الاكاديمي المصري د. خالد مصيلحي: الغذاء الصحي يصرخ ويفقد توازنه بعد اصابته بعدوى الشائعات المصاحبة للوباء

الاكاديمي المصري د. خالد مصيلحي: الغذاء الصحي يصرخ ويفقد توازنه بعد اصابته بعدوى الشائعات المصاحبة للوباء


خالد مصيلحي إبراهيم – أستاذ العقاقير والنباتات الطبيه – كلية الصيدله – جامعة القاهره
مع انتشار الفزع والرعب من فيروس كورونا المستجد ظهرت وصفات وروايات وحكايات عن اعشاب وأغذية تواجه الفيروس وادعاءات بقدرتها على الفتك بالفيروس وقتله خاصة في ظل غياب وجود أي علاج للفيروس حتى وقت كتابة هذه المقالة وسنحاول الإجابة على مدى صحة هذه الروايات
الثوم اول من تصدر صفحات الميديا كسلاح فتاك لقتل الفيروس وهذه الادعاءات قد تكون خطورتها أقوى من الفيروس نفسه لأن الدراسات والأبحاث العلمية أكدت على قدرة المواد الكبريتيه في الثوم على قتل بعض أنواع البكتريا ولكن تأثيرها المضاد للفيروسات كانت دراسات قليلة جدا وغيركاملة الدراسات الاكلينيكيه وعلى أنواع مختلفه تماما من الفيروسات ليس بينها الكورونا بكافة أنواعها ويمكن استخدام الثوم كغذاء صحي فقط وليس كمضاد للفيروسات ويفضل استخدامه طازج بعد تقشيره وهرسه مباشرة وممكن نقع فصوصه المهروسه في زيت زيتون واستخدام الزيت على السلطه كمضاد لبعض أنواع البكتريا ومضاد للأكسده ومنقي للسموم وداعم للمناعه الى حدا ما ولكن له بعض الأثار الجانبيه على الجهاز الهضمي ولايصلح لمرضى التهاب المعده والقولون ولايقتل فيروس كورونا المستجد
الكركم ثاني عشب ذاع صيته في الأونه الأخيرة كمقوي للمناعه ومنقي للسموم لاحتواءه على مادة الكركومين وارتفعت معه أسعار المكملات التي تحتوي على الكركومين وظهرت أيضا ادعاءات انه مضاد للفيروسات والكركم أيضا كغذاء مفيد جدا كمضاد للأكسده ومنقي للسموم ومنشط لوظائف الكبد ولكن يفضل استخدامه على المأكولات مع إضافة القليل من الفلفل السود لان الأبحاث اثبتت ان مادة البيبرين في الفلفل الأسود يحسن الاتاحه الحيويه للكركومين وزيادة تركيزه في الدم لأن الامتصاص والاتاحه الحيويه للكركم ضعيف جدا والناس تأخذ كميات كبيرة منه دون أي فائده لانه يمتص بصعوبة ويتكسر في الدم بسرعه ووجود الفلفل الأسود يحسن تركيزه واتاحته الحيويه ولكن الكركم في الكميات الكبيرة جدا يسبب مشاكل لجدار المعده والقولون كما أن الكركم يحفز نزول الدم في الحوامل وقد يسبب الإجهاض للحوامل في الجرعات الكبيرة والكركم لايقتل فيروس كورونا المستجد
نبات الاكنشيا او الاشنيسيا (Echinacea) وهو موجود بكثرة في بلادنا في صورة مكملات غذائيه انتشر الكلام عنها مع ظهور الوباء وأثبتت الأبحاث فعلا قدرته على تنشيط عملية التهام البكتريا المعروفه باسم (phagocytosis) ودعم الجهاز المناعي والمشكله ان هذا النبات تحديدا لايجب أن يدرج تحت الأغذيه ولا يجب اضافته لبعض الأغذية مثل عسل النحل كما ظهر في اسواقنا وله مشاكل عديده خاصة في التركيزات العاليه في المكملات ولابد ان يعامل معاملة الدواء ولابد ان يكون تحت اشراف طبي خاصة ان أثاره الجانبية عديدة على الجهازالهضمي مثل الميل للقيء والاسهال وغيره من الأثار كما ظهرت على بعض الناس حساسيه شديده له وظهرت على الجلد وبعضها قد يصل لضيق الشعب الهوائيه وظهرت عليهم أعراض الأزمة التنفسيه والأخطر في هذا النبات قد يسبب مشاكل جسيمة وخطيرة لبعض الأشخاص أصحاب الأمراض المناعية مثل ال MS والمعروف باسم التصلب المتعدد ولايصلح لمرضى السل ومرضى بعض الفيروسات مثل ال HIV ورغم ارتفاع اسهمه في الأونة الأخيرة كداعم للمناعه ولكن المطلوب حاليا توازن المناعه وليس رفعها ولايوجد أي معنى لكلمة رفع مناعه كما ان مدى امان استخدام هذا النبات لفترات طويله لم يتم دراستها غير أن كل المشاكل السابق ذكرها تستوجب استخدامه فقط تحت اشراف طبي ولفترات قصيرة وبجرعات قليلة كما أنه لايقتل فيروس كورونا المستجد
البروكلي والكرنب والقرنبيط وغيرها من الأغذية التي تنتمي للعائله الصليبيه والأغذية الملونه وكلها غنية بفيتامينات ومعادن وحمض الفوليك وكلها عناصر هامة لدعم الجهاز المناعي وتحسين الصحه العامة للجسم ومضاده للأكسده قوية جدا وللمواد الكبريتيه فيها بعض التأثيرات لقتل الميكروبات ولكنها تفقد معظم هذه الخواص بالتسخين وويفضل تناولها بدون تسخين ولكن في ظل انتشار الفيروسات والخوف من عدم الطهي يمكن تناولها بعد طهيها فقط بالبخار بعد غسلها جيدا بالماء والخل ويمكن اضافتهم للسلطة مع السبانخ بعد تبخيرها وغسلها واضافة الليمون لهم ولكن رغم قيمتهم الغذائيه وقدرتهم في دعم صحتنا ومناعتنا ورغم بعض الخواص لقدرتهم في قتل بعض البكتريا ولكن لايوجد أي دراسه تؤكد قدرتهم في قتل فيروسات كورونا كما ظهرت بعض الادعاءات الفترة الأخيرة فكلهم لايقتلون فيروس كورونا المستجد
الينسون والزعتر والقرفه والجنزبيل والقرنفل كلها نباتات عطريه تحتوي على زيوت عطريه تحتوي على مواد مطهره للحلق والجهاز التنفسي مثل الثايمول والايجينول والأنيثول والسيناملدهيد وكلها تدعم الجهاز التنفسي وتطرد البلغم وتهديء الام التهابات الحلق ولهم حتى مستحضرات وغرغرة في الصيدليات ويمكن استخدامهم بصورة يوميا كمشروب دافيء مطهر عام وطارد للبلغم ولكن لايوجد أي دراسه لتأثيراتهم على فيروس كورونا حتى الينسون الذي ذاع صيته انه مضاد للفيروسات لارتباطه بتصنيع عقار التاميفلو أيام انفلونزا H1N1 ولكن حقيقة الأمر ان المستخدم الينسون النجمي الصيني وليس الينسون العادي حتى المادة الفعاله المستخدمة في تحضير التاميفلو والمعروفه باسم حمض شيكيميك والمفصولة من الينسون النجمي تتعرض لتغييرات كيميائيه عديده لتتحول لمادة التاميفلو المضاده للفيروسات فكل هذه النباتات العطرية تصلح كمشروبات دافئة لدعم الجهاز التنفسي والتهابات الحلق ولكنها لاتقتل فيروس كورونا المستجد
الألياف الغذائيه ظهرت مع ظهور الحميات الغذائيه الأخيرة لدعم المناعه الأونة الأخيرة مع ظهور الوباء وفعلا الحبوب الكامله مثل الشوفان والقمح وبذور الشيا مصدر رئيسي للألياف الضروريه في تنظيف الجهاز الهضمي وتحسين عمليات الهضم للاستفاده من العناصر الغذائيه مماينعكس على كل وظائف جسمنا ومنها المناعه والعوده لادراج البليله كعنصر أساسي في غذاءنا شيء رائع واضافة الشوفان للزبادي والسلطه يزيد من قيمتهم الغذائيه ولكن الاكثار من كميات هذه الألياف يؤثر على امتصاص بعض الأدوية التي تؤخذ معها ويقلل كفاءة هذه الأدوية كما ان الألياف ممنوعه تماما على مرضى التهابات او ضيق القولون وقرحة المعده والإثنى عشر فبالرغم ان الألياف الغذائية مهمة في غذاءنا لكن بتوازن ودون الاكثار منها كما يحدث الأن بسبب الهلع من الفيروس وممنوعه عن الحالات السابق ذكرها ويفضل عدم تناولها مع أي دواء في نفس الوقت ونفصل بينهم بأربعة ساعات على الأقل وأيضا الألياف الغذائية لاتقتل فيروسات كورونا كما يدعي البعض
علينا الاهتمام بتناول العسل والغذاء المتوازن مثل الفواكه الطازجه والسلطة الخضراء بتوازن وبدون اكثار كما يحث الأن لدعم صحتنا بدون مبالغه وعدم الانسياق خلف الاشاعات والادعاءات الكاذبة التي انتشرت بسرعه اكبر من سرعة انتشار الوباء وتأثيرها أخطر على صحتنا من خطورة الفيروس نفسه ولابد ان نستمد معلوماتنا من المتخصصين والمصادر الموثوقه المقترنه بالدليل العلمي فكل ماسبق ذكره امثلة بسيطة لسيل الاشاعات التي اكتظت بها مواقع السوشيال ميديا وبعضها منسوب كذبا لمؤسسات صحية معروفه وكلها شوهت سمعة اغذية واعشاب محترمة بمعلومات خاطئة واستخدامات مبالغ فيها متجاهلة مدى امانها او الدليل العلمي واستغلوا فزعنا من الوباء وروجوا لمهازل حتى صوروا كل الأغذية تستطيع قتل الفيروس فورا بحثا عن المكسب او عدد المشاركات على حساب صحتنا ولماذا كل هذه الإصابات طالما هناك من يقتل الفيروس كما تدعون غيران المبالغه في هذه الأخبار لها تأثير نفسي على من يحاول ان يتبعها لصدمته عندما تسبب له ضرر من الاكثار منها او على الأقل يكتشف ان ليس لها تأثيرا قاتل للفيروس كما يدعون وان شاء الله ربنا قادر أن يحمي بلادنا من هذا الوباء وقادر ان يزيح الغمة ويريحنا من وباء هؤلاء المستغلين الأخطرم الفيروس

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: