د. بسام عبد الرحيم يستذكر احد.رواد الصناعة الدوائية في الاردن (كلمة وفاء بحق رجل ليس ككل الرجال. )
إكتظاظ ساحة مجمع النقابات ،جعلني اركن سيارتي بعد مستشفى الشميساني ، قبل دوار الوديس.
وكان لا بد لي للوصول الى النقابة راجلا الا ان اسلك شارع المستشفى بعكس سير المركبات ،فمررت على ڤيلا كتب على بابها عبارة ” هذا الموقع للبيع “. وقفت أتفحص الموقع متأملا فقد كانت هذه الڤيلا تخص ” معلمي ” الدكتور صبحي الطيبي ،رحمه الله والذي اعتبره ابو الصناعة الدوائية الاردنية . نظرت الى المدخل ،ببابه الخارجي المصنوع من السيكوريت،
وكان مشرعا وبه كسر علوي ادى الى تساقط قطع الزجاج في المدخل على اعتاب الباب الخشبي الانيق المصنوع من خشب البلوط الثمين . عادت ذاكرتي الى الوراء سنين وسنين ،حين كنت أقوم ،مع شلة من الزملاء الصيادلة ” وكنا شبابا آنئذ “، بزيارة هذا البيت خلال اعياد الفطر والاضحى لتهنئة معلمنا بالعيد . الزملاء وأنا لم نقوم بالمعايدة على أي مدير او عضو مجلس ادارة غيره . كنا اوفياء لهذا الرجل ،ليس لانه المدير ، بل لأنه المعلم والانسان . طفرت من عيني دمعة حارة ،
حين شاهدت اطلال الڤيلا ، وقد تراكمت حولها الاتربة، والمخلفات ،واتسخت جدران بلكونتها ، وهبطت ارضيات حديقتها ، وتوحشت نباتاتها ، بعد أن كانت ،هذه النباتات ، مدجنة بروح هذا الرجل الكبير . في خضم هذا الحزن الذي اجتاحني لذكرى معلمي صبحي ،
دعوت الله ان يوفق ابنائي بالحياة ولا يحتاجون الى ما سأورثه لهم ، بحيث يتركون بيتي المتواضع ، ليهرم ويصبح انقاضا ،كما هو حال بيت صبحي الطيبي . كان يطيب له ان نخاطبه بكنيته ، ” ابو حسام ” .رحمك الله يا معلمي ابو حسام .
منقول من صفحة الزميل د. بسام عبد الرحيم على الفيسبوك
مرتبط
د. بسام عبد الرحيم يستذكر احد.رواد الصناعة الدوائية في الاردن (كلمة وفاء بحق رجل ليس ككل الرجال. )
إكتظاظ ساحة مجمع النقابات ،جعلني اركن سيارتي بعد مستشفى الشميساني ، قبل دوار الوديس.
وكان لا بد لي للوصول الى النقابة راجلا الا ان اسلك شارع المستشفى بعكس سير المركبات ،فمررت على ڤيلا كتب على بابها عبارة ” هذا الموقع للبيع “. وقفت أتفحص الموقع متأملا فقد كانت هذه الڤيلا تخص ” معلمي ” الدكتور صبحي الطيبي ،رحمه الله والذي اعتبره ابو الصناعة الدوائية الاردنية . نظرت الى المدخل ،ببابه الخارجي المصنوع من السيكوريت،
وكان مشرعا وبه كسر علوي ادى الى تساقط قطع الزجاج في المدخل على اعتاب الباب الخشبي الانيق المصنوع من خشب البلوط الثمين . عادت ذاكرتي الى الوراء سنين وسنين ،حين كنت أقوم ،مع شلة من الزملاء الصيادلة ” وكنا شبابا آنئذ “، بزيارة هذا البيت خلال اعياد الفطر والاضحى لتهنئة معلمنا بالعيد . الزملاء وأنا لم نقوم بالمعايدة على أي مدير او عضو مجلس ادارة غيره . كنا اوفياء لهذا الرجل ،ليس لانه المدير ، بل لأنه المعلم والانسان . طفرت من عيني دمعة حارة ،
حين شاهدت اطلال الڤيلا ، وقد تراكمت حولها الاتربة، والمخلفات ،واتسخت جدران بلكونتها ، وهبطت ارضيات حديقتها ، وتوحشت نباتاتها ، بعد أن كانت ،هذه النباتات ، مدجنة بروح هذا الرجل الكبير . في خضم هذا الحزن الذي اجتاحني لذكرى معلمي صبحي ،
دعوت الله ان يوفق ابنائي بالحياة ولا يحتاجون الى ما سأورثه لهم ، بحيث يتركون بيتي المتواضع ، ليهرم ويصبح انقاضا ،كما هو حال بيت صبحي الطيبي . كان يطيب له ان نخاطبه بكنيته ، ” ابو حسام ” .رحمك الله يا معلمي ابو حسام .
منقول من صفحة الزميل د. بسام عبد الرحيم على الفيسبوك