حقيقة فزاعة أمراض نقص فيتامين D والحل.. يكتبها دكتور خالد مصيلحي – مصر

حقيقة فزاعة أمراض نقص فيتامين D والحل.. يكتبها دكتور خالد مصيلحي – مصر

حقيقة فزاعة أمراض نقص فيتامين D والحل

دكتور خالد مصيلحي ابراهيم –قسم العقاقير والنباتات الطبيه – بكلية الصيدله –  جامعة القاهره

في الأونه الأخيره ظهرت فزاعه صحية جديدة تأثربها العالم كله بما فيهم بلادنا العربيه وهي فزاعة نقص فيتامين  Dفي ظل ظهور ابحاث منذ سنوات قليله تربط بين نقص هذا الفيتامين وبعض الأمراض المزمنه خاصة لدى السيدات  مثل أمراض القلب وألام العظام والتهابات الأعصاب والسكر والأورام ووصلت الأبحاث للربط بين نقص فيتامين D والذاكرة والأمراض العصبيه وعصبية المزاج وبالرغم أن هذه الأبحاث مجرد ربط علاقات فقط ولكن لم تستطيع توضيح سبب مباشر أو تجزم على مدى ارتباط هذا الفيتامين بهذه الأمراضفي ظل وجود هذه الأمراض عند نسبة كبيره لاتعاني من نقص فيتامين D ولكن انتشار نتائج هذه الأبحاث اعلاميا حولت فيتامين D الى الساحر الذي سيحل كل مشاكلنا الصحيه بصورة اعلاميه عالميا وتضاعفت في السنه الأخيرة فقط استهلاك المكملات الغذائيه عالميا التي تحتوي على فيتامين D عشرة أضعاف وازداد الإقبال على اجراء تحليل فيتامين D بنفس النسبه خاصة لدى السيدات بالرغم من ارتفاع سعر هذا التحليل والكارثة الأكبر هو اقدام نسب كبيرة من الأشخاص لتناول جرعات كبيره ومرعبه من مكملات فيتامين D دون اجراء تحليل او اللجوء للطبيب ظنا أنه فيتامين ولن يضر بالرغم من شدة خطورة هذه الجرعات على الصحه العامه حيث سجلت احدى الدراسات الأمريكيه أن استهلاك جرعات مبالغ فيها أكبر من أربعة ألاف وحدة دوليه(IU) في الولايات المتحده الأمريكيه ازداد ستة أضعاف في السنوات الأخيرة بعد هذه الفزاعه مما جعل بعض المؤسسات الصحيه في أمريكا مثل جامعة هارفارد وغيرها الى نشر مثل هذه التحذيرات من هذه الهوجهولنقترب الى طبيعة فيتامين D وهل هذه الفزاعه حقيقيه ومعرفة ابعادها ومخاطرها خاصة في بلادنا العربيه لنقص الوعي الصحي.

فيتامين D يقوم الجسم بانتاجه بمساعدة أشعة للشمس في فترات معينه عن طريق الجلد او البشرة و فيتامين D يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور لبناء العظام وتقويتها ولكن منذ عام 2000 وبدأت تظهر أبحاث تربط بينه وبين أمراض أخرى وليس العظام فقط ومعظم هذه الأبحاث لم ترقى لدراسات اكينيكيه واسعه ولم تستطيع نفي عوامل اخرى قد تكون سببا في هذه الأمراض خاصة ان هناك عوامل عديده قد تكون سببا لهذه الأمراض او  سببا لنقص فيتامين D

فمثلا الفئة العمريه فمعروف أن الأشخاص فوق ال 65 عاما جسمهم ينتج ربع كمية فيتامين D الذي ينتجها ذوي العشرون عاما كما ان لون البشره عامل مهم لتكوين فيتامين D فذوي البشرة السمراء ينتجون نصف فيتامين D الذي ينتجها ذوي البشرة الفاتحه خاصة أن الجلد هو بداية تكوين فيتامين D كما ان طبيعة المكان وفترات التعرض للشمس وفترات سطوع الشمس تؤثر بالطبع على كمية فيتامين D الذي ينتجها الجسم كما ان السمنه عامل مهم جدا خاصة أنه كلما زادت الدهون في الجسم ازداد تخزين فيتامين D حبيسا في هذه الدهون فيقل معه سريانه في الدم والاستفاده منه كما ان بعض الأمراض تؤثر على امتصاص فيتامين D مثل التهابات القولون وأمراض الكبد

