فيتامين “د” والوراثة والمناعة

فيتامين “د” والوراثة والمناعة

يعد فيتامين “د” من الفيتامينات المهمة لصحة الإنسان، حيث ينظم توازن الكالسيوم فى الجسم ويساعد على تزويد العظام بالمعادن ويمنع هشاشة العظام، ويفيد مرضى الحساسية، فهو يحد من أعراض الحساسية، ويفيد مرضى الحساسية الصدرية المعرضون لمضاعفات الأنفلونزا ويفيد مرضى الأرتيكاريا المزمنة، ويحد من الخلايا التائية التاسعة، وهى خلايا مكتشفة حديثا، تبين أن لها دو مهم فى آليات حدوث الحساسية، خاصة الحساسية الجلدية الوراثية، والربو أيضا، ويقلل من التحسس لحشرة الفراش المسبب الأول للحساسية، ينشط  فيتامين د الجهاز المناعى خاصة ضد الفيروسات جميعاً، وهو مهم لسلامة كل الخلايا ويساعد فى تشكيل خلايا الدم والخلايا المناعية.

كما أن فيتامين “د” مهم للقلب و للبنكرياس ولمحاربة الشيخوخة، ولصحة الجلد، وللنوم والسمع والصحة الإنجابية، وللأداء العضلى والصحة العين وللجهاز الدورى وللجهاز التنفسى وللمناعة وللهضم الجيد، تقل قوة قبضة اليد مع نقص فيتامين د خاصة فى المسنين، ويحمى من السرطان فهو يمنع تكون الخلايا السرطانية والأوعية الدموية التى تغذى الأورام مثل سرطان البنكرياس وسرطان القولون.

وهناك 14 دراسة على 31 ألف فرد بينت أن نقص فيتامين د يرتبط بالاكتئاب، وكلما انخفضت نسبة فيتامين د زادت فرص الاكتئاب، ولا غرابة فى أن الشمس المشرقة تحسن المزاج.

وحسب دراسة حديثة فى يونيو 2017 فإن نقص فيتامين د عند الأم الحامل يزيد من احتمالات حدوث الأوتيزم (التوحد) عند طفلها، لقد وجد أن فيتامين د ينشط 3 هرمونات لها علاقة بالأوتيزم هى هرمون السعادة وهرمون الفازوبريسين، الذى له علاقة بالحفاظ على الماء داخل الجسم، وهرمون الأوكسيستوسين المهم لعلاقة الأم بطفلها، والذى يفرز أثناء الرضاعة ويكسب الأم شعورا بالراحة، الأوكسيتوسين يساعد الناس على تنمية المشاعر الودية والحب والعطف على الآخرين، ونقص هرمون السعادة من ضمن المظاهر التى ترتبط بمرضى التوحد.

وأكدت الأبحاث السابقة أن فيتامين د لتحويل الحمض الأمينى التربتوفان إلى السيروتونين، وهو هرمون السعادة والناقل العصبى الذى ينظم مجموعة متنوعة من الوظائف المعرفية بما فى ذلك المزاج، وصنع القرار، والسلوك الاