مرتبط
لقاح فيروس الورم الحليمي يخفض من العدوى المسببة لسرطان الرحم
أظهرت دراسة حديثة تراجعا كبيرا في أعداد حالات الإصابة بفيروس الورم الحليمي، الذي يسبب مرض سرطان عنق الرحم، بفضل استخدام لقاح مع النساء في سن مبكر.
ويعرف فيروس الورم الحليمي البشري اختصارا باسم “إتش بي في”، وهو عبارة عن مجموعة شائعة من الفيروسات، تضم أكثر من 100 نوع.
ويقاوم اللقاح العدوى شديدة الخطورة، التي تسبب غالبية حالات سرطان عنق الرحم.
وتوصلت الدراسة، التي أعدتها هيئة الصحة العامة بانجلترا، إلى أن العدوى بفيروس الورم الحليمي انخفضت في النساء، اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 16 إلى 21 عاما، بنسبة 86 في المئة، وذلك خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2016.
ولا يزال سرطان عنق الرحم هو أكثر أنواع السرطان شيوعا في النساء تحت سن 35 عاما.
ويقول خبراء إن النتائج تشير إلى أن اللقاح، الذي ابتكر قبل عشر سنوات فقط، يمكنه أن يؤدي إلى القضاء فعليا على المرض.
وتقول الدكتورة ماري رامزي، رئيس قسم التطعيمات في هيئة الصحة العامة بانجلترا: “هذه النتائج واعدة للغاية، وتعني أنه خلال السنوات المقبلة يمكننا أن نتوقع انخفاضات كبيرة، في أعداد الإصابة بسرطان عنق الرحم”.
وتضيف: “تذكرنا الدراسة أيضا بمدى أهمية الحفاظ على معدلات تطعيم عالية، من أجل خفض انتشار هذه العدوى القابلة للوقاية”.
وتابعت: “أحث كل الآباء والأمهات، الذين لديهن بنات في سن 12 إلى 13 عاما، على أن يتأكدوا من حصول بناتهن على اللقاح”.
ويعطى لقاح الورم الحليمي، والذي استخدم منذ عام 2008، عبر المدارس في جرعتين للفتيات في سن 12 وحتى 18 عاما. ولا يقدم لمن تجاوزن سن 18 عاما.
وتناول هذا اللقاح حتى الآن أكثر من 80 في المئة من الأشخاص، الذين تترواح أعمارهم بين 15 إلى 24 عاما، في بريطانيا.
وعلاوة على ذلك، فإن لقاح فيروس الورم الحليمي يؤدي إلى انخفاض الإصابة ببثور الأعضاء التناسلية، التي تنتج عن الأنواع الأقل خطورة من الفيروس.
وانخفضت حالات الإصابة، التي شخصت في عيادات الصحة الجنسية بين عامي 2009 و2017، لدى الفتيات في سن 15 إلى 17 عاما بنسبة 89 في المئة، ولدى الفتيان في نفس السن بنسبة 70 في المئة، وذلك نتيجة عدم انتقال العدوى إليهم من الفتيات.
لكن فيروس الورم الحليمي له دور أيضا في أمراض السرطان لدى الرجال، مثل سرطان الشرج والحلق والرأس والرقبة.
وفي العام الماضي، تم تمديد التلقيح ليشمل الرجال المثليين في سن 16 إلى 45 عاما، لكنه حاليا لا يعرض على الفتيان.
وتدرس اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين حاليا التوسع في تقديم اللقاح، لكن بعض الباحثين يعتقدون أن ذلك لا يحدث بالسرعة الكافية.
ويدعو البروفيسور مارك لولر، من مركز أبحاث السرطان في جامعة كوينز في بلفاست، إلى توسيع التلقيح ليشمل الفتيان.
ويقول: “كثير من البلدان تقدم اللقاح للفتيان والفتيات على حد سواء، بما في ذلك كندا، التي لديها منظومة صحية مشابهة لتلك الموجودة في بريطانيا”.