مرتبط
ثورة طبع الأدوية بالطابعات ثلاثية الأبعاد
الطباعة ثلاثية الأبعاد هي الابتكار الذي جاء ليكوّن كل شيء، بدء بتكوين بديل لعظام الحوض مثلاً، إلى قطع غيار وبدائل عن الأنسجة البشرية إلى التفكير ببدائل لأعضاء كاملة، إلى تكوين طعام سهل الهضم لكبار السن، حسب المادة الخام التي ستملأ بها المحبرة والبرنامج الذي سيعطي الأوامر للطابعة.
الآن جاء دور صناعة الأدوية لتصنع فيها الطابعات ثلاثية الأبعاد ثورة مرتقبة، وذلك عبر فكرة “تفصيل دواء على مقاس كل مريض” وليس “قياس واحد يناسب الجميع”، فحين تشتري شريط دواء من الصيدلية مثلاً فكل الحبوب لها نفس الوزن والجرعة والتكوين لكل المرضى، أما في هذا الابتكار فيطمح لأن يكون لكل مريض جرعته الصحيحة بالضبط كل مرة بالميكروجرام، وهذا سوف يوفر على الهيئات الصحية الوطنية ملايين الدولارات التي تصرف على إنتاج الأدوية بكميات كبيرة.
هذه الطابعة يمكنها إنتاج البوليمرات بواسطة شعيراتها الدقيقة لتكوين المركبات الدوائية، ويقول المخترعون أن سياسة “قياس واحد يناسب الجميع” يؤدي إلى أخذ المرضى لجرعات دواء كبيرة جداً أو صغيرة جداً من الدواء، لكن الآن نطمح لأن “يطبع” كل مريض دواءه الخاص.
ويقول الدكتور محمد عبد الحنان الذي يرأس الفريق أننا كصيادلة ندرك معنى أن يكون لكل مريض “قياس خاص به”، فمثلاً بالنسبة لمريض كبد نحن نعرف أن جزء من ميليجرام يمكن أن يصنع فرقاً كبيراً لكننا ندرك في ذات الوقت صعوبة وتكلفة تفصيل الدواء لكل مريض حسب احتياجاته.
ويقول الدكتور عبد الحنّان أنه بالرغم من أنه وفريقه عملوا على المشروع لأكثر من سنة وقدموا الأوراق بالفعل لبراءة الاختراع إلا أنه لديهم الكثير لاجتيازه بعد قبل أن تطرح هذه الطريقة لاستخدام الناس، وحينها يمكن للشركات الدوائية ضبط الجرعة بالضبط باستخدام برنامج مخصص لذلك والذي يعتبر شيئاً مكلف الثمن ويحتاج إلى خبراء للقيام به، لكنهم يطمحون أنه يوماً ما سوف تكون موجودة في بيوت أولئك المرضى الذين يحتاجون لتغيير جرعات الأدوية بشكل مستمر، ويتوقع أن تدخل هذه التقنية إلى المستشفيات في غضون خمس سنين، وإلى داخل البيوت في غضون عشر سنوات.