مرتبط
بعد المعادن النادرة.. الصين تهيمن على صناعة الأدوية وسط قلق غربي

القاهرة الإخبارية – مصطفى لبيب
على الرغم من الهدنة التجارية التي توصلت إليها الولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية بشأن صفقة المعادن النادرة، وهي الخطوة التي مهّدت لانتهاء التوتر بين البلدين، فإن بكين لا تزال تمتلك أوراق ضغط كبيرة في حال تدهورت الأوضاع مرة أخرى مع واشنطن، يأتي في مقدمتها المواد الخام للأدوية.
وتلعب الصين دورًا محوريًا في سلسلة توريد الأدوية العالمية، بفضل صناعتها الضخمة التي تعتمد على السلع الأولية، التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، بحسب “اليابان تايمز”، حيث تعد منتجًا رئيسيًا لمواد أولية أساسية تُعرف باسم KSM، التي تُستخدم لإنتاج مكونات تُعرف بالمكونات الصيدلانية الفعّالة أو API.
المكونات الأساسية
وتبيّن أن الصين لم تكن جزءًا من المشهد الدوائي العالمي عام 1980، وبعد عشرين عامًا، كانت تُقدّم 5٪ من جميع المواد الأولية لصناعة الدواء، وبحلول العام الماضي، تجاوزت الهند بحصة 45٪ من إجمالي التعاقدات حول العالم.
في الوقت الحالي، باتت تعتمد الولايات المتحدة ودول أخرى على الصين في تصنيع المكونات الأساسية لأدويتها، حيث تبيّن أن نصف المكونات الفعّالة المستخدمة في الولايات المتحدة تأتي من مصدر واحد فقط وهو الصين، التي تعد المورد الحصري لمادة كيميائية واحدة على الأقل تُستخدم في ما يقرب من 700 دواء أساسي.
الصين المورد الحصري لمادة كيميائية واحدة على الأقل تُستخدم في ما يقرب من 700 دواء أساسي
توسيع الصلاحيات
على سبيل المثال، يمتلك المضاد الحيوي أموكسيسيلين، المُستخدم لعلاج جميع الأمراض من التهاب الشعب الهوائية إلى التهابات المسالك البولية، مصادر متنوعة من إسبانيا إلى سنغافورة، إلا أن مدخلاته الرئيسية الأربعة تأتي بالكامل تقريبًا من الصين.
ومع سيطرة بكين وإحكام قبضتها على المواد الخام للأدوية، اقترح التقرير السنوي الصادر عن لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأمريكية الصينية، أن يُعدِّل الكونجرس قانونًا صدر عام 2020 فورًا لتوسيع صلاحيات إدارة الغذاء والدواء التي بدورها تقوم بإلزام شركات الأدوية بالإبلاغ عن حجم ومصدر المكونات الأساسية للأدوية الحديثة.
سيناريو مشابه
ورجّح خبراء تحدثوا للصحيفة، أن يكون سيناريو صناعة الأدوية مشابهًا لسيناريو المعادن النادرة، على الرغم من أن بكين لم تهدد ولو مرة واحدة بوقف صادراتها الطبية خلال ذروة تصعيد الحرب التجارية، فإن التغيرات في الجغرافيا السياسية واحتمالية تفشي فيروس عالمي آخر، يمكن أن يكونوا سببًا في بدء حرب تجارية جديدة.
وستحاول واشنطن السعي لإنشاء سلسلة توريد تشمل الهند وحلفاء آخرين، تكون مستقلة عن الصين في مجالات محددة، وذلك من أجل فك الارتباط في المجالات التي تعتبرها واشنطن ذات أولوية للأمن القومي الأمريكي، وهو ما تجلى في اتفاقية البنتاجون مع شركة معادن أرضية لتوريد المكونات الخام للأدوية.
ولكن، بحسب الخبراء، ستكون المهمة صعبة بالنظر إلى انخفاض هوامش الربح والأرباح في تصنيع المركبات الأولية المستخدمة في تصنيع الأدوية، كما أن تكاليف الشركات الأمريكية سترتفع بنسبة 50% إذا حاولت تكرار سلسلة التوريد للمكونات الخام.
























