مرتبط
د. احمد الرصاصي وذكريات عن فوزه بجائزة ” الخدمة الصيدلانية المتميزة” الكندية عام 2004
It happed 14 years ago.. 2004, I was the recepient of the distinguished pharmacy practice award from OPA. It was never to happened without the help and cooperative team work of my colleagues and coworkers. As what I always say:there is no I in TEAM WORK . Thanks to everybody and to everyone I worked with at Carleton place IDA, Kent medical pharmacy. Stittsville IDA and Richmond IDA. And May God bless the sole of my mentor for 20 years”Aziz Dhalla”.
(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)
حدث ذلك قبل أربعة عشرة سنة…… سنة 2004
بعد ان بدأت ممارسة مهنتي “الصيدلة” في مدينة كارلتون بلاس الكندية الواقعة على بعد 50 كم من العاصمة الكندية أوتاوا، حرصت على تحسين مستواي المهني ، فعملت على متابعة تعليمي المهني المستمر من خلال الدورات و الندوات و المؤتمرات.
في عام م2001 كنت انا و زوجتي في المؤتمر السنوي لنقابة صيادلة مقاطعة انتاريو الكندية، وكان من ضمن فعاليات المؤتمر ليلة حضور حفل تكريم الصيادلة المتميزين. بعد الحفل فكرت مليا، وسألت نفسي – وعذرا لطريقة تفكيري حينها-؛ يا ترى هل هؤلاء الصيادلة من أبناء الذوات و المتنفذين و أصحاب المناصب المرموقة حتى استحقوا هذا التكريم. و في الحقيقة انني كنت اعتقد ان ذلك قد يكون مستحيلا لصيدلي مهاجر من بلد عربي ، ليس له أي “واسطة” للحصول على مثل هذه الجوائز المرموقة.
و مرت الأيام و الشهور وأنا اعمل في تلك الصيدلية، أقوم بواجبي بإخلاص وعلى أكمل وجه. ما كان يمر شهرا الا و تصلني رسالة شكر و تقدير من احد المرضى زبائن الصيدلية. كانت رسائلهم مؤثرة جدا تدمع العين. و مع دخول عام 2004 و في احد الأيام كنت اعمل في الصباح و بصحبتي صيدلاني كندي اسمه رون ويلكى، وبعد عودته من استراحة الغداء، احضر معه مجلة كانت تصدر عن نقابة صيادلة أونتاريو، و داخل المجلة كان نموذج الترشيح لجائزة الصيدلاني المتميز للمجالات المهنية المختلفة. اذكر جيدا انه استدعاني منفردا لحديث جانبي و الا به ينظر لي ويخرج النموذج من المجلة و قال لي حينها” احمد: إن عمري تجاوز الستين و لي اكثر من 35 سنة امارس المهنة و عملت مع الكثير من الصيادلة ولكني أقول لك و بكل صراحة : انه و خلال هذه السنوات ما عملت مع احد يمارس الصيدلة بإخلاصك أو يعامل الزبائن بإحسانك” و أضاف قائلا ” إنني لا أجد أحدا يستحق مثل هذه الجوائز افضل منك، و انا سأعمل انا وزملائي الصيادلة الذين عملوا معك على ترشيحك إلى جائزة الخدمة الصيدلانية المتميزة”. كان كلامه مؤثرا جدا وترك اثرا كبيرا في نفسي.
مر حوالي الشهر من تلك الحادثة و تلقيت مكالمة من النقابة مفادها ان عددا من الزملاء الصيادلة قد رشحوني للجائزة وطلبوا مني ارفاق ملف يحتوي معلومات مدعمة للتميز، و بعدها عملت على تجهيز و ترتيب ذلك الملف و الذي احتوى على جميع رسائل الزبائن و بعثت ذلك الملف، و مع انني كنت مدركا ان ادائي المهني ينبع من ذات نفسي و هذا طبعي و ما كنت يوما لأطمع بأكثر من مرضاة الله من جراء الإخلاص في عملي، إلا انني كنت لا زلت اشك في انني سأكون من الفائزين بتلك الجائزة لأنني لا زلت افكر انه من المستبعد ان تذهب مثل هذه الجائزة الى صيدلي عربي .
