مرتبط
د. احمد أبو غنيمة يكتب: كيف يواجه الصيادلة الاعداد الكبيرة من الخريجين مع محدودية سوق العمل ؟
يواجه الصيادلة في الأردن على وجه الخصوص، وفي الدول العربية على وجه العموم، معضلة تزايد أعداد الخريجين السنوية مقابل ثبات أو نمو بطيء لسوق العمل في مجالات عمل الصيدلاني، في الأردن مثلا هناك 19 كلية صيدلة في الجامعات الحكومية والخاصة، تقوم بتخريج ما يقارب 1500 صيدلاني سنويا ( وصل عدد الصيادلة المسجلين في نقابة الصيادلة ما يقارب 27 ألف صيدلاني وصيدلانية )، وهذا الرقم مرتفع كثيراُ في بلد تعداد سكانه ما يقارب 10 مليون نسمة، وفي ظل سوق دوائي محدود نوعاً ما مقارنة مع الدول المحيطة.
هذه المعضلة باتت تؤرق الخريجين الجدد وعائلاتهم التي تستنفذ من ميزانيتها المالية الآف الدنانير سنويا لتعليم ابنائهم، ثم يتفاجئوا بعد عدة سنوات من الدراسة بعدم وجود فرص عمل لهم !، وللخروج منها لا بد من البحث خارج الصندوق، بمعنى لا بد من التفكير جدياً في مجالات عمل تتناسب مع القيمة العلمية للصيدلاني والصيدلاني وبنفس الوقت تتناسب مع الخبرة العملية التي سيستفيد منها المجتمع من الصيدلاني في مجالا عمل لم تكن معروفة من قبل، والمجالات التي يجب التفكير بها يجب ان تخرج من نطاق التفكير الكلاسيكي للصيدلاني العامل في مجال صيدليات المجتمع او المستشفيات أو مصانع ومستودعات الادوية، قد يكون من هذه المجالات ” خارج الصندوق” ان نُوجد صيدلاني متخصص لامراض معينة، كصيدلاني متخصص في مرض القلب او السكري او الضغط او الامراض النفسية أو صيدلاني متخصص في العناية المركزة أو في الصيدلة النووية أو السموم، والصيدلاني المتخصص في الملكية الفكرية والإقتصاد الصيدلاني وغيرها من المجالات التي يتم البحث فيها من ناحية علمية واقتصادية وما يمكن أن تقدمه للمهنة ولعلم الصيدلة في قادم الأيام.
ولا بد هنا من الإشارة لنقطة في غاية الاهمية ونحن نتحدث عن تخصصات ومجالات جديدة في عمل الصيدلاني في المجتمع، وهو ان تترافق هذه التخصصات الجديدة بتشريعات تميّز كل تخصص صيدلاني جديد لحمايته ولتأكيد تميزه عن التخصصات الاخرى لعلوم الصيدلة، حتى لا نقع في مأزق قانوني وتشريعي مع زملائنا من تخصص دكتور صيدلي او الصيدلة السريرية، حيث لا يوجد تشريعات سواء قوانين أو أنظمة تُميّز هلاء الزملاء والزميلات عن زملائهم في تخصص الصيدلة المتعارف عليه في الجامعات الأردنية.
قد تكون هذه الخطوة الاولى في مسيرة الألف ميل التي لا بد من البدء بها من الجهات المعنية، وزارة التعليم العالي ونقابة الصيادلة ووزارة الصحة لوضع النقاط على الحروف وللبدء بخطوة أولى تتبعها خطوات تحمي مستقبل زملائنا وزميلاتنا الخريجين الجدد في سوق دوائي محدود لا يمكن تحت أي ظرف أن يستوعب هذه الأعداد الكبيرة من الخريجين الجدد.
- د. أحمد ابو غنيمة رئيس تحرير مجلة علوم الصيدلة