مرتبط
د. عامر شيحة يكتب : حقيقة السجائر الالكترونية E- cigaretts
التدخين العادي ( السجائر العادية , الشيشة او الارجيله, السيجار, الغليون,….) و المعتمد على حرق التبغ هو أسوء عاده اخترعها البشر , و من خلالها نعرف حقا بأن الإنسان عدو نفسه و يفتك بها , فعند التدخين يحترق التبغ و ينتج أكثر من أربعة الاف من المواد و المركبات الكيميائية الضارة , تسعة و ستون مادة منها مسرطن , و التدخين يقتل 8 ملايين انسان سنويا حول العالم( 7 مليون مدخن , و أكثر من مليون مدخن سلبي من غير المدخنين المعرضين لدخانه غير المباشر) بالاضافه الى ان التدخين يسبب اخطر الامراض القاتله مثل السرطان و امراض القلب و الشرايين و الانسداد الرئوي المزمن و غيرها من الامراض التي لا حصر لها , لان التدخين يضر جميع اجهزة الجسم .
و الادمان على التدخين اصبح وباء يصيب بعضا من جميع فئات المجتمع بما فيهم المثقفين , حتى ان بعضا من الاطباء و الصيادله هم ايضا من المدخنين على الرغم من كونهم اعلم الناس بما يسببه التدخين من ويلات و امراض و الام.
و يعود السبب في ذلك الى قوة التاثير المدمن لمادة النيكوتين الموجوده في التبغ و اثرها الساحر على المدمنين علما بأنها ليست مسببه للسرطان إلا انها مادة شديدة التسبب بالادمان, بالاضافة الى التعود و الادمان السلوكي المرتبط بالتدخين , فالمدمن على التدخين يشاهد الناس يموتون امام عينيه بسبب التدخين و لكنه يستمر في مزاولة هذه العاده القاتله!!!
و من اجل ذلك طورت الابحاث الصيدلانيه و المؤسسات الصحية طرق عديده لمساعدة المدخنين في الاقلاع عن التدخين , و من بينها علكة النيكوتين و لصقات النيكوتين و بعض الادوية التي تثبط عمل مستقبلات النيكوتين في الدماغ , الا ان نتائجها و نجاحاتها مازالت محدوده و غير كافية في القضاء على ظاهرة التدخين , و بدات بعض عيادات الاقلاع عن التدخين بتزويد المدخنين بوسيله جديده لاستنشاق النيكوتين المجرد و التي ربما يكون تاثيرها افضل في الاقلاع عن التدخين, علما بان عددا مقدرا من الناس استطاع الاقلاع عن التدخين بدون اي وسيلة مساعدة , و من هنا ندعوا جميع المدخنين الى ان يستمروا في محاولة الاقلاع عن التدخين , فالتخلص من هذه العاده المميته ممكنا , لكنه بحاجه الى العديد من المحاولات.
تعريف السجائر الالكترونية:
السيجاره الالكترونيه هي جهاز يعمل بالبطاريه و الشحن لمحاكاة عملية التدخين , حيث يقوم بتسخين سائل لينتج عنه بخار يستنشقه المستخدم ويشعر و كأنه يقوم بعملية التدخين لكن بدون حرق التبغ .
و للسجائر الالكترنيه انواع و اشكال لا حصر لها , لكن جميعها يعمل على تسخين ( و ليس حرق ) السائل الالكتروني ,الذي ينبعث منه بخار ( vape) و ليس دخان.
و تسمى عملية استخدام السجائر الالكترونية ( vaping) و يطلق على مستخدميها ب .vapers) ) .
و للسجائر الالكترونية اوالشيشه الالكترونيه اسماء متعدده حيث يطلق عليها اسم الفيبvape)) و من اسمائها ايضا E –cigarettes و E –cigars و personal vaporizer
و لها اسم علمي ايضا حيث تسمى Electronic nicotine delivery system .
و يسمى شعبيا السائل الالكتروني الذي يتم تسخينه و ينبعث منه البخارب (الجوس) juice
و يحتوي هذا السائل بشكل اساسي على اربعة مكونات اساسيه و هي :
1) الجلسرين النباتي vegetable glycerin( VG)
2) البروبيلين جليكول propylene glycol ( PG)
3) النيكوتين nicotine
4) نكهات flavors
و تختلف النسب بحسب الانواع و الشركات المصنعه و تتراوح نسبة النيكوتين من صفر الى 50 ملغم/ مل .
و هذه المواد امنه نسبيا و تدخل في صناعة الاغذيه و الادويه , لكن تبخيرها و امتصاصها عبر الرئه ما يزال موضوع جدل و بحث و لا يخلو من اضرار.
و علم الرغم من التنوع الهائل لأجهزة السجائر الالكترونيه الا انها جميعها يعمل على نفس مبدأ تسخين السائل لينتج البخار بدلا من حرق التبغ لينتج الدخان , لكن هذه الاجهزه تنقسم الى قسمين:
1) السيجاره الالكترونيه MTL ( mouth to lung) و هي تحاكي و تماثل الشعور بسحبة السيجاره العاديه , لتوافق مزاج مدخني السجائر .و تسمى ايضا pod system.
2) الارجيله او الشيشه الالكترونيه DL ( direct lung) و هي تحاكي و تماثل الشعور بسحبة الارجيله العاديه , و عادة تكون اجهزتها اكبر حجما . و تسمى ايضا mod system.
كيف ظهرت فكرة السجائر الالكترونيه و هل بدأت كفكره صيدلانيه بالأساس كوسيله محتمله لمساعدة المدخنين في الاقلاع عن التدخين؟
نظرا للمخاطر الكبيره و الامراض القاتله التي يسببها التدخين , عملت الجهات الطبيه و الصيدلانيه البحثيه على ايجاد حلول جديده تساعد المدخنين في الاقلاع عن التدخين , حيث تم ابتكار بدائل النيكوتين nicotine replacement therapy , لكن بقيت نجاحاتها محدوده في التخلص من تفشي ظاهرة التدخين , و هذا ما يدفع خبراء الصحة في العالم للتفكير من جديد بطرق تجمع بين تزويد المدخن بالنيكوتين لتقليل الاعراض الانسحابية و ادخاله بطريقة تحاكي عملية التدخين لكن باقل الاضرار , حيث ان التحذير من المرض و الموت الناجم عن التدخين و حملات التوعيه لا تفيد سوى مع نسبه محدوده من المدخنين , و من منذ ستينات القرن الماضي ظهرت فكرة استحداث هواء ساخن بنكهه بدلا من التدخين , و ظلت هذه الفكره موجوده حتى تم ابتكار ما يسمى بالسجائر الالكترونيه في العام 2003 على يد الصيدلاني الصيني هون ليك Hon lik و تم الحصول على براءة الاختراع في العام 2007 وسط ترحيب و تفاؤل العديد من المؤسسات و المنظمات الصحية في العالم في باديء الامر , لكن سرعان ما تغير الحال بعد الاتطلاع عليها , حيث ابدى الكثير من هذه المؤسسات الصحية و على راسهم منظمة الصحة العالميه التخوف من المخاطر المحتمله للسجائر الالكترونية, و خطورتها في اجتذاب غير المدخنين والمراهقين الى عالم الادمان , و ليبدأ بعدها الجدال بين مؤيد لمن يجدها فرصة اقل ضررا من التدخين و بين معارض لها بشده.
جدال و تضارب غير مسبوق حول حقيقة السجائر الالكترونية
لم تشهد الاوساط العلمية و الطبية والبحثيه في العالم جدالا و اختلافا حول اي قضية تتعلق بالصحة العامة مثل هذا الموضوع , حيث يصل الجدال الى حد تضارب التصريحات و نتائج الابحاث , و اصبحت السجائر الالكترونية الان محل خلاف بين المؤسسات العلمية و الصحية المرموقة , و للمره الاولى يشهد العالم هذا الكم الكبير من النتائج المتعاكسه و المتضاربة لابحاث علمية اجريت على موضوع ما , فبينما تشير الابحاث العلمية التي اجريت في الولايات المتحدة الى خطورة السجائر الالكترونية و تحذر منها , تجد ان الابحاث العلمية المتعلقه في نفس الموضوع و التي اجريت في بريطانيا تشير الى انخفاض مخاطرها بنسبة تصل الى 95% عن التدخين العادي .
و بينما ترفض منظمة الصحة العالمية اعتماد السجائر الالكترونية كوسيله اقل ضررا في عملية الاقلاع عن التدخين , تقرر منظمة الصحة العامة البريطانية اعتماد السجائر الالكترونية كوسيله اقل ضرر في عملية الاقلاع عن التدخين و تسمح للاطباء بكتابتها بموجب وصفة طبية و تباع لوازمها في الصيدليات .
أسباب الاختلاف و تضارب نتائج الدراسات و التصريحات حول السجائر الالكترونية:
1) كثير من الدراسات أجريت بطريقة خاطئة :
* و من الامثله على ذلك ما حصل في بعض الدراسات التي عرضت المحلول او السائل الالكتروني المستعمل للتبخير في السجائر الالكترونية الى درجات حرارة اعلى من الواقع المستخدم في السجائر الالكترونية , و هذا يؤدي الى انتاج المزيد من المواد السامة المنبعثة عبر البخار , مثل مادة الفورمالدهايد و غيرها , كما انه يزيد من نسبة تراكيز المواد السامة , و الصحيح هو ان الدراسات يجب ان تستعمل نفس درجة حرارة التبخير الواقعية التي تولدها السجائر الالكترونية .
* ومثال اخر لأحد الدراسات التي تشير الى ان استعمال السجائر الالكترونية يزيد من احتمال حدوث الجلطات و امراض القلب و الشرايين , و اتضح بأن هذه الدراسة اجريت بالأساس على اشخاص مصابين بالامراض من قبل استعمالهم السجائر الالكترونيه ,و هذه الامراض قد تكون ناجمه عن التدخين العادي , و بالتالي لم تجيب هذه الدراسة عن التساؤل حول ان السجائر الالكترونية تزيد من خطر الاصابه ام لا .
* و مثال اخر حول دراسة ظهرت مؤخرا و تفيد بان السجائر الالكترونية تعمل على تدمير الخلايا الغبارية المناعية في الرئة , لكن هذه الدراسة اجريت فقط على الانسجة في المختبر و لم تجرى على اشخاص .
2) كثير من الدراسات ليست محايدة :
بعض الدراسات كانت مموله من جهات مستفيدة ماليا من التربح من تجارة التبغ , علما بان شركات التبغ تعمل حاليا الى التحول لصناعة السجائر الالكترونية و لوازمها نظرا لرواجها و تزايد الاقبال عليها بشكل متسارع في جميع دول العالم.
3) التنوع الهائل للسجائر الالكترونية :
التنوع الكبير للسجائر الالكترونية من حيث الانواع و الاشكال و الاحجام و الشركات المصنعة و انواع السائل المختلفه و العدد الكبير للنكهات المستعمله , يفرض صعوبة اجراء دراسات عليها جميعا , و خاصة بان اجراء دراسه واحده بهكذا موضوع يحتاج لفترات زمنيه طويله , و على الرغم من ان جميعها يعمل على نفس المبدأ و الية العمل , إلا انه يوجد فروقات بينها , حيث تختلف قوة و حجم البطارية والفولتيه و درجة التسخين من جهاز لاخر, كما ان المئات من النكهات الكثيره قد تختلف عن بعضها في تاثيرها على الصحة بعد فترات زمنية طويله .و ايضا جودة المنتجات و خلوها من الشوائب و المواد الاخرى الداخلة في التصنيع قد يتباين في التأثير على المدى الطويل .
4) السجائر الالكترونية حديثه نسبيا :
فعشرة اعوام تقريبا منذ بدايتها و بداية دخولها الاسواق غير كافية لمعرفة اثارها و اضرارها الصحية على المدى الطويل , و السنوات الثلاثة الاخيره فقط ازدادت وتيرة و تسارع رواجها و اجتياحها للاسواق و ازدادت الحاجة لعمل المزيد من الابحاث و الدراسات حولها . و بعض الدراسات كانت متسرعه في اظهار النتائج , و خاصة الدراسات التي تشير الى انخفاض مخاطرها , و التي ربما استندت لنتائجها النهائية على التسرع و الاستعجال, فربما لا تظهر الاضرار إلا بعد وقت طويل .
5) ميل الكثير من خبراء الصحه و مقدمي الرعاية الصحية الى أسلوب الردع كحل امثل لدرء المخاطر :
و ينجم عن ذلك المبالغه في التحذير و تقديم المعلومات , و يرى اخرون في السجائر الالكترونيه فرصه حقيقيه للتخلص من التدخين , و فرصه لنقل الناس من الاكثر ضرارا الى الاقل ضرارا فيبادرون بالتشجيع و التطمين , و بالتالي تظهر التصريحات متضاربة و متعاكسه حيال الموضوع .
حقيقة السجائر الالكترونية :
السجائر الالكترونيه حديثه نسبيا , فعشرة اعوام تقريبا منذ بدايات ظهورها غير كافيه لمعرفة الاضرار الكامله لها و خاصة على المدى الطويل , لذلك نحن نحتاج الى السنوات القادمه لتتوضح الصوره اكثر و للحصول على نتائج نهائيه عن المنافع و الاضرار الكامله لها .
لكن و لغاية هذا التاريخ بإمكاننا استنتاج الحقائق التاليه و المستخلصه من اهم الابحاث العلميه و العمليه :
1) السجائر الالكترونيه خاليه من القطران و اول اوكسيد الكربون , كما انها تخلو من الكثير من المواد المسرطنه و الضاره الموجوده في دخان السجائر العاديه .كما ان بخارها يحتوي على نسبه اقل من المواد الضاره.
2) لا تعتمد السجائر الالكترونية على احتراق التبغ , و انما تعتمد على تسخين و تبخير السائل الالكتروني المسمى شعبيا ب ( الجوس) و بالتالي الحصول على انبعاثات اقل للسموم .
3) من مميزات السجائر الالكترونيه انها لا تؤذي المحيطين و لا يوجد ضحايا حول مستخدميها و حيث ان اضرارها على المحيطين من غير المستخدمين قليله او معدومه , كما انها لا تنتج روائح كريهه و لا تسبب تلويث للهواء و البيئة , و هذا عكس التدخين العادي الذي يقتل سنويا حوالي 1.2 مليون انسان من غير المدخينين و المحيطين بالمدخنين الذين يتعرضون الى دخان السجائر بشكل غير مباشر ( المدخنين السلبيين ) .
4) السجائر الالكترونيه نجحت بشكل واضح في مساعدة الكثير من المدخنين على ترك التدخين العادي , على عكس ما كانت تصرح به منظمة الصحة العالميه من الشك و عدم ثبوت ذلك في باديء الامر , حيث ان اعداد المتحولين من السجائر العاديه الى الالكترونيه كبيره و في ازدياد مستمر .
5) السجائر الالكترونيه تسبب الادمان , فهي تنقل المدخن من ادمان السجائر العاديه الى ادمانه الجديد على السجائر الالكترونيه ,نظرا لاحتوائها على النيكوتين بتراكيز مختلفه , لذلك يجب تشجيع مستخدميها لاستخدام التراكيز المنخفضه من النيكوتين و صولا الى تركيز الصفر , و بالتالي تسهيل عملية الاقلاع عنها ايضا و لو في وقت لاحق .
6) تحتوي بعض الانواع من سوائل السجائر الالكترونيه على تراكيز مرتفعه من النيكوتين تصل الى 50ملغم/ مل , وهذه النسبه خطره للغايه و بخاصه عند الافراط في استهلاكها من قبل المستخدمين و تجعلهم في عرضه للتسمم بالنيكوتين و الذي تتجلى اثاره بازدياد ضربات القلب و الصداع و الدوخه و الغثيان و فشل التنفس , كما ان هذه النسب المرتفعه من النيكوتين تسبب عدم انتظام ضربات القلب و انقباض الشرايين و امراض القلب و ارتفاع ضغط الدم, لذلك يجب منع استعمال هذه التراكيز الخطره الموجوده في بعض الانواع . كما يجب على مرضى القلب و الشرايين التوقف التام عنها و بخاصه التراكيز المرتفعه .
7) السجائر الالكترونيه حتما ضاره لكن بنسبه اقل من التدخين .
8) على الرغم من التحسن الملحوظ على تاركي التدخين العادي و المتحولين الى السجائر الالكترونيه و خصوصا فيما يتعلق بتحسن التنفس و اللياقه و الحركه و تحسن بعض الامراض التنفسيه مثل السعال و البلغم و التهاب الجيوب و انه لم تسجل لغاية الان حالات واضحه للاصابه بالسرطان , إلا انه مازلنا لا نعرف الاضرار على المدى الطويل .
9) للسجائر الالكترونيه عدد كبير من النكهات اللذيذه المختلفه , و هذا ينذر بخطر اجتذاب غير المدخنين و المراهقين إليها , إذ ان الهدف المنشود من السجائر الالكترونيه هو تقليل ظاهرة الادمان على التدخين و ليس زيادة عدد مدمني النيكوتين , و هذه النكهات الكثيره مثل نكهة الفراوله و التوت و العنب و المانجا و نكهة التبغ و الفانيلا و النعناع و البطيخ ….الخ قد تشجع غير المدمنين عليها , و هذا ما يخيف منظمة الصحة العالميه و بقية المؤسسات الصحيه العالميه , اذ يجب ان تكون السجائر الالكترونيه بوابة الخروج من ادمان التدخين و ليس بوابة الدخول الى عالم ادمان النيكوتين .
المواد السامه في السجائر الالكترونيه :
أجرى مركز ابحاث السرطان البريطاني cancer research UK دراسه على 12 نوع من السجائر الاكترونيه , حيث اوضحت هذه الدراسه على احتواء بخار السجائر الالكترونيه على نسبه ضئيله من المواد السامه و هي اقل ب ( 9- 450) مره من المواد السامه الموجوده دخان السجائر العادي , و قسمت هذه المواد الى اربعة مجموعات رئيسيه :
volatile organic compounds (VOCS)
Tobacco – specific nitrosamines
carbonyls
heavy metals
كما اوضحت دراسة اخرى انخفاض كبير في نسبة المواد السامه في بول المدخنين الذين تحولوا الى استعمال السجائر الالكترونية لمدة ستة شهور او اكثر .
شائعات حول السجائر الالكترونيه :
1) السجائر الالكترونيه تسبب تجمع الماء في الرئه : غير صحيح , فالسجائر الالكترونيه لا تسبب احتباس السوائل في الرئه و لا حول الرئه .
2) السجائر الالكترونيه تنفجر : غير صحيح , فحالات انفجارالسجائر الالكترونيه نادر جدا , و الحالات التي حصلت معدوده و غالبا ناجمه عن تلاعب بعض المستخدمين بكويلاتها .
3) السجائر الالكترونيه سببت امراض غير معروفه في الرئه و حالات وفاه :
هذا الخبر الذي نقلته وسائل الاعلام الامريكيه لا يعتبر صحيح , فهذه الحالات اتضح انها اضافت المخدرات الى السائل الاكتروني المعد للتبخير في السجائر الالكترونيه , و خصوصا مادة THC (Tetrahydeocannabinol) المستخلصة من الحشيش.
4) السجائر الالكترونيه آمنه تماما : غير صحيح , فهي ليست آمنه و إنما اقل ضررا من التدخين العادي , و نسبة انخفاض الضرر مختلف عليها و غير محسوم لغاية الان , لكنها في احسن الاحوال و اكثرها تفاؤلا تنخفض الاضرار الى 95% نسبة الى التدخين العادي بحسب ما ورد عن مؤسسة الصحه العامه البريطانيه ,
و على الرغم من ان المواد المكونه للسائل المعد للتبخير في السجائر الالكترونيه يحتوي على الجلسرين النباتي و البروبيلين جليكول بشكل اساسي و هي مواد تدخل في الصناعات الغذائيه و الدوائيه الا ان تأثير بخارها داخل الرئه و امتصاصه عبرها الى الدم غير معروف بالكامل لغاية الان .
السجائر الالكترونيه في الأردن
يشهد السوق الاردني انتشار واسع و رواج كبير للسجائر الالكترونيه و لوازمها , كما حال بقية دول العالم , و تتزايد اعداد المقبلين عليها بشكل كبير و متنامي , حيث ان نسبة كبيره من المدخنين الذين استخدموا السجائر الالكترونيه قد تحولوا اليها بالفعل و تركوا التدخين العادي , كما انه يوجد نسبه بقيت على الاستعمال المزدوج لتدخين السجائر العاديه و الالكترونيه , و نسبه اخرى قد عاد مجددا الى تدخين السجائر العاديه بعد فشله بالاستمرار عليها لشعوره بعدم حالة الاشباع منها .
و تكمن الخطوره في استعمال السجائر الالكترونيه محليا هو ان البضاعه المتوفره في السوق المحلي مهربه و بعيده عن الرقابه و الفحص , و ان قسما منها مزور او مقلد و بالتالي لا نعرف ما هي مكونات و لا تراكيز المواد الموجوده في محاليل السجائر الالكترونيه المعده للتبخير , و لا نعرف ظروف تخزينها , و لا نضمن خلوها من الشوائب او مواد ضاره اخرى .
و الاردن واحده من الدول التي كانت تمنع ادخال السجائر الالكترونيه و لوازمها , و عملت الجمارك على ضبط و مصادرة كميات كبيره منها , إلا ان ما يصل الى السوق و المستهلكين يفوق كل ما تم ضبطه و ومصادرته بأضعاف مضاعفه , علما بأن منع ترخيص و استيراد هذا المنتج الذي اصبح مرغوب به عالميا و الذي تتنامى فيه اعداد المستخدمين يؤدي الى المزيد من التهريب و وصول بضائع بعيده عن الرقابه و لا نضمن سلامتها .
و على الرغم من صدور الاسس الخاصه بمنتجات التبغ و النيكوتين و السجائر الالكترونيه في الاردن مؤخرا , و الذي يسمح بتداول السجائر الالكترونيه و لوازمها بعد تسجيلها و فحصها لدى المؤسسه العامه للغذاء و الدواء , إلا انه لم يتغير شيء على ارض الواقع لغاية هذا التاريخ , حيث ان جميع البضائع الموجوده في السوق مهربه و بعيده عن الرقابه و لا نضمن سلامتها .
و من هنا نوجه نداء الى وزارة الصحه و المؤسسات المعنيه بضرورة اخضاع جميع بضائع السجائر الالكترونيه و لوازمها الى التسجيل و الفحص , و تسهيل هذه المعاملات تحت الرقابه و بالتالي تسهيل القضاء على تهريبها و مخاطر ذلك على المواطنين .
نصائح هامه للمدخنين
إمتنع عن التدخين بكافة اشكاله فهو يسبب آلام و امراض لا حصر لها , و اذا لم تستطع توجه الى عيادات الاقلاع عن التدخين التابعه لوزارة الصحه , و ستجد الرعايه و المساعده في عملية الاقلاع عن التدخين , و اذا لم تستطع كرر المحاولات , و اذا فشلت في ذلك و توجهت الى استعمال السجائر الالكترونيه باعتبار ان ضررها اقل , حاول ان يكون هدفك منها هو الاقلاع عن التدخين , و ان لا تعتبرها وسيلة دائمه للمتعه , و ابتعد عن التراكيز المرتفعه من التدخين , مع التقليل منها , و تجنب المنتجات المغشوشه و الغير اصليه .
2 Comments
مشكوووررين ع المعلومات المفيدة
يا دكتور انا مش عارف كيف بدي اشكرك بالشكل الكافي على هذا البحث الشامل الكافي و الوافي والذي جمع كل زوايا الموضوع بكامل درجات الصراحة و الوضوح و استيفاء المعلومات
مشكور شكرا جزيلا على هذا المجهود الجبار
Comments are closed.