خلايا البنكرياس المصابة بالسكري، هل تصبح قادرة على إنتاج الإنسولين؟

خلايا البنكرياس المصابة بالسكري، هل تصبح قادرة على إنتاج الإنسولين؟

 يا لها من نقلة مدهشة، عندما يصبح أحد أنواع البروتينات الذي يساعد على تنمية العظام، قادر أيضاً على إجبار خلايا البنكرياس على إفراز الإنسولين.
إن هذا الاكتشاف، قد يساعد مرضى السكري من النوع الأول (Type1 Diabetes Mellitus) على إنتاج الإنسولين بواسطة خلاياهم الجسمية ودون الحاجة للحقنة اليومية.

يعد هرمون الإنسولين هو الهرمون المسؤول عن الحفاظ على اعتدال مستوى السكر في الدم، وبالنسبة لمرضى السكري من النوع 1، تتعرض خلايا بيتا البنكرياسية المصنعة لهرمون الإنسولين إلى هجوم من قبل جهاز المناعة الخاص بالمريض مما يؤدي لتدميرها وتوقف إنتاج الإنسولين، ونتيجة لذلك يتجه مرضى السكري إلى حقن أنفسهم بالإنسولين بشكل يومي.

يشير الباحثون الآن إلى اكتشافهم المهم أن خلايا أخرى غير خلايا بيتا في البنكرياس، من الممكن أن تتحول إلى خلايا منتجة للإنسولين، بمجرد تعريضها لعامل نمو يدعى BMP-7.

يقول خوان ديمنغيز مدير تطوير الخلايا الجذعية في معهد أبحاث السكري بميامي، فلوريدا “نحن متفائلون جداً بما وجدناه”

 

الاكتشاف المفاجئ!

خوان ديمنغيز الذي قاد الفريق إلى جانب زميله ريكاردو باستوري وجد أن BMP-7  تسبب في إفراز خلايا البنكرياس لكميات كبيرة من الإنسولين، حدث ذلك بشكل غير متوقع بعد أن تم استخدام هذا البروتين كعنصر للتحكم في تجربة أخرى لا علاقة لها بهذا الموضوع، الأمر الذي أثار الغرابة بينهم، كما أضافوا عامل النمو إلى الخلايا ذاتها التي لا تنتج في العادة إنسولين، مما أدى إلى تكتل هذه الخلايا وإفرازها كمية كبيرة من الإنسولين وقد زاد الإفراز عندما تعرضت هذه الخلايا للجلوكوز، تماما كالاستجابة المتوقعة من خلايا بيتا في الأشخاص الأصحاء أثناء ارتفاع نسبة جلوكوز الدم.

بعد ذلك قام الباحثون بنقل هذه الخلايا إلى فأر مصاب بالسكري نتيجة تحطيم خلايا البنكرياس الخاصة به بمواد كيميائية، وردت الفعل كانت أن هذه الخلايا عملت كما لو كانت خلايا بيتا السليمة.

وأخيراً، يأمل فريق الباحثين هذا إلى حقن BMP-7 مباشرة في البنكرياس لتحفيز نمو خلايا بيتا جديدة، مع إعطاء مثبطات المناعة لمنع أي هجوم من قبل جهاز المناعة على الإنسولين الجديد.

يقول دومينغيز باندالا “إن الفرصة الكبيرة تكمن في أن نتمكن من تحفيز هذه الخلايا داخل الجسم، وهذا ما نحاول القيام به على فئران التجارب في الوقت الحالي”.

 

أفضل تبرع!

هناك احتمالية أخرى تتمثل في استحداث خلايا بيتا جديدة من خلايا بنكرياس مُتبرع بها، على أن يتم تجميعها وحوصلتها داخل مادة تحميها من ردة فعل جهاز المناعة، وبعد ذلك يتم زراعتها في تركيب هلامي في البطن يعرف بالغشاء الشحمي.

وقد تم بالفعل زراعة خلايا بيتا من متبرعين متوفين بعد نقلها إلى بعض مرضى السكري من خلال إجراء يعرف بـ (بروتوكل أدمنتون)، ومع ذلك ورغم أن خلايا بيتا تمثل ما نسبته 2% فقط من إجمالي البنكرياس، إلا إنها توفر من الخلايا ما يكفي لزرعها في شخص واحد فقط وهذا يعني أن الطلب يفوق بكثير العرض، وبينما حظي بعض المستقبلين بفرصة عدم استخدام الإنسولين لفترة فاقت العشرة سنوات، فإن مستقبلين آخرين لم يستمر عمل الخلايا لديهم لأكثر من سنتين.

وعلى أقل تقدير، يأمل دومينغيز بندالا أن يتمكنوا من استخدام BMP-7  في تحويل الـ 98% من خلايا البنكرياس المتبرع بها، إلى خلايا بيتا منتجة للإنسولين، والتي وحسب تقديراته من المحتمل جداً أن توفر ما يكفي من الخلايا المنتجة للإنسولين لزراعتها لسبع أشخاص.

 

مخاطر أقل!

يرى الفريق أنه أي كانت الطريقة التي يستخدم بها بروتين BMP-7  إلا أنها ستكون أقل خطورة على مرضى السكري نوع 1، مقارنة مع غيرها من العلاجات والتي يجري التحقيق فيها، كتلك التي تصنع خلايا البنكرياس من الخلايا الجذعية، أو عن طريق إدخال جين جديد إلى الجسم.

السدير رانكين مدير الأبحاث في جمعية السكري الخيرية في المملكة المتحدة، يقول أن تحسين عدد وحيوية الخلايا للزراعة هو الهدف الرئيسي للأبحاث هنا وحول العالم، وهذه الدراسات توضح منهجية واعدة في مجال مثير للاهتمام، ويضيف” لكننا سنحتاج لسنوات قبل أن نعرف ما إذا كان الأمر سيكون فعال وجاهز للممارسة الطبية العملية أم لا؟”.

 

ترجمة: إيناس سدوح

مراجعة: سعد الشهري

 

المصدر:

New Scientist

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: