مرتبط
الصيدلانية آلاء صلاح تكتب: العودة إلى الطبيعة… مستخلص بذور العنب والصحة

تمتلك تلك البذور الصغيرة في العنب والتي عادة ما يزعجنا وجودها عند تناوله مكوناتٍ وعناصر جعلت منها ذات فائدة لصحة الإنسان، فعمد إلى صناعة مكملات غذائية من مستخلص هذه البذور، فهي غنية بمضادات الأكسدة والتي تلعب دوراً هاماً في تقليل التوتر والإجهاد التأكسدي Oxidative stress، والالتهابات Inflammation، وتلف الأنسجة لتساعد على شفائها، كما يمكن لها أن تساعد في حالات القصور الوريدي Venous Insufficiency، حيث تواجه الأوردة صعوبات في إعادة الدم من الأرجل إلى القلب. ومن مضادات الأكسدة الموجودة في مستخلص بذور العنب: أحماض الفينول Phenolic acids، أنثوسينات Anthocyanins، الفلافونيدات Flavonoids، وكما يعتبر واحداً من أفضل مصادر مضادات الأكسدة من مركبات البروانثوسيانيدينات الأوليغوميرية Oligomeric Proanthocyanidin complexes (OPCs)
ما هو مستخلص بذور العنب؟
يأتي مستخلص بذور العنب Grape Seed Extract (GSE) المستخدم في المكملات الغذائية من بذور العنب البري Vitis vinifera، ويتواجد هذا النوع من العنب بكثرة في مناطق البحر الأبيض المتوسط، وأوروبا الوسطى، والمناطق الجنوبية الغربية من آسيا حول بحر قزوين. وللحصول على مستخلص بذور العنب يقوم المصنع بعصر البذور لإزالة الزيت منها، ومن ثم تجفيفها، وطحنها للحصول على مسحوق مركز من هذه البذور، ومن ثم يتم تحضيره في أشكال صيدلانية مختلفة من كبسولات أو حبوب، أو سائل.
ما فوائد مستخلص بذور العنب؟
من الفوائد لمستخلص بذور العنب بحسب بعض الأبحاث ما يلي:
*خفض ضغط الدم
وجد بعد حوالي 16 دراسة أجريت على 810 أشخاص يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو خطر الإصابة بارتفاع به، أن تناول 100-2000مغ من مستخلص بذور العنب يومياً قد ساهم في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بشكلٍ ملحوظ خاصةً لمن كان يعاني من السمنة، والاضطرابات الأيضية، وبمعدل 6.08ملم زئبقي، و2.8ملم زئبقي على التوالي. وقد لوحظ أن هذه النتائج الإيجابية كانت واضحة أكثر على من تناول الجرعات الأقل من المستخلص أي من 100-800مغ ولمدة 8-16أسبوعاً، وليس على الجرعات الأعلى من 800مغ منه.
ووجد في دراسة أخرى على 29 شخص بالغ من مرضى ارتفاع ضغظ الدم، أن تناول 300مغ من مستخلص بذور العنب يومياً خفض من ضغط الدم الانقباضي بمعدل 5.6%، وضغط الدم الانبساطي بمعدل 4.7%، وذلك بعد 6 أسابيع من استخدمه.
ويستنتج من ذلك أن قدرة مستخلص بذور العنب على خفض ضغط الدم يمكن أن يساهم في الوقاية من النوبات القلبية، وفشل القلب.
*تحسين تدفق الدم
وجد في دراسة استغرقت 8 أسابيع أجريت على 17 امرأة سليمة في مرحلة سن الأمل، تناولن فيها 400مغ من مستخلص بذور العنب، أن هذه المستخلص يمتلك خواص تساهم في تمييع الدم، مما يعني أنه قد يقلل من خطر الإصابة بتجلطات الدم.
وفي دراسة أخرى أجريت على 8 سيدات سليمات في أعمار صغيرة تناولت فيها هذه السيدات البروانثوسيانيدينات المستخرجة من مستخلص بذور العنب مع جلوسهن لمدة 6ساعات مباشرة بعد أخذ الجرعة، في التقليل من تورم الأرجل، والوذمة بمعدل 70%، مقارنة مع عدم تناولها. وفي نفس الدراسة مع 8 سيدات أخريات من نفس الفئة العمرية، تم إعطائهن 133مغ من البروانثوسيانيدينات لمدة 14 يوماً، وكانت النتيجة أن معدل تورم الأرجل قد قل بنسبة 40% بعد 6 ساعات من الجلوس.
وتقترح بعض الدراسات أن قدرة مستخلص بذور العنب على تحسين تدفق الدم، يمكن أن يكون مفيداً لمن يعانون من القصور الوريدي المزمن Chronic Venous Insufficiency، حيث أن الأوردة في هذه الحالات تكون غير قادرة على نقل الدم وإعادته إلى القلب كما يجب.
*التقليل من الإجهاد التأكسدي
يعد ارتفاع مستوى الكوليسترول أو البروتين الدهني منخفض الكثافة Low density lipoprotein (LDL) أو كما يعرف بالكوليسترول السيء أو الضار من عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب، حيث أن تأكسد كوليسترول LDL يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بتصلب الشرايين، وذلك نتيجة تراكم الكولسترول والدهون على جدران الشرايين، وقد وجدت بعض الدراسات على الحيوانات والبشر أن مستخلص بذور العنب يمكن أن تقلل من تأكسد LDL.
لوحظ في دراسة أجريت على 8 أشخاص أصحاء تم اعطاؤهم 300مغ من مستخلص بذور العنب بعد تناولهم لوجبات عالية بالدهون، أن هذا المستخلص قام بتثبيط تأكسد الدهون في الدم، مقارن بزيادة بمعدل 150% في تأكسد الدهون لدى من لم يتناولو المستخلص. أما في دراسة أخرى أجريت على 61 بالغ سليم، كانت نسبة تثبيط تأكسد الدهون 13.9% بعد تناول 400مغ من المستخلص، لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن دراسة مشابهة لهذه لم تتمكن من تأكيد النتائج.
إضافة إلى تلك الدراسات، وجد لدى 87 شخصاً ممن خصعوا لعمليات في القلب بعد تناولهم 400مغ من مستخلص بذور العنب في اليوم الذي يسبق العملية أن الإجهاد التأكسدي قد قل بشكلٍ كبير، وبالتالي من المرجع أن هذا المستخلص يمكن أن يحمي القلب من التعرض لأضرار إضافية في هذه الحالات.
*تحسين مستويات الكولاجين وتقوية العظام
يمكن لتناول الفلافونيدات أن يحسن من عملية تصنيع الكولاجين وتكوين العظم، أي أن مستخلص بذور العنب الغني بالفلافونيدات يمكن أن يساعد في زيادة كثافة وقوة العظام، فقد وجد في دراسات أجريت على الحيوانات أن إضافة مستخلص بذور العنب إلى الحمية الغنية أو القليلة بالكالسيوم ساهمت في زيادة كثافة العظام، ومحتواها من المعادن بالإضافة إلى زيدة في قوة العظام.
وفي دراسة أخرى أجريت على الحيوانات، وجد أن هذا المستخلص قد ساعد في تثبيط عملية تدمير العظام الناتجة عن التهاب المفاصل Arthritis، كما أنه قلل الآلام الناتجة عن هذا المرض، والنتوءات العظمية Bony spurs، وتلف المفصل لدى الفئران المصابة بالفصال العظمي Osteoarthritic، من خلال تحسين مستويات الكولاجين وتقليل تلف الغضروف، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد أبحاث على الإنسان في هذا المجال.
*تحسين وظائف الذاكرة
يعتقد أن مضادات الأكسدة من الفلافونيدات ذات الخضائص المضادة للالتهاب يمكن أن تأخر أو تقلل من فرصة الإصابة بأمراض التحلل العصبي Neurodegenerative diseases، مثل مرض الزهايمر.
فبحسب الدراسات التي أجريت على الحيوانات، تساعد بعض المواد التي تتواجد في مستخلص بذور العنب مثل حمض الجاليك، والبروانثوسيانيدينات على منع تكون ألياف الأميلويد، والتي تعتبر من أحد العوامل المسببة للإصابة بمرض الزهايمر، وبذلك توصلت هذه الدراسات إلى أن استخدامه يمكن أن يمنع فقدان الذاكرة، وتحسين وظائف الإدراك وغيرها.
في دراسة أجريت على 111 شخص بالغ سليم، وجد أن تناول 250مغ من المستخلص يومياً ساعد في تحسين الانتباه، والتركيز، والقدرات اللغوية لديهم بالإضافة إلى تحسين الذاكرة. من الجدير بالذكر أنه لا توجد دراسات مشابهة على الأشخاص المصابين بمشاكل في الذاكرة أو الإدراك إلى الآن تدعم قدرته في تحسين وظائف الذاكرة والدماغ لديهم.
*تحسين وظائف الكلى
تعتبر الكلى من الأعضاء التي تتأثر بالإجهاد التأكسدي بشكلٍ كبير، وتكون الأضرار الناتجة عن هذا الإجهاد في العادة دائمية. وقد أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أنه يمكن لمستخلص بذور العنب أن يحسن من وظائف الكلى من خلال التقليل من الإجهاد التأكسدي وما يصاحبه من أضرار ناتجة عن الالتهاب Inflammatory damage، كما أظهرت درسة أجرت على 23 شخص يعانون من الفشل الكلوي المزمن Chronic Renal Failure، تم إعطاؤهم فيها 2غ من مستخلص بذور العنب يومياً ولمدة 6أشهر، انخفاضاً في نسبة البروتين في البول بمقدار 3%، وتحسناً في معدل الترشيح الكلوي بمقدار 9%، وهذا يعني تحسناً في قدرة الكلى على ترشيح وفلترة البول وذلك مقارنة مع أولئك الذين لم يستخدموا المستخلص في هذه الدراسة.
*خصائص مضادة للميكروبات
يمتلك مستخلص بذور العنب خصائص مضادة للبكتيريا، ومصادة للفطريات، فقد أظهرت الدراسات أنه يمكن له أن تمنع نمو البكتيريا التي تنمو على الطعام، وهذه مثل بكتيريا الإشريكية الفولولنية والتي تعرف باسم E.Coli، وكذلك بكتيريا العطفية Campylobactor، واللذان عادة ما يتسببان في حالات التسمم الغذائي، واضطرابات المعدة.، كما وجدت الدراسات المخبرية أن مستخلص بذور العنب يمكن أن يمنع 43 فصيلة من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus المقاومة للمضادات الحيوية.
أما فيما يتعلق بالفطريات مثل الكانديدا Candidad، وهي من الفطريات التي يؤدي زيادة معدل نموها إلى التهابات وخاصة لدى السيدات، فقد أجريت دراسة على فئران تعاني من الاتهابات المهبلية ناتجة عن الكانديدا، وتم إعطاؤها سائل مستخلص بذور العنب عن طريق المهبل كل بمعدل جرعة كل يومين ولمدة 8 أيام، وكانت النتائج أن الالتهاب قد توقف بعد 5أيام، واختفى تماماً بعد 8أيام. ومع ذلك لا توجد دراسات على الإنسان لتدعم استخدامه لهذه الحالة.
*الوقاية من السرطان
تعتبر أسباب الإصابة السرطان بالمجمل معقدة، ولكن يمكن اعتبار أن تلف المادة الوراثية DNAأحد العوامل الأساسية لحدوثه، ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من مضادات الأكسدة مثل الفلافونيدات والبروانثوسيانيدينات يمكن أن تساهم في الوقاية من العديد من أمراض السرطان والتقليل من خطرالإصابة به. وقد وجدت الأبحاث المخبرية أن مستخلص بذور العنب يمكن لها أن تمنع سرطان الثدي، والرئة، والمعدة، والكبد، والبروستات، وخلايا البنكرياس، وسرطان الخلايا الحرشفية الفموية Oral Squamous cell.
في دراسات أجريت على الحيونات، وجد أن مستخلص بذور العنب ساعد في تحسين تأثير أنواع مختلفة من العلاج الكيماوي Chemotherapy، حيث أظهر المستخلص قدرته على الحماية ضد الإجهاد التأكسدي، وتسمم الكبد بينما يقوم العلاج الكيماوي باستهداف الخلايا السرطانية، ومع ذلك ما زالت هناك حاجة إلى إجراء هذه الدراسات على الإنسان للتأكد من فاعلية استخدام مستخلص بذور العنب في هذا المجال.
*حماية الكبد
يعمل الكبد على تخليص الجسم من السموم والتي يمكن أن تدخل الجسم عن طريق الأدوية، والملوثات، والكحول، والفيروسات وغيرها، وفد أظهر مستخلص بذور العنب قدرته على حماية الكبد، ففي دراسة مخبرية وجد أن المستخلص قلل من الالتهاب Inflammation، ومضادات الأكسدة المعاد تدويرها، والأذى الناتج عن الجذور الحرة خلال التعرض للسموم.
يعتبر إنزيم الكبد ناقلة أمين الألانين Alanine Aminotransferase (ALT)، المؤشر الأول لمعرفة سمية الكبد، أي أن ارتفاعه يعني وجود خلل في الكبد. في دراسة أجريت على 15 شخص يعانون من التهاب الكبد الدهني غيرالكحولي Non-alcoholic fatty liver مع ارتفاع شديد بمستويات ALT، تم إعطاء المشتركين مستخلص بذور العنب لمدة 3 أشهر، وبعد مراقبة مستويات إنزيمات الكبد شهرياً ومقارنتها مع نتائج أخذ 2غ من فيتامين سي يومياً، اتضح أن المجموعة المشاركة انخفض لديها مستوى ALT بمعدل 46%، بينما لم يكن هناك سوى تحسن طفيف بالمجموعة التي أخذت فيتامين سي.
*تحسين شفاء الجروح ومظهرها
أظهرت دراسات عدة على الحيوانات قدرة مستخلص بذور العنب في المساعدة على شفاء الجروح، كما يمكن قول الشيء ذاته في الدراسات على الإنسان، ففي دراسة أجريت على 35 شخص بالغ وسليم ممن خضعوا لعمليات صغرى، حيث أعطي جزء منهم كريم يحتوي على 2% من مستخلص بذور العنب، بينما أخذ الآخرون علاج وهمي Placebo، فظهر أنه تم شفاء جروح العمليات تماماً بعد 8أيام في المجموعة الاولى، بينما استغرق شفاء الجروح للمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي 14 يوم. ومن المرجح أن يكون السبب في الشفاء السريع للجروح عند استخدام مستخلص بذور العنب إلى وجود كميات كبيرة من البروانثوسيانيدينات التي تحفز إطلاق عوامل النمو في الجلدز وفي دراسة أخرى أجريت على 110 رجل سليم استغرقت 8 أسابيع حيث تلقت المجموعة كريم يحتوي على 2% من مستخلص بذور العنب، فظهر عليهم تحسن في مظهر الجلد، ومرونته، وكميات المواد الدهنية أو الزهم Sebum فيها بالإضافة إلى تقليل مظاهر وعلامات تقدم السن.
ما الآثار الجانبية لمستخلص بذور العنب؟
يعتبر مستخلص بذور العنب آمناً بشكلٍ عام، حيث وجد أنه آمن إذا ما أخذ على جرعات من 300-800مغ يومياً لمدة تتراوح ما بين 8-16 أسبوعاً إلا أنه لا يخلو من بعض الآثار الجانبية مثل:
· الصداع.
· الدوار.
· الغثيان.
· التقيؤ.
· الإسهال.
· ألم في البطن.
· الضعف العام.
· حكة في فروة الرأس.
ما محاذير استخدام مستخلص بذور العنب؟
هناك بعض المحاذير فما يتعلق باستخدام مستخلص بذور العنب، وهي:
· تجنب استخدام مستخلص بذور العنب لدى من يعانون من حساسية من العنب.
· عدم استخدام مستخلص بذور العنب لمن يعانون من أمرتاض تتعلق بنزف الدم أو ارتفاع ضغط الدم من دون استشارة الطبيب.
· تجنب استخدام المستخلص من قبل النساء الحوامل والمرضعات وحتى الاطفال لعدم وجود دراسات كافية على أنه آمن لهم.
ما التداخلات الدوائية المحتملة مع مستخلص بذور العنب؟
من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام مستخلص بذور العنب وخاصة في حالة وجود أدوية أخرى لدى المريض، حيث يمكن لهذا المستخلص أن يؤثر على هذه الأدوية، وعلى طريقة معالجة الكبد لها، كما يمكن أن يزيد من خطر نزف الدم لمن يستخدمون المميعات، ويتسبب في انخفاض ضغط الدم بشكل إضافي لمن يستخدمون أدوية الضغط. ومن الأدوية الأخرى التي يمكن للمستخلص أن يؤثر على عملها: المسكنات من مضادات اللتهاب الغير استيرويدية NSAIDS، أدوية القلب، وعلاجات السرطان، وغيرها.
الصيدلانية آلاء صلاح
المصادر:
https://www.healthline.com/nutrition/grape-seed-extract-benefits
https://www.medicalnewstoday.com/articles/263332
https://www.nccih.nih.gov/health/grape-seed-extract
https://www.webmd.com/diet/health-benefits-grape-seed