د. راتب الحنيطي: اليقظة الدوائية Pharmacovigilance في عامها ال 175 -المقال الثالث

Beoryx eyelashes
Befresh
Beoryx eyelashes
Befresh

اليقظة الدوائية Pharmacovigilance في عامها ال 175 –
المقال الثالث

المحطة الدوائية الثالثة : دواء Thalidomide

كانت الاجيال الطبية قبل عام 1962م تعتقد بأن المشيمة التي تحتضن الجنين في رحم امه تسمح بنفاذ المواد الغذائية وكل ما يحتاجه نمو الجنين ، وأن الحبل السري كان بمثابة الحارس الملائكي الذي يمرر له الغذاء ويحجب عنه المواد الضارة. كما كانت الاجيال الطبية تأخذ وتعتقد بان الادوية الآمنة على الحيوانات ، هي بالضرورة آمنة على الجنين.
صعق العالم في سنة 1962م بعد ماساة دواء Thalidomide الذي كان يوصف في عدد من الدول لمعالجة حالات الغثيان والارق والقلق والتوتر العصبي، وخصوصا لدى الحوامل في الاشهر الاولى ، عندما تبين أن عددا كبيرا من الاجنة يولدوا بدون أطراف phocomelia أو تكون الاطراف قصيرة جدا تبدو وكأنها زعانف الفقمة flippers of Seals .
لقد كانت مأساة دواء ثاليدومايد درسا بليغا للباحثين والعلماء والعاملين في المعالجة الطبية ، أن الجنين يصل اليه جميع ما يدخل جسم امه ، وأن الدواء الامن على حيوانات التجارب ليس بالضرورة ان يكون أمنا على الانسان.كما كان درسا للشركات المصنعة للدواء والمؤسسات الصحية المسؤولة عن طرح الدواء في الاسواق، في اعادة النظر لكافة القوانين والتعليمات والدراسات التي تحفظ أمانة وسلامة الدواء أثناء الحمل.
ان التقدم في العلوم الصيدلانية والطبية الأخرى ذات العلاقة ودراسة كيفية تعامل أجسام المخلوقات المختلفة مع الدواء ، وجدت تبايانات عميقة بين الاجناس ، وحتى الجنس الواحد يمكن أن نجد فروقات في تعامل اجسامها للدواء ، وهذا مرده الى عوامل متعددة وتباين واضح في بناء ووظيفة أعضاء الكائنات المختلفة ،وفي مراحل النمو المختلفة بين المخلوقات،واختلافات في النواحي التشريحية، فانثى الانسان مثلا تمتلك مشيمة واحدة ، بينما نجد أن حيوانات لديها مشيمتان.

تابعونا

اترك تعليقك هنا ...

%d مدونون معجبون بهذه: