مرتبط
بين العمل هنا وهناك..القطاع الصيدلاني في الأردن والإمارات: دراسة مقارنة
د. فاطمة عبد / صيدلانية مرخصة لمزاولة المهنة في الأردن والامارات
المقدمة:
تلعب المهنة الصيدلانية دورًا حيويًا في توفير الرعاية الصحية وتوزيع الأدوية، وتعد الأردن والإمارات من بين الدول الرائدة في قطاع الرعاية الصحية، ويتمتعان بقطاع صيدلاني متطور ومهني. يتميز القطاع الصيدلاني في الأردن بقوته وتطوره، حيث يضم قطاعًا نشطًا ومتقدمًا يتألف في الغالب من صيادلة أردنيين من ذوي خبرة وكفاءة عالية. تسهم التشريعات الصيدلانية الشاملة والظروف المهنية المواتية في جعل الأردن وجهة مرغوبة للصيادلة والمهنيين في مجال الصيدلة.
من ناحية أخرى، يتميز القطاع الصيدلاني في الإمارات بتشكيل متنوع للصيادلة من جميع أنحاء العالم جنسيات الصيادلة العاملة. ومع ذلك، يواجه القطاع الصيدلاني في الإمارات بعض الاختلافات في التشريعات وظروف العمل. قد يحتاج الصيادلة العاملون في الإمارات إلى التأقلم مع القوانين واللوائح الصارمة والتحديات المحددة التي تنطوي عليها مزاولة المهنة داخل الدولة.
هناك اختلافات في التشريعات وظروف العمل التي تؤثر على جاذبية واحترافية القطاع الصيدلاني في كلا البلدين.
التشريعات الصيدلانية:
تتوفر تشريعات صيدلانية شاملة في الأردن والإمارات. ومع ذلك، هناك اختلافات في التشريعات التي تنظم مزاولة المهنة الصيدلانية في البلدين:
الأردن: ينص قانون مزاولة المهنة الصيدلانية في الأردن على تسجيل وترخيص الصيادلة، والحصول على شهادة صيدلة معترف بها والتسجيل في النقابة المهنية المختصة. هناك أيضًا قوانين تنظم بيع وتوزيع الأدوية والمنتجات الصيدلانية في السوق الأردني.
الإمارات: ينظم قانون مزاولة مهنة الصيدلة في الإمارات ترخيص وممارسة المهنة، ويتطلب الحصول على شهادة صيدلة معترف بها والتسجيل في الهيئة الصحية المختصة (دائرة الصحة أبو ظبي، هيئة صحة دبي، وزارة الصحة). تتوفر أيضًا قوانين تنظم بيع الأدوية والمنتجات الصيدلانية وتضبط آليات تسجيلها وتداولها في السوق الإماراتية.
ظروف العمل:
تختلف ظروف العمل للصيادلة في الأردن والإمارات من حيث الفرص والتطورات المهنية المتاحة:
الأردن يتمتع بقطاع صيدلة نشط ومتقدم، حيث يوجد عدد كبير من الصيادلة في البلد. ومع ذلك، يفوق عدد الصيادلة الوظائف المتاحة في الداخل، مما يدفع العديد منهم إلى السعي للعمل في بلدان الجوار. بفضل هذا التوجه، أصبح الأردن مركزًا لتصدير الكفاءات الصيدلانية إلى الدول المجاورة.
توجد في الأردن العديد من الصيدليات والمراكز الصحية سواء كانت تابعة للقطاع الحكومي أو الخاص. بالإضافة إلى ذلك، توجد فرص عمل في قطاع الصناعة الدوائية والبحث العلمي. يتاح للصيادلة في الأردن فرص تطوير مهاراتهم المهنية والمشاركة في دورات تدريبية وندوات علمية لتعزيز معرفتهم وتحسين مستواهم العلمي والمهني. هذا يساهم في جعل القطاع الصيدلاني في الأردن جاذبًا ومحترفًا على مستوى عالٍ.
الإمارات: في الإمارات، توجد فرص واسعة في مجال العمل الصيدلاني. يمكن للصيادلة العمل في صيدليات المستشفى، والصيدليات الخاصة، والشركات الصيدلانية، والمراكز الطبية. بالإضافة إلى توزيع الأدوية، يشمل دور الصيادلة البحث العلمي والعمل في المجال الأكاديمي، مما يتيح فرصًا للتدريب المستمر والتطوير المهني للصيادلة ويساهم في جعل القطاع جاذبًا وعالي المستوى المهني.
تكنولوجيا الصيدلة:
يتم التركيز في الأردن والإمارات على التطور التكنولوجي في مجال الصيدلة، حيث يعتمدان على التكنولوجيا المتقدمة في صناعة الأدوية وإدارة المخزون وتوفير الرعاية الصحية. يتيح ذلك تسهيل عملية صرف الوصفات الطبية ومراقبة الجودة وتوفير المعلومات الدوائية الحديثة، مما يعزز جاذبية واحترافية القطاع الصيدلاني في البلدين.
تسبق الإمارات كثيرًا من دول الجوار في استخدام التكنولوجيا في صرف الدواء ومتابعة المرضى، وقد أسست نظامًا متكاملًا يُعرف بـ “National Unified Medical Record”، وهو نظام يهدف إلى توفير سجل طبي موحد يتم مشاركته بين مختلف مقدمي الخدمات الصحية. يساعد هذا النظام في تحسين التنسيق وتبادل المعلومات الطبية بين الأطباء والصيادلة وغيرهم من الفرق الطبية، مما يؤدي إلى تحسين جودة الرعاية وتجربة المرضى.
بشكل عام، يعكس التركيز على التطور التكنولوجي في الصيدلة التزام الأردن والإمارات بالابتكار وتطوير القطاع الصحي. يعملان على استخدام أحدث التقنيات لتحسين العمليات الصيدلانية وتعزيز الرعاية الصحية الشاملة للمجتمعات التي يخدمانها.
الصيدليات:
يوجد في الأردن والإمارات عدد كبير من الصيدليات في مختلف مناطق البلدين. تعمل هذه الصيدليات على تلبية احتياجات السكان المحليين من الأدوية والمستحضرات الصيدلانية. تتمتع الأردن والإمارات بشبكة صيدليات متطورة تغطي مختلف المناطق الجغرافية في البلدين، مما يسهم في توفير الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمة.
المصانع الوطنية:
تشهد الأردن والإمارات وجود مصانع دوائية محلية تلبي احتياجات السوق المحلية من الأدوية، مما يعزز جاذبية واحترافية القطاع الصيدلاني في البلدين. تعمل هذه المصانع على إنتاج وتصنيع مجموعة واسعة من المستحضرات الصيدلانية المختلفة، مما يدعم التنوع والتوافر الواسع للأدوية في السوق المحلية.
تلعب هذه المصانع دورًا هامًا في تعزيز الاكتفاء الذاتي للبلدين في مجال الصيدلة، حيث تسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية وتقليل الاعتماد على واردات الأدوية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه الصناعات الوطنية في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للمهنيين في القطاع الصيدلاني، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين المستوى المهني في هذا القطاع.
وتجدر الإشارة إلى أن قطاع التصدير في الأردن يحتل نسبة كبيرة من إجمالي الإنتاج، مما يعكس القدرة التصديرية القوية لصناعة الأدوية في البلاد. تحظى منتجات الصيدلة المصنعة في الأردن بسمعة عالمية وتصدر إلى عدة دول، مما يعزز التبادل التجاري ويسهم في تعزيز المكانة الاقتصادية والاحترافية للقطاع الصيدلاني في الأردن.
الخاتمة:
تلعب المهنة الصيدلانية دورًا حيويًا في توفير الرعاية الصحية وتوزيع الأدوية في الأردن والإمارات. تتواجد تشريعات صيدلانية شاملة في كلا البلدين، وتتوفر فرص واسعة في مجال العمل الصيدلاني والتطوير المهني في كلا الدولتين.
يعتمد القطاع الصيدلاني في الأردن والإمارات على التكنولوجيا المتقدمة والصيدليات المتطورة، مما يجعله جاذبًا ومهنيًا عالي المستوى في كلا البلدين.