مرتبط
د. عبد الرحمن طنبوز يكتب: اغلب مشاكل المهنة من داخلها فان اصلحنا بيتنا من الداخل نكون صفا واحد في وجه الطامعين
لا يفتى ومالك بالمدينة…..
مسافات… قوانين……عبث….. تسعير!
ملفات كلها تدور في فلك واحد هو مهنة الصيدلية التي لربما اعد حديث العهد بها مقارنة بمن تضمهم من طويلي الباع بها فلم اقضي من عمري سوى ثلاث سنوات منذ ان بدأت العمل كصيدلاني ولكني منذ يومي الاولى وانا انظر لها بعين طامحة ان يكون لها وزنها الحقيقي، انظر بعين الامل لاراها في عيون الجميع بمعناها الصحيح بانسانيتها، بعيدا عن العيون الناظرة لها بانها محض تجارة او بيع ادوية.
ثلاث سنوات انقضت شاهدت خلالها مشكلات عديدة تضيق بها الانفس ذرعا، مشكلات اثقلت كاهل المهنة ومنتسبيها لربما كان ابرزها تلك العيون الطامعة بها والناظرة لها بعين الفريسة التي يتوجب اصطيادها فتارة يطالب احدهم بفتح باب الاستثمار واخرى يحاول الاخر العبث بقوانينها لتكون مفصلة بالمقاس بما يلبي متطلباته واخرى يداعب فيها الكلمات لكي يعبث كما شاء وفي كل مرة يقف ابناءها كالترس مدافعين عنها بكل ما استطاعوا درءً للمفسدة ويبقى السؤال الذي يدور في البال باستمرار الى متى؟ هذا السؤال ذو الجواب السهل الصعب فالحلول ربما تكون موجودة ولكنها تحتاج تكاتفا وتظافرا وجهدا ليس بالهين فغالب مشاكل المهنة من داخلها فان اصلحنا بيتنا من الداخل استطعنا ان نكون صفا واحد في وجه الطامعين.
سنواتي الثلاث التي قضيتها في ظل هذه المهنة جعلتني ارى متكرشين يسعون خلفها مختلقين الحجة دوما لغزوها وفي غالب الاحيان يكونون ممن لا يمتون لها بصلة واخر ما آلت له الامور ان نرى بعض اللاهثين وراء مصالحهم يهاجمون بطريقة شرسة المهنة ومنتسبيها متطرقين الى اسعار الدواء في الدول الاخرى دون دراية بما تمر به عملية تسعير الدواء ومصورين المهنة كانها مهنة الجشع ومحتجين بمصلحة المواطن ليحصدوا حولهم شعبوية على اكتاف غيرهم وعلى هموم ابناء هذه المهنة متناسين ان الرجال مواقف ومحاولين صناعة صور بطولية لهم ليحصدوا من خلالها مصالح تعود عليهم بالنفع وعلى اساس انهم هم من سيدافعون عن هم المواطن رغم انهم اكثر من يثقل كاهله فانا لهم ان يحملوا هم المواطن وهم يتمسكون بكل ميزاتهم بايديهم واسنانهم وارجلهم رافضين التخلي عن اي شيء في سبيل مصالحهم.
خلاصة القول ان المهنة تحتاج لنقف وقفة صادقة يكون الهدف منها رفعتها ورقيها لاسكات كل الافواه الناعقة بخرابها ولابعاد كل من لا يفقهون بها عن اسوارها فيغدوا الحديث عنها حصرا لابناءها ليقال فيها كقول اهل المدينة في مالك فلا يفتى ومالك بالمدينة.
#عبدالرحمن_طنبوز