحزاب في العام 1993م ، ولا زال أميناً عاماً للحزب حتى وقتنا الراهن.
والدكتور الحمصي من مؤسسي اتحاد الصيادلة العرب 1966م في القدس والذي كان لصيادلة الاردن وفلسطين الدور الأكبر في إنشاؤه في ذلك الوقت.

أقدم عضو مجلس إدارة … د. تيسير الحمصي:
الشركة العربية لصناعة الأدوية … حلم جرئ يتحقق

وحول دوره في تأسيس الشركة العربية لصناعة الادوية، فقد قال د. تيسير الحمصي، إلى انه وبالرغم من كون الأردن بلد صغير في عدد سكانه ومحدود في إمكاناته الطبيعية، إلا أنه كبير بعطائه وبرجاله الذين يبذلون جهدهم للنهوض به والمساهمة في بنائه وعلو بنيانه، وانطلاقاً من هذه الحقيقة، والحديث هنا ما زال للدكتور الحمصي، قام خمسة من الصيادلة الأردنيين الشباب الذين يتمتعون بطموح أقرب إلى التحدي بتأسيس أول شركة أردنية لصناعة الدواء في عام 1962 وهم:

  • أمين شقير
    • حمدي الساكت
  • أنيس المعشر
  • تيسير الحمصي
    وتمت تسمية هذه الشركة باسم “ الشركة العربية لصناعة الأدوية “ حتى تضم مساهمين من كافة أقطار الوطن العربي بحسب رغبة المؤسسين كما يذكر د. الحمصي. وبالفعل عندما طرحت الأسهم كان هناك عدد لا بأس به من المساهمين العرب وصلت مساهماتهم إلى حوالي 20% .
    ويذكر د.تيسير الحمصي قصة تأسيس الشركة العربية ، حيث أنه وأثناء تواجد مجموعة من الصيادلة الاردنيين في القاهرة لحضور مؤتمر الجمعية الصيدلية المصرية تم الاتصال مع د. صبحي الطيبي ليعمل مديرا للمصنع ، حيث كان يعمل في شركة ممفيس المصرية ووافق على العمل واستلم المسؤولية وكان راتبه 150 دينار مع توفير السكن في عمان وسيارة ووافق د. الطيبي على ذلك.
    وعن ذكريات الإفتتاح ، يذكر د. الحمصي أن الملك الحسين ( رحمه الله ) تفضل بافتتاح المصنع في 15/6/1966م معلنا بذلك بدء الإنتاج الفعلي لهذا المصنع وانتقال المملكة الأردنية الهاشمية إلى عالم صناعة الدواء ، وكان رئيس الوزراء في ذلك وصفي التل الذي قدم دعماً غير محدود للشركة ، كان منها تأمين إيصال الكهرباء إلى المصنع الذي تم افتتاحة برعاية ملكية سامية. ومنذ ذلك التاريخ أخذت العربية تنمو وتحقق النجاح تلو الآخر إلى أن أصبحت في طليعة شركات تصنيع الأدوية في العالم العربي من حيث حجم إنتاجها ونوعيتها الممتازة التي يكفلها التزام العربية بشروط GMP، كما أضاف د. الحمصي.
    رأس المال والمساهمون :
    ويذكر د. تيسير الحمصي ، أن الشركة العربية لصناعة الأدوية بدأت أعمالها برأس مال متواضع قدره 200000 دينار أردني وكان هناك اشتراط من المؤسسين بأن لا يزيد مقدار مساهمة أي مؤسس عن 600 سهم بمبلغ 5 دنانير / لكل سهم (بحد أقصى 3000 دينار ) ، وقد تمت المحافظة على هذا المبدأ طوال عقود ، إلى أن تم تداولها في السوق المالي في السنوات القليلة الماضية.
    ويشير د. الحمصي إلى أن رأسمال الشركة أصبح في العام 1985 خمسة ملايين دينار موزعة على خمسة ملايين سهم ، تملك الحكومة الأردنية والقوات المسلحة 6% من الأسهم ، بينما تعود ملكية باقي الأسهم إلى حوالي 13000 مساهم أردني وعربي في 1985م .
    ويذكر د. الحمصي بعضاً ممن كانوا أعضاء في مجلس إدارة الشركة العربية في فترة التأسيس ، منهم: أنور بلبيسي ممثلاً لوزارة الصحة ومحمد خلف وبديع القواسمي ممثلين عن القوات المسلحة ، بالإضافة إلى خليل المصري وجواد حديد وجورج خوري والدكتور عمر فائق الشلبي.
    المصانع والإنتاج :
    اما بالنسبه للمصانع وبداية انتاجها ، فقد بدأ العمل كما يؤكد د. الحمصي في مصنع العربية الأول ( مصنع الحسين السلالم ) في العام 1966 بإنتاج عدد من الأشكال الصيدلانية مثل : الأشربة ، المعلقات ، المراهم ، الكريمات ، الأقراص ، الكبسولات ، التحاميل ، والمعلقات الجافة ، وفي عام 1976م أنشئ في هذا المصنع وبالتعاون مع إحدى الشركات السويسرية المعروف عالميا قسم خاص لإنتاج المحاليل الوريدية وكان المصنع الوحيد في الأردن.
    في عام 1984م افتتح مصنع العربية الثاني ( مصنع البحيرة ) ويعتبر هذا المصنع الذي تبلغ مساحة بناءه 22000 ألف متر مربع على أراضي مساحتها 133 دونم واحدا من أحدث وأضخم مصانع الأدوية في الشرق الأوسط الذي صممه شركة دار الهندسة كمال الشاعر ومشاركوه على أحدث المواصفات العالمية .
    وقد بني هذا المصنع كما يذكر د. الحمصي ، وفقا لواصفات دائرة الصحة والضمان الاجتماعي البريطاني وزود بأحدث الماكينات المتطورة وقد خصص مصنع البحيرة لإنتاج الأشكال الصيدلانية الصلبة مثل الأقراص، كبسولات ، المعلقات الجافة ، المعقمات مثل الامبولات والفيلات الجافة والسائلة في حين خصص مصنع السلالم لانتاج الأشكال الدوائية السائلة مثل الاشربة ، المعلقات ، القطرات : المحاليل الوردية والكريمات أما الزمر الدوائية التي تنتجها العربية فتشمل المضادات العوية وأدوية القلب ، الدورة الدموية ، السكري ، الرومايتزام، الربو والحساسية ، مضادات المغص والإقياء ، مضادات الحموضة ، الفيتامينات وأدوية فقر الدم ، المسكنات وخافضات الحرارة ، الرشح والسعال ، المستحضرات الجلدية وغيرها بالإضافة إلى زمر دوائية جديدة من المنتظر بإنتاجها في المستقبل القريب .
    في بداية المصنع اعتمد المصنع على الخبرات العربية وتم إرسال عدد من الزملاء الصيادلة إلى أمريكا للحصول على شهادة الدكتوراه في صناعة الأدوية ، وهم كما يذكر د. الحمصي ، د.شكري الشخشير ، د. إبراهيم جلال ، د. مروان طقطق الذي يعمل حالياً في مؤسسات صيدلانية في أمريكا . وأكد د. الحمصي أن الشركة العربية لصناعة الأدوية كانت أول شركة عربية تعتمد على الخبرات الأردنية والعربية فقط بحيث لم تستعن في البداية باية خبرات اجنبية ، ومن الخبرات الأردنية التي يذكرها ، الصيدلاني غالب هداية، والصيدلاني هاشم سليمان، والصيدلاني بسام عبد الرحيم.
    البحث والتطوير :
    ويشير د. الحمصي ، أن الشركة أدركت منذ البداية أهمية البحث العلمي في عملية تصنيع الدواء الجيد حسب الشروط والمواصفات العالمية بحيث أولت إدارة الشركة دائرة البحث والتطوير جل اهتمامها وعنايتها حيث حرصت على استقطاب الكفاءات العلمية والعملية المتميزة في مجال صناعة الدواء ، كما زودت الشركة العربية هذه الدائرة بأحدث الأجهزة التحليلية والمعدات المتطورة لإجراء التجارب والاختبارات بهدف إنتاج مستحضرات جديدة وتطوير المنتجات القديمة ومتابعة ما يستجد في العالم من تطورات من خلال المجلات والنشرات العالمية المتخصصة والندوات والمؤتمرات التي تشارك فيها العربية لتحسين وتطوير أداء الدائرة . إضافة إلى وجود قنوات متعددة بين دائرة البحث والتطوير والجامعات الأردنية والعربية والمراكز المتخصصة أردنيا وعالمياً .
    وعلى ما يذكر د. الحمصي فقد كان د. العربي سلام ، أحد أركان الصناعة الدوائية في الشركة العربية لسنوات طويلة ، كان يقدم أبحاث على مستوى دولي في مؤتمرات دولية وفي إحدى المرات تم قبول 3 أبحاث دولية في مجال الصناعة الدوائية رقابة النوعية .
    ولضمان الجودة الفائقة وفقا للمواصفات العالمية فقد هيئت الشركة العربية لعمليات الرقابة جهازا فنيا متخصصا يتمتع بصلاحيات فنية كاملة وزودته بتجهيزات حديثة ليقوم بمهامه على أتم وجه بحيث تبدأ رقابة النوعية في الشركة العربية منذ لحظة وصول المواد الأولية حيث يتم حجزها في مستودعات خاصة إلى أن يتم فحص العينات مخبريا لضمان اختيارها المواصفات الفنية وتستمر الفحوصات في مختلف مراحل التصنيع وتمتد إلى ما بعد مرحلة التسويق .
    التسويق والمبيعات :
    أما بالنسبة للتسويق والمبيعات ، فيذكر د. الحمصي أنه عندما ابتدأت الشركة بتسويق منتجاتها في الأسواق العربية ، لم يكن من السهل عليها منافسة الشركات العالمية العاملة في الأسواق منذ سنوات طويلة إلا أنه وبفضل الجودة العالية للمنتجات وتصميم إدارة الشركة على المنافسة والنجاح ، استطاعت العربية أن تأخذ حصة من هذه الأسواق بلغت في 400000 ألف دولار في عام 1966م .وفي عام 1987م وصلت إلى 25 مليون دولار موزعة بما نسبته 80% أسواق خارجية و 20% السوق المحلي . أما الأسواق الخارجية التي وصلت إليها منتجات الشركة ، مع نهاية عام 1977م 25 سوقا عربي وأجنبي ، هذا ويؤكد د. الحمصي أن الشركة العربية كانت تبذل جهودا متواصلة لتوسيع قاعدة أسواقها كما وتعمل على طرح أصناف جديدة كلما كان ذلك ممكنا ، كما يؤكد أنها كانت تحرص على اختيار جهاز التسويق والمبيعات بعناية فائقة وقد هيئت لهذا الجهاز كل الوسائل الكفيلة لتنمية القدرات العلمية والعملية وذلك باشتراك في دورات متخصصة داخل الأردن وخارجه في مجال التسويق والعلاقات العامة ، هذا بالإضافة إلى انها كانت تحرص على تبادل الخبرات مع كافة عملائها ووكلائها وتعمل باستمرار على بناء جسور التعاون معهم للوصول إلى خدمة صحية أفضل والتي تعتبر الهدف الأساسي للشركة .
    الصناعة الدوائية فتحت الطريق أمام المصانع الأخرى وأمنيتي أن تتوحد هذه المصانع حتى نحافظ على سمعة الدواء في الأردن .
    وفي ختام شهادته حول تأسيس الشركة العربية لصناعة الأدوية ، يؤكد د. تيسير الحمصي إلى ان القيادة الحكيمة والمخلصة لهذه الشركة والتي كان يرأس مجلس إدارتها الصيدلاني أمين شقير كانت من أهم أسباب نجاح الشركة ، بالإضافة إلى جهود وتفاني نائب الرئيس راضي الشخشير ، وكافة العاملين الذي كانت لهم مساهمات متميزة في النهوض بالشركة في مختلف مراحل تطورها ونموها.

اترك تعليقك هنا ...

%d مدونون معجبون بهذه: