مرتبط
عام على الرحيل الصادم للزميل د. قصي العمرو كما عبّر عنه رفيق دربه د. مؤيد أبو شقرة

قبل 365 يوماً بالتمام و الكمال
لم أستطع أن أخلد إلى النوم كما هو اليوم …
لم تتوقف دموعي وقتها، فقد كنت في حالة صدمة ؟!
أيعقل أنه الموت ؟! ، أهو هكذا قريب ، لا يميز بين صديق أو قريب ، صغير أو كبير !
يومها صعدت روح أعز الأصدقاء إلى بارئها ، بل و قد وصل إلى مرتبة الأخ من غير أب أو أم .
قصي العمر
الذي تجاوزت صحبتنا معه عن ال 10 سنوات ،،،
من بدايات دراسة الصيدلة ، كان قصي الشاب الخلوق الطيب ، أينما حلّ حلّت ضحكته ، كان لا يحزن و لا يعرف الحزن – إلا حين وفاة والده المفاجئ – ، كان كتوماً عن ما يجول في خاطره ، مستمعاً لهموم أصدقائه ، سنداً لهم .
لم يدع قصي عملاً عامّاً ليخدم فيه أمته و أبناء جيله إلا و كان في المقدمة ، لم يكن يبتغي في ذلك غير العمل مع الله – و لا نحسبه غير ذلك –
قصي الذي بقي لدي من الأصدقاء المقربين جداً بعد أن رحلوا إما لانشغالاتهم بشؤون حياتهم أو من قرر البعد فجأة ،
قصي الذي كان سنداً لي في كل حوائجي ، فما أن أقع في مصيبة أو أحتاج أحداً أثق به ، إلا و أجد ذلك الرجل النشمي الذي لم يكن يقل لي إلا ” ولا يهمك ” ،
قصي كان أرشيفاً للذكريات ، كانت ذاكرته حديدية ، كان يحفظ تفاصيل التفاصيل ، بحلوها و مرّها .
كان دوماً يذكر قصتي معه قبل 7 سنوات أو يزيد عندما ذهبنا برحلة مع الكلية إلى البحر الميّت ، و كان يخشى السباحة ، و لكنه تجرأ و نزل !
و عندها غرق ! ، نعم غرق ، لم يسبق لشاب أن يغرق في البحر الميت الذي لا يغرق فيه أحد !
لكنني كنت القريب المجيب و أنقذته يومها ، فظل يخبر الجميع – أنا عايش من ورا مؤيد بعد الله –
آاااااخ يا صديقي آاخ ، فلم أستطع أن أنقذك قبل سنة ، آخ يا صديقي فلم أستطع أن أكون بجانبك .
آااخ يا صديقي كم أفتقدك و أفتقد جولاتنا و سهراتنا ، ذهابنا و إيابنا ، الأماكن كلها تذكرك و تفتقدك .
ربنا ، اغفر لقصي و ارحمه و عافه و اعف عنه ، ربنا اجعل لحرصه على صلاة الفجر حاجزاً بينه و بين النار ، ربنا و بمحبتنا فيك اجعلنا رفيقين في الجنة تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك حين نلقاك.