“كيف قمتُ بإعادة تكييف دماغي وتجديده في ستة أسابيع؟”

Beoryx eyelashes
Befresh
Beoryx eyelashes
Befresh

“كيف قمتُ بإعادة تكييف دماغي وتجديده في ستة أسابيع؟”

  • ميليسا هوغنبوم
  • Role,بي بي سي فيوتشر
  • 23 سبتمبر/ أيلول 2023

ثمة أدلة متزايدة على أن التغييرات اليومية البسيطة في حياتنا يمكن أن تغير أدمغتنا وتغير طريقة عملها. وضعت ميليسا هوغنبوم نفسها في جهاز الماسح الضوئي لمعرفة ذلك.

“من الصعب جداً ألا أفكر في أي شيء على الإطلاق”، كانت هذه إحدى أفكاري الأولى التي راودتني بينما كنت مستلقية بين فكي الآلة التي تفحص دماغي. طُلب مني أن أركز نظري على صليب أسود بينما كان جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) يؤدي وظيفته المزعجة. شعرت أيضاً بأنه من المستحيل أن أستطيع إبقاء عينيَّ مفتوحتين. إذ أن طنين الماسح الضوئي منوّم إلى حد ما، انتابني شعور بالقلق من أن يؤثر خلودي إلى النوم على كيفية ظهور ذهني على الصور الناتجة”.

المرونة العصبية في الدماغ

كصحفية علمية، كنت دائماً مفتونة بطريقة عمل الدماغ، وهكذا وجدت نفسي داخل ماسح ضوئي في رويال هولواي، في جامعة لندن، لفحص دماغي، قبل الشروع في دورة تدريبية مدتها ستة أسابيع لتغيير الدماغ.

كان هدفي هو التحقق مما إذا كانت هناك طريقة ما يمكننا من خلالها التأثير على تغيير أدمغتنا فعلاً بأنفسنا. من خلال تغيير جوانب حياتي اليومية، كنت آمل أن أعرف ما إذا كان من الممكن تقوية الروابط المهمة في دماغنا، والحفاظ على صحة أذهاننا في هذه العملية. وتعلمت خلال هذه الرحلة، تقنيات يمكننا جميعاً استخدامها والحصول على بعض النتائج القوية”.

تتمتع أدمغتنا بقدرة مذهلة على التكيف والتعلم والنمو، لأنها مرنة بطبيعتها، أي أنها تتغير. وهذا ما يسمى بالمرونة العصبية، التي تعني ببساطة: قدرة الدماغ على التكيف والتطور مع مرور الوقت في البنية والوظيفة.

كان يُعتقد في السابق أن الأمر يقتصر على الشباب ولكننا نعرف الآن أنها قوة ثابتة في تشكيل هويتنا، إذ أنه يتكيف ويتغير في كل مرة نتعلم فيها مهارة جديدة.

 الدماغ.

من الواضح أن ممارسة مهارات جديدة وتعريض أنفسنا لمواقف جديدة بانتظام يساعد الدماغ على الاستمرار في التكيف والنمو. وهكذا وجدت نفسي أطلب الطماطم المجففة باللغة الإيطالية، وأحصل على درس سريع حول كيفية العزف على الدف الصقلي التقليدي، قبل الجلوس عند قاعدة جبل إتنا والتأمل.

وبطبيعة الحال، لا بد لي من إضافة تحذير هام، ألا وهو أنني نموذج بحجم عينة واحدة، والكثير من هذا كان توضيحياً وليس علمياً.

ما هي نتيجة التجربة؟

يشرح ثورستن بارنهوفر، أستاذ علم النفس الإكلينيكي، كيف يمكن لليقظة الذهنية أن تشكل الدماغ

يشرح ثورستن بارنهوفر، أستاذ علم النفس الإكلينيكي، كيف يمكن لليقظة الذهنية أن تشكل الدماغ

في نهاية الأسابيع الستة، كان لدي فضول كبير لمعرفة ما إذا كان لكل هذا العمل أي تأثير على دماغي، وبعد إجراء فحص آخر لدماغي، وبعض الخوف بشأن ما قد يحدث داخل رأسي في الأسابيع الفاصلة، قمت بزيارة بارنهوفر في جامعة ساري لمعرفة ذلك. لقد كان يحلل ويقارن بين مسحي الدماغ اللذين قمت بهما طوال الليل.

وكانت النتيجة هي أن بنية دماغي قد تغيرت بالفعل. وكانت هناك بعض التغييرات القابلة للقياس التي يمكن رؤيتها.

لقد انخفض حجم نصف اللوزة الدماغية – وهي بنية على شكل لوز مهمة للمعالجة العاطفية – في الجانب الأيمن.

كان التغيير دقيقاً ولكنه قابل للقياس. لكن الشيء المثير هو أن هذا يتماشى مع الأدبيات العلمية التي تظهر أن اليقظة الذهنية يمكن أن تقلل من حجمها لأنها تخفف من التوتر الذي يظهر في اللوزة الدماغية.

عندما يزداد التوتر لدينا، تنمو اللوزة الدماغية. لم أشعر بالتوتر بشكل خاص في البداية، ولكن على الرغم من ذلك، كان من المثير رؤية التغيير.

أما التغيير الآخر فكان في القشرة الحزامية، وهي جزء من الجهاز الحوفي الذي يشارك في ردود أفعالنا السلوكية والعاطفية. كما أنه مهم أيضًا لشبكة الوضع الافتراضي، وهي المنطقة التي تصبح نشطة عندما يتجول العقل ويتأمل. وفي دماغي، زاد حجمه قليلاً خلال الأسابيع الستة، مما يشير إلى زيادة السيطرة على تلك المنطقة. ومرة أخرى، يتوافق هذا مع الدراسات المنشورة في الأدبيات العلمية، كما أنه ينسجم مع ما لاحظته خلال جلساتي.

وبمرور الوقت، وجدت أنني قادرة على إبقاء ذهني في حالة أكثر راحة، وكنت أكثر قدرة على التخلص من الأفكار المزدحمة.

لقد كان أمراً مثيراً للدهشة أن أرى هذه النتائج التي حصلت في دماغي على شاشة كبيرة أمامي.

فقط من خلال يقظتي ووعيي، تمكنت من زيادة جزء من دماغي يمنع ذهني من التجول كثيراً.

ملاحظة: من المهم أن نعترف بأن أي تغيرات في الدماغ رأيناها يمكن أن تكون عشوائية أيضاً. الدماغ يتغير باستمرار على أي حال. ولكن مع ذلك، تشير الدراسات إلى أن التجربة برمتها كانت بمثابة تحدي جدير بالاهتمام، وهي عملية يمكن للعديد من الناس الاستفادة منها بسهولة.

بالطبع، كان من الواضح أنه لكي تدوم التغيرات لفترات طويلة، يجب أن أستمر في دفع نفسي للقيام ببعض هذه “الحيل”.

هل سأستمر في التأمل كل يوم؟ أود حقًا أن أقول: “نعم بالطبع” إن لم يظهر أي مانع في الحياة تعترض سبيلي.

*شارك في التغطية: توم هايدن وبيرانجيلو بيراك

اترك تعليقك هنا ...

%d مدونون معجبون بهذه: