مرتبط
الصيدلاني عامر شيحا: السكريات المصنعة و علاقتها بالامراض المزمنه
سكر المائده ( السكروز) أو السم الأبيض كما يحب ان يسميه بعض خبراء الصحة في العالم نظرا لتزايد الاتهامات له بالتسبب بالأمراض المزمنة أو المساعدة على ظهورها و خصوصا مشاكل السمنة و ارتفاع الدهون و امراض القلب و الشرايين و الامراض الالتهابيه و غيرها .
و قبل ذلك لا بد من ذكر اهمية سكر الجلوكوز الذي هو مهم لعمل الخلية و امداد الجسم بالطاقة ليقوم بوظائفه الحيويه المختلفه .
و مصدر السكر في البداية هو نباتي حيث يستخرج نبات قصب السكر حيث يحتوي عصيره على عناصر غذائية هامه مثل البوتاسيوم و الكالسيوم و المغنيسيوم و الزنك و الفسفور و الحديد بالاضافة الى بعض من مضادات الاكسدة , لكن ما يحصل هو انه عند القيام بتكرير سكر القصب يتم سحب جميع العناصر الغذائية المفيدة منه مع الابقاء على السكر منفردا بدون اي قيمه غذائيه تذكر .
الأضرار الناجمة عن الافراط في تناول السكريات المصنعة
هذه السكريات المكرره و المصنعة و الحلويات و المشروبات الغازية و العصائر الصناعية المحلاه و بعد الافراط في تناولها و ما ينتج عنها من ارتفاع مفاجيء لسكر الدم و تبعات ذلك و افراز كبير للانسولين تؤدي الى سلسلة من الاحداث البيوكيميائية في الجسم مع احداث فوضى عارمه تجتاح الجسم و التسبب بالامراض المزمنه مع الاستمرار على هذا النمط من الافراط في تناولها , و لتوضيح بعض من آليات الإضرار نذكر ما يلي :
1. هذه السكريات المصنعة تنتج سعرات حرارية عالية بدون فائدة , فهي فقيرة من الفيتامينات و الاملاح المعدنية و المواد الضرورية , فالإعتماد عليها كغذاء يولد حالة من الجوع بدون مجاعة و فقر في مواد الحياة الرئيسية .
2 . تجعل من الجسم بيئة حامضية ممرضه ( و لو لفتره قصيرة , حيث ان للجسم آليات لمعالجة حمضية الدم من خلال الكلى و التنفس) و تداعيات ذلك من انخفاض الكالسيوم و الاملاح المعدنية , و كذلك تجعل من الجسم عرضة للأمراض الإلتهابية , و تسبب نقصان في المناعة .
3. إرتفاع الدهنيات و زيادة السمنة و خطر الإصابة بأمراض القلب و الشرايين:
حيث ان الارتفاع المفاجيء لسكر الدم الناجم عن الافراط في تناول السكريات المصنعة و ما يتبعه من ارتفاع كبير في افراز الانسولين استجابة لذلك سيؤدي إلى سلسة من الأحداث و فوضى بيوكيميائية من خلال الآليات التالية :
1. هذه السكريات المصنعة تنتج سعرات حرارية عالية بدون فائدة , فهي فقيرة من الفيتامينات و الاملاح المعدنية و المواد الضرورية , فالإعتماد عليها كغذاء يولد حالة من الجوع بدون مجاعة و فقر في مواد الحياة الرئيسية .
2 . تجعل من الجسم بيئة حامضية ممرضه ( و لو لفتره قصيرة , حيث ان للجسم آليات لمعالجة حمضية الدم من خلال الكلى و التنفس) و تداعيات ذلك من انخفاض الكالسيوم و الاملاح المعدنية , و كذلك تجعل من الجسم عرضة للأمراض الإلتهابية , و تسبب نقصان في المناعة .
3. إرتفاع الدهنيات و زيادة السمنة و خطر الإصابة بأمراض القلب و الشرايين:
حيث ان الارتفاع المفاجيء لسكر الدم الناجم عن الافراط في تناول السكريات المصنعة و ما يتبعه من ارتفاع كبير في افراز الانسولين استجابة لذلك سيؤدي إلى سلسة من الأحداث و فوضى بيوكيميائية من خلال الآليات التالية :
- اولا : يسبب الافراط المتواصل لهذه السكريات المصنعة الى ارتفاع افراز هرمون الانسولين الذي بدوره يحول السكر الزائد الى جلايكوجين في الكبد , و عندما تزيد نسبته على 5% من نسبة نسيج الكبد يبدأ بتحويل الجلايكوجين الزائد الى دهون , و هنا يبدأ مسلسل ارتفاع الدهون الجسم و تحدث السمنة و مشاكل الدهنيات و الكوليسترول و امراض القلب و الشرايين .
