بريطانيا تزيد أسعار الأدوية المبتكرة 25% مقابل إعفاءات جمركية أمريكية

عرب لندن 

توصلت المملكة المتحدة إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقضي بأن تدفع هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أسعارًا أعلى بنسبة 25% مقابل الأدوية المبتكرة، مقابل إعفاء صادرات الأدوية البريطانية إلى الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية.

وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” يتوقع أن يكلف هذا الاتفاق القطاع الدوائي نحو 3 مليارات جنيه إسترليني خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع زيادة حصة الأدوية المبتكرة في ميزانية الـNHS، خاصة لعلاج أمراض مثل سرطان الثدي والربو ومرض العصبون الحركي.

وبموجب الاتفاق، سيقوم المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (NICE) برفع السقف الإرشادي لأسعار الأدوية المبتكرة من 20–30 ألف جنيه سنويًا إلى 25–35 ألف جنيه سنويًا لكل دواء، ما يتيح اعتماد 3 إلى 5 أدوية جديدة إضافية سنويًا، إلى جانب نحو 70 دواءً معتمد سنويًا.

قال مكتب الممثل التجاري الأمريكي جيمسون جرير إن الاتفاق سيعكس “تراجع إنفاق الـNHS على الأدوية المبتكرة خلال العقد الماضي”، وسيزيد السعر الصافي للأدوية الجديدة بنسبة 25%.

من جهته، اعتبر وزير الصحة الأمريكي روبرت ف. كينيدي الابن أن الاتفاق يعيد التوازن للتجارة الدوائية بين البلدين، مؤكدًا أن شركات الأدوية الأمريكية تستثمر بكثافة في البحث والتطوير لكنها لا تحصل على مقابل عادل من أنظمة الصحة الأوروبية.

ورحبت وزيرة العلوم والتكنولوجيا البريطانية ليز كيندال بالاتفاق، مؤكدة أنه “يضمن وصول المرضى إلى الأدوية المتطورة بسرعة أكبر ويحفز الابتكار”، بينما وصف وزير الأعمال والتجارة بيتر كايل الاتفاق بأنه “صفقة رابحة للمملكة المتحدة”، مع ضمان حماية صادرات دوائية بقيمة 3 مليارات جنيه سنويًا من الرسوم الأمريكية.

قالت رابطة الصناعات الدوائية البريطانية (ABPI) إن الاتفاق سيزيد قدرة الـNHS على شراء الأدوية المبتكرة. واعتبر الرئيس التنفيذي للرابطة ريتشارد توربت أن الاتفاق خطوة مهمة لتحسين الوصول إلى العلاجات وتشجيع الاستثمار في تطوير الأدوية داخل المملكة المتحدة.

ويشمل الاتفاق أيضًا خفض نسبة الخصم الإجباري لشركات الأدوية ضمن برنامج التسعير للأدوية المبتكرة، من 23.5–35.6% إلى 15% إذا تجاوز إنفاق الـNHS الحد السنوي المتفق عليه، ما يضمن استمرار أسعار منخفضة نسبيًا للأدوية ذات العلامة التجارية عند زيادة الطلب.

وتُطبق نظم مشابهة في دول أوروبية، لكنها بنسب أقل، مثل 9% في إيرلندا و7% في ألمانيا.

ويأتي الاتفاق بعد ستة أشهر من صفقة أولية بين كيير ستارمر وترامب، وعدت بمعاملة تفضيلية للصادرات الدوائية البريطانية. وجاءت الضغوط الأمريكية بعد تجميد شركات كبرى مثل Merck وAstraZeneca استثماراتها في المملكة المتحدة بسبب المناخ الاقتصادي وضعف الدعم لقطاع علوم الحياة، فيما حذر السفير الأمريكي وارن ستيفنز من أن المزيد من الشركات قد تلغي استثماراتها إذا لم تُجر تغييرات سريعة.

وقاد المفاوضات كل من فارون تشاندرا، مستشار رئيس الوزراء للشؤون التجارية، ووزير العلوم باتريك فالانس، الرئيس السابق للبحث والتطوير في GSK.
وأكدت الحكومة أن الزيادة البالغة 25% في الإنفاق على الأدوية المبتكرة “مموّلة من مخصصات موجودة ضمن ميزانية الـNHS التي أقرت في يوليو”، دون الحاجة إلى أموال إضافية.