ومر ما يقارب الشهر. اذكر تماما انه كان يوم اربعاء و كان يوم عطلة لي و كنت على وشك الخروج من المنزل، و الا بي اتلقى مكالمة من فتاة تدعى وندي من النقابة ، و بعد ان عرفت انني احمد ، قالت و بصوت ملؤه الحماس “طبعا اللغة الإنجليزية”: انني اتشرف و بكل فخر ان ابارك لك فوزك بجائزة الخدمة الصيدلانية المتميزة لمقاطعة أونتاريو لعام 2004. و أريد أن أخبرك انك فجزت بجدارة من بين 73 صيدلاني تقدموا للجائزة ، و لقد انبهرت اللجنة بالرسائل الموجهة لك من زبائنك بشكل لم يسبق له مثيل.
و الحقيقة ان هذه المكالمة كانت من أجمل المكالمات التي تلقيتها في حياتي، نشوة فرح وسرور ذكرتني بتفوقي في شهادة التوجيهي. طبعا اضافت وندي في مكالمتها ان التكريم سيكون في اليوم الثاني للمؤتمر الذي سيعقد في منتجع ديرهرست في شمال المقاطعة. و أضافت انه يجب علي ان اجهز كلمة لا تطول على 3 دقائق خلال حفل التكريم.
و في اليوم الثامن من شهر أيار 2004 كان المؤتمر و كان حفل التكريم. حقيقة كان الشعور بالفخر و النجاح لا يوصف خصوصا انه كان هناك وشاح اصفر يعلق بالعنق مكتوب علية “فائز بالجائزة” Award Recipient ، و الجميع يسألني ” ما هو الشيء المميز الذي فعلته لاستحق الجائزة؟” و كان جوابي سهلا و بسيطا” ما عملت الا واجبي تجاه زبائني بإخلاص” و هذا هو طبعي و ما يمليه علي ضميري و عقيدتي.
و جاء وقت التكريم و ما كنت قد جهزت أي شيء مكتوب للكلمة و كانت زوجتي تحثني و بشدة ان اكتب شيئا، فلم اكتب شيئا. و بعد استلامي للجائزة تنحيت جانبا حيث منصة القاء الكلمات ، فالقيت التحية على الحضور و الذي فاق ال 400 شخص و بعدها شكرت زملائي الذين رشحوني و كذلك زبائني الذين كانوا سببا في تميزي و كذلك عائلتي و زوجتي و من اعمل لديهم عزيز “رحمه الله” و إسماعيل. و بعدها اضفت في انه و خلال المؤتمر هناك العديد من سألني عن سبب ان أكون من الفائزين؛ فقلت لهم انني ما عملت الا واجبي و بكل اخلاص و حب لزبائني و مهنتي و ما كنت يوما انظر الى جائزة من أي جهة كانت الا من عند الله رب الجميع و هو الذي عنده الجائزة الكبرى.
و هكذا تحقق ما كنت اعتبره من المستحيل ، لكنني عرفت شيئا ان الإخلاص بالعمل هو أساس النجاع و التميز و ان العطاء سمة من سمات الإخلاص. كما و عرفت انه ” هناك” ما يحملك الى ان ترتقي و تتميز هو تفانيك و اخلاصك و كفاءتك، ليس بقدر ما تمتلك من مال و لا حالتك المجتمعية كان تكون متنفذا أو تربطك قرابة لمتنفذ. اصرارك على النجاح و كفاءتك هي من يوصلك الى القمه.
و بعدها فتحت لي الطريق في التميزو احمد لله رب العالمين ، فلقد فزت بجائزة افضل فريق صيدلي و مساعد صيدلي مع مساعدي تريسي مكلين، ثم عملت مدرسا معد برنامج التطبيق الصيدلاني الكندي لغير الكنديين الذي كان عن طريق جامعة تورنتو .ثم مدربا للصيادلة على صرف الميثادون للمدمنين و الألم و غيرها الكثير……….و دمتم سالمين احبتي و أصدقائي..