- ثانيا : الافراط في تناول السكريات المصنعة و بالتالي زيادة افراز الانسولين يسبب تثبيط تحطيم الدهون في النسيج الدهني المتراكم من خلال إيقاف عمل الإنزيم Hormone _Sensitive lipas (HSL
و بالتالي تراكم المزيد من الدهون المخزونه و جعلها عنيده عن التفكك .
و مع الاسف الشديد يغيب عن بال الكثير من الناس و بعض مقدمي الرعاية الصحية ان الدهون و الكوليسترول الضار و القاتل و المسبب لامراض القلب و تصلب الشرايين هو بسبب ما ينتجه الجسم من الدهون في داخل الكبد اكثر من الدهون التي يحصل عليها من الغذاء في بعض الاحيان , لذلك لا يكفي فقط نصح المريض بتقليل تناول الدهون, و انما يجب نصحه ايضا بالتوقف الفوري عن الافراط في تناول السكريات المصنعة و التي تسبب اندفاع الانسولين و تاثيراته على انتاج الدهون في الكبد و منع تحلل الدهون المخزونه
4. السكريات المصنعة و مشاكل السمنة و زيادة الوزن و النصيحة الذهبية للتنحيف :
مازالت مشاكل السمنة و البدانة و التي تؤدي الى امراض القلب و الشرايين و السكري و امراض المفاصل و غيرها تحتل المراكز الاولى في التسبب بالامراض , و يسعى عدد كبير من الناس نحو التنحيف و انقاص الوزن بطرق متعدده منها الحمية و البرامج الغذائية و الادوية و الجراحة و كانت الانظار تتجه الى التحذير فقط من موضوع السعرات الحرارية الزائدة المسببه للسمنه و موضوع تناول الاطعمة الدسمة , حيث ان الجرام الواحد من الدهون يعطي 9 سعرات حرارية بينماالجرام الواحد من الكربوهيدرات يعطي 4 سعرات حرارية , و ظل التركيز على تلك الماكولات الدهنية وحدها و تقديم النصائح بممارسة الرياضة لزيادة صرف السعرات الحرارية.
و على الرغم من ان تلك النصائح جميعها صحيحة تماما , الا انها غير كافية للتنحيف , لذلك كان الناس يحصلون على نتائج بطيئة و غير مرضية في عملية التنحيف , و كان ينقصهم النصيحة الذهبية بالتوقف عن تناول السكرالمكرر و السكريات المصنعة بجميع اشكالها , حيث ان هذا التوقف سيؤدي الى خفض انتاج الانسولين و بالتالي سيبدأ الجسم من الداخل بتحطيم الدهون المخزونة من خلال اعادة تنشيط انزيم HSL كما اوضحنا سابقا و بالتالي حصول التنحيف و الوقاية من تصلب الشرايين و امراض القلب و غيرها .
و ايضا سيبدأ الجسم حينها بالتوقف عن تحويل السكريات المخزونة الى دهون , بل سيحدث العكس نتيجة لتأثير هرمون الجلوكاجون المعاكس للإنسولين في المفعول , و بالتالي خفض دهنيات الدم و الكوليسترول و الوقاية من الامراض .
5. السكريات المصنعة و السرطان :
مازال هذا الموضوع هو موضع جدل بين الاوساط العلمية , و لا يوجد ادلة كافية لتؤكد او تنفي ذلك , لكن الاضرار المتتابعة و المترابطة للافراط في تناول جميع اشكال السكر المصنع محل شك و اتهام , و هناك دراسات تحاول ان تربط بين ارتفاع السكر و ما ينجم عنه من ارتفاع الانسولين و احداث السمنه و الدهون , و بين ازدياد فرص و احتمالات الاصابة بالسرطان و الاورام , كما ان دراسات اخرى اثبتت بان بعض مرضى السرطان يحملون في دمائهم نسب اعلى من الانسولين مقارنة بالاصجاء .
و خلاصة القول في هذه النقطه هو ان سوء التغذية المرتبط بالاعتماد على الحلويات و المشروبات السكرية و الغازية و ما ينجم عنه من نقص في الفيتامينات و المعادن الضرورية , و نقص المناعة و ارتفاع دهون الجسم و حدوث الامراض الالتهابية و البيئة الحمضية التي تسببها السكريات المصنعة , تجعل منها موضع شك و اتهام .
نصائح و اخبار سارة
ان الاعتماد على الفواكه و بعض النشويات الطبيعية باعتدال للحصول على السكر مع الامتناع او تقليل تناول تلك السكريات و الحلويات المصنعة و المشروبات الغازية و السكرية , و ايضا الاعتماد على الخضراوات الطازجة في الغذاء سيسبب تحسن كبير و ملحوظ في صحة الجسم , و يؤدي الى ازدياد النشاط و الحيوية و نقصان الوزن الزائد وانخفاض نسبة دهون الدم و الكوليسترول و سكر الدم , مع الشعور بالراحة و الوقاية من الامراض المزمنة .الصيدلاني عامر شيحا