كل العوامل السابقه قد تكون سببا لنقص فيتامين D ولكن لابد من تعويضها عن طريق علاج السبب اولا وتنظيم غذائنا ثانيا لتعويض هذا النقص وان فشلنا فعلينا اللجوء للطبيب قبل الاقبال على اي مكملات غذائيه خاصة أن الجرعه المعتاده لعلاج معظم هذه الحالات يجب ان تكون بين 600 الى 800 وحدة دولية يوميا وقد تزداد بواسطة الطبيب فقط في بعض الحالات الى اربعة الاف وحدة دوليه يوميا وهو الحد الأقصى الأمن لمكملات فيتامين Dوأي زيادة عنها يجب أن يكون باشراف طبي كامل خاصة ان الجرعات الكبيره والمبالغ فيها وبدون علم الطبيب قد تؤدي لمشاكل صحية خطيرة بعد فترة من الزمن وقدتسبب زيادة نسبة الكالسيوم في الدم  ويتم ترسيبه في الشرايين و الأنسجه وقد يسبب حصوات في الكلى ويسبب الميل للقيء وأمراض أخرى كمؤشر لتناول جرعات فوق الحد الأمن او جرعات كبيرة من مكملات فيتامين D كما ان هذه الجرعات المبالغ فيها قد يجعل الجسم يعزف عن تصنيع فيتامين D الطبيعي

وطالما خط الدفاع الأول هو نظامنا الغذائي قبل تناول المكملات الغذائيه فلنعرف الأغذيه التي تحتوي على فيتامين D وكمية الوحدات الدوليه فيها لنقارنه باحتياجنا الطبيعي اليوميفالمئة جرام من السالمون الطازج المطهي يحتوي على حوالي 450 وحده دوليه فيتامين D أما نفس الكميه من التونه تحتوي على 230 وحدة دوليه والسردين وبقية الأسماك تحتوي على حوالي 170 وحده دوليه والبيضه الواحده المطهية تحتوي على حوالي 40 وحدة دوليه من فيتامين D و250 مللي من اللبن الخالي الدسم ويمكن تقويته ببعض الحبوب الكامله مثل البليله أو القمح والشوفانيحتوي على مئة وحدة دوليه من فيتامين Dونفس الكمية من عصائر الفاكهه الطبيعيه مثل البرتقال المقوى بفيتامين D تحتوي على 90 وحدة دوليه ونفس الكمية من الزبادي  تحتوي على 5 وحدات دوليه فقط  وال 30 جرام من الجبنه الشيدر تحتوي على 7 وحدات دوليه فقط من فيتامين D والجدير بالذكر نظرا لاهتمام العالم بفيتامين D في الأونه الأخيره وفي اطار حرص منظمة الغذاء والدواء الأمريكيه FDA  على اهتمامنا بغذائنا وتعويضه من الغذاء اصدرت قرار باداراج نسب فيتامين D  على علب المنتجات الغذائيه وهذا القرار ساريا منذ يوليه 2018 تشجيعا على تعويض اي نقص فيه عن طريق الغذاء

وختاما علينا قبل الإقدام على تناول أي مكملات فيتامين Dرغم فائدتها لبعض الحالات ولكن علينا مراجعة الطبيب أولا والتأكد أن هناك نقصا فيه وعلاج السبب خاصة أن كل اسباب النقص السابقه يمكن حلها بتناول جرعات معتدله بين 600 الى 800 وحدة دوليه واي زيادة عن هذه الوحدات قد يلجأ اليها الطبيب في بعض الحالات وقد يرفعها الى الحد الأقصى الأمن وهو أربعة ألاف وحدة دوليه يوميا أو أكثر تحت اشرافه وفي كل الأحوال الحكم والفيصل هو الطبيب وحذاري من تناول اي مكملات غذائيه بدون اشراف طبي وتنظيم عاداتنا الغذائيه وتوازنها قد يحل كل مشاكلنا دون اللجوء لأي مكملات غذائيه ورفقا على مواطنينا من الأرقام المرعبه للجرعات المتداوله من هذه المكملات

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: