د. يمان موسى يكتب : لو عاد بيَ الزمن للوراء ما درست إلا الصيدلة

لو عاد بيَ الزمن للوراء ما درست إلا الصيدلة وما نصحتُ أحداً إلا بها ، أحبها وأعشقها وأفخر بها ، وأشعر كل زميل فيها قريب لي بالطموح والهمة .
هي إنسانية قبل كل شيء ، وهي أهمُ العلوم ، وهي محور الطب كله ، و وأغلب العلماء العرب الذين اشتهروا ، كانوا من علماء العقاقير وفن التداوي بالأعشاب ، وهي من العلوم التي تُسابق الزمن في مجال اختراع العقاقير والأدوية لكل الأمراض والأوبئة .
دائماً ما يُنظر إلى الصيدلي بعين الرضا ، فهو الفنان في تركيب الأدوية وتحضيرها ، وهو الناصحُ الأمين لكل مريض ، وهو المرجع لكل طبيب .
إذا كنت تنظر لنفسك أنك مجرد بائع ، فاترك لنا مهنتنا التي هي أغلى وأرقى من ذلك بكثير ، اذا كنت من أولئك الذين يشتمون ويلعنون الظلام كل يوم ألف مرة ، بدل أن يشعلوا الشمع والأمل ، فالأفضل لك أن لا تستمر ، فطموح بيع الدواء وحده لا يسمن ولا يغني من جوع .
بعضُ الناس لا يستطيع أن يقول كلمة خير واحدة ، ولا أن يبذل شيء من المعروف ، ترى ألسنتهم وأيديهم تتسابق حين يرون شيئاً من النجاح والأمل فيقعدون له كل مرصد تخذيلاً وتحطيماً ، احذر أيها الزميل من هؤلاء ، فهم أعداء للنجاح ، وعقبات كبيرة أمام القمة .
عليك أن تفخر بنفسك ، بمهنتك ، بعالمك ، فكر نحو الأفضل ، ابذل الجهد واسعَ وتوكل على الله ، ولا يمكن لرب العالمين أن يخذلك ، وثق تماماً أن كل الناجحين الذين وصلوا إلى القمة ، لم يصلوا إلا بعد جهد وتعب وشقاء ، لكنهم آثروا أن يوقدوا الشمع بدل أن يلعنوا الظلام .