تناول دواء “ستاتين” يومياً لخفض الكولسترول في طريقه إلى أن يصبح شيئاً من الماضي، فقد كشفت دراسة جديدة أن بالإمكان استخدام “تطعيم” لخفض الكولسترول الضار، والوقاية من تصلّب الشرايين. ويسمّى اللقاح الجديد AT04A، وقد بدأت تجربته على البشر ويتوقع أن تنتهي هذه التجارب بحلول نهاية العام الحالي، وذلك بعد نجاح التجارب على الحيوانات.
وبحسب التقرير الذي نشرته دورية “القلب” الأوروبية، يمتاز هذا اللقاح بأنه آمن، وأنه يقدّم استراتيجية علاجية طويلة الأمد لخفض الكولسترول. لكن يظل دواء “ستاتين” العلاج الأكثر فاعلية لمشكلة الكولسترول، ويتطلب تناوله يومياً.
وفي بعض الحالات تنجح تعديلات نمط الحياة في السيطرة على مشكلة الكولسترول، والتي تتضمن تعديل النظام الغذائي، وممارسة النشاط البدني باستمرار، والإقلاع عن التدخين. لكن بعض مرضى الكولسترول يحتاجون إلى تناول علاج مع هذه الإجراءات لضمان الوقاية من الأزمات القلبية وتصلّب الشرايين.
وإذا نجحت تجارب التطعيم بـ AT04A سيتم إعطائه عن طريق الحقن، ثم تناول جرعة تنشيطية من التطعيم سنوياً.
وأظهرت تجارب التطعيم ضد الكولسترول على الحيوانات خفض مستوى الكولسترول الضار بنسبة 53 بالمائة، وخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب الناتجة عن ارتفاع الكولسترول بنسبة 64 بالمائة.
وأشارت الشركة النمساوية للتكنولوجيا الحيوية إلى أن “اللقاح الجديد يعمل على خفض الكوليسترول في المستقبل، ويمكن أن يوفر بديلاً فعالاً لأدوية الستاتين، المخفضة للكوليسترول”.
وأضافت الشركة أنها “أجرت تجربة شارك فيها أكثر من 70 مريضًا لمعرفة ما إذا كان اللقاح الجديد، المعروف باسم AT04A، والذي تم اختباره حتى الآن على الفئران، سينجح مع البشر”.
وبحسب صحيفة إكسبريس البريطانية، يثير اللقاح إنتاج الأجسام المضادة التي تستهدف إنزيمًا مسؤولًا عن تنظيم مستويات الكولسترول في الدم.
وقال الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في الشركة النمساوية، الدكتور غونتر ستافلر، إن لقاح AT04A قادر على تحفيز الأجسام المضادة، التي تستهدف على وجه التحديد إنزيم PCSK9 طوال فترة الدراسة، التي أجريت على الفئران.
وإنزيم PCSK9 هو نوع من أنواع الكولسترول الذي يمكن أن يسبب بانسداد الشرايين.
ويضاعف ارتفاع الكولسترول خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة، بحسب تقارير جمعية القلب الأمريكية.
ويعمل على ابتكار هذا اللقاح ضد الكولسترول فريق بحثي من جامعتي سارلاند الألمانية وبريستول البريطانية.