المكملات ..القاتل الخفي للشباب

المكملات ..القاتل الخفي للشباب

كتب الدكتور مهند المبيضين:

ربما ينحصر اهتمامنا بالمخدرات بجميع مشتقاتها، كخطر يواجه شبابنا، وهو أمر يجب أن لا نتركه اونتهاون بمتابعة مكافحته، لكنه ليس الوحيد، فهناك عامل آخر يسبب الوفاة للشباب وغيرهم، وهو المكملات الغذائية وحبوب الفيتامينات الي يتناولها الشباب لغايات بناء العضلات، او تتناولها النساء لغايات انقاص الوزن، أو الرجال من أجل معالجة العجز الجنسي.

الحالات التي توفيت في ازدياد منذ عام 2013الذي كان سجل وفاة أكثر من  أربعة عشر حالة في صفوف الشباب، والرقم ظل بازدياد. وحسب الصديق المختص بالتغذية في الجامعة الهاشمية د معاذ بطاينه، والذي يعمل ابحاثه على هذا النوع من المخاطر، فإن عدد حالات الوفاة بسبب المنشطات والمكملات الغذائية زاد بشكل كبير، وهو اليوم أكثر من عشرين حالة في العام المنصرم،ويكاد يكون السبب التالي للوفاة في اوساط الشباب بعد المخدرات.

لكن حالات الوفاة المتزايدة، للأسف لم تفتح الباب على ضرروة الوعي بمكافحة هذا الخطر، بشكل جدي من قبل المعنيين، فما زال الحديث عنه يخضع إلى موجات من البرود والصعود حول تفشي الظاهرة بين الشباب، وحول القوانين والتشريعات السارية المنظمة لها وعن المرجعية والجهات المعنية بترخيصه اأو مراقبتها.

الخطر الكبير اليوم يكمن في ذهاب أبنائنا إلى نوادي اللياقة، وهي التي لا تخضع لأي جهة رقابية فاعلة، وزاد عددها بشكل كبير، والشاب المراهق يقتنع بسرعة بأن هذا النوع من الإبر أو الحبوب يسهم في اظهار عضلاته أو تغيير بنية جسمة بشكل سريع، وبالتالي يُقبل على تناولها بسهولة. وتحت مسمى الرياضة وممارستها، لا ينتبه الأهل إلى هذا الخطر وقد نجدهم فرحين بذهاب أبنائهم لمراكز اللياقة، وهذا فعل جيد، لكنه يجب أن لا يخفي عنا ضرورة مراقبتهم وتحذيرهم من خطر المكملات والمنشطات.

المراقبون يرون أن غياب القانون الذي يجرم التعاطي، والبيع والترويج للمواد التي يوصف معظمها أنه «مضروب» أو منتهي الصلاحية، ساهم في وصول المنشطات بسهولة إلى ايدي الشباب الراغبين في بناء عضلات وفق أسس غير صحية، وهذا أمر بالغ الخطورة خاصة إذا كانت المكملات منتهية الصلاحية.

وحالات الوفاة المتزايدة اليوم تكشف عن الحاجة الماسة إلى إيجاد قانون لمحاربة هذه الآفة، او تعليمات، وهو أمر أثير سابقاً لكنه لم يجد طريقاً للتنفيذ،وقد كشف الضوء وعبر تحقيقات صحفية أردنية أن عالم الهرمونات والمنشطات تتحكم فيه «مافيات» أردنية وعربية، يتورط فيها أطباء وصيادلة ومدربون في مؤسسات رسمية وخاصة، تبدأ من عملية التصنيع في المختبرات، إلى التهريب والرشوة والترويج، وصولا إلى إيجاد الشباب غير الواعي بمخاطر هذه المواد.

هناك دور على اللجنة الأولمبية الاردنية للتوعية والتثقيف، لكن ذلك يسري على اللاعبين ربما ولا يطال الشباب من خارج دائرة الرياضة الرسمية، وكان وزير الصحة السابق عبداللطيف وريكات حذر من انتشار الظاهرة وجعل احد أهم اسبابها انتشار مراكز اللياقة والجمباز.

مخاطر المكملات عديدة، ومنها تلف الكبد والسرطان وحدوث مشاكل في القلب والالتهابات وحتى الموت !كما أن المستويات العالية من الكافيين والسكر في مشروبات الطاقة المتعددة التي تستهلك بشكل كبير وتوزع احيانا مجانا في حملات ترويج هناك أدلة علمية على أنها تسبب تغيرات في ضربات القلب وضغط الدم، ويمكن أن تكون غير آمنة وتؤدي للوفاة، إذا استخدمت بكميات عالية او كانت منتهية الصلاحية او غير سليمة التركيب.

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: