مرتبط
السياسي والنقابي : اول نقيب للصيادلة أمين شقير – بورتريه وصور تُنشر لأول مرة | ||||
مثل غيره من الطلبة في تلك السنوات البعيدة ، انهى امين شقير دراسته الثانوية في مدرسة السلط ، بعد ان درس المرحلتين الابتدائية والاعدادية في مدارس عمان التي ولد فيها عام 1925 . في دمشق حيث التحق بكلية الصيدلة ، كان امين شقير من اوائل الاردنيين الذين انتموا لحركة البعث منذ بدايتها ، وكان احد اربعة اردنيين شاركوا في المؤتمر التأسيسي لحزب البعث الذي عقد في نيسان 1947 في مقهى الرشيد في العاصمة السورية ، وعندما عاد امين شقير الى عمان عام 1948 كانت النكبة قد تركت اثرها واضحا في يوميات المجتمع الاردني ، فعمل مع بعض رفاقه على تأسيس فرع لحزب البعث في الاردن عام 1949 ليتم اختياره اول امين قطري للحزب الذي يؤسس اول فرع له خارج سوريا . وفي مجال المهنة افتتح الصيدلاني امين شقير صيدلية الحياة عام 1953 في وسط البلد ، وهي ما تزال تفتح ابوابها حتى بعد رحيل صاحبها ، وذهب مع مجموعة من رفاقه وزملائه لتأسيس نقابة الصيادلة عام 1957 ليتم انتخابه اول نقيب للصيادلة في الاردن ، وشغل هذا المنصب لعدة دورات لاحقة ، كانت فيها نقابة الصيادلة تلعب دورا وطنيا بارزا في تلك المرحلة . ومن اوائل الصيدلاني امين شقير ايضا انه اختير اول رئيس للمنظمة العربية لحقوق الانسان في الاردن ، وعضوا في مجلس امنائها عام 1973 ، وقد اختير عام 1978 عضوا في المجلس الوطني الاستشاري لثلاث دورات متتالية كان فيها صوت امين شقير واضحا وظل مؤمنا بأفكاره وقناعاته . وبعد انتخابات البرلمان الحادي عشر الذي انهى مرحلة الاحكام العرفية في الاردن ، اختير امين شقير عضوا في مجلس الاعيان ، وكان جزءا من السلطة التشريعية حتى عام 1993 . وبسبب مواقفه الواضحة اختير ابو سامر ليكون عضوا في اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني ، وقد حصل على وسام الاستقلال من الدرجة الاولى . عند الحديث عن البعث ونقابة الصيادلة والصناعة الدوائية وشركات التأمين وحقوق الانسان ، يقفز الى الواجهة مباشرة اسم امين شقير كواحد من ابرز المؤسسين الذي ترك بصمات واضحة على كل هذه العناوين . مقالات كثيرة ودراسات وأبحاث سياسية وفكرية تحمل توقيع امين شقير تم نشرها في الصحف الاردنية والعربية ، وقد عالجت قضايا مهمة في حياة الوطن ، وأجابت على اسئلة كثيرة ظلت معلقة الى حين . امتدت علاقات ابي سامر الى خارج الاردن ، وامتلأت اجندته الشخصية بأسماء المسؤولين والسياسيين والحزبيين والنقابيين والمثقفين ، وتحول مكتبه في فترة مضت الى صالون فتح ابوابه لكل الوان الطيف السياسي والحزبي الاردني والعربي . امين شقير الذي قهر الكثير من الصعاب في حياته ، قهره المرض في سنواته الاخيرة ، وأبعده عن النشاط العام ، في مرحلة كان فيها حضور ابي سامر ودوره مطلوبا وضروريا على الصعيدين المحلي والعربي ، عند غزو العراق واحتلاله . ثمانون عاما الا قليلا ، عاشها امين شقير الذي ترك بصمات واضحة في الاردن ، ليرحل في آب 2004 ، وقد اجتمع رفاقه وزملاؤه واصدقاؤه من داخل الاردن وخارجه في حفل تأبين مهيب اقيم له في اربعينيته ، قالوا بحقه ما يليق برجل كان اسمه امين شقير . Date : 16-07-2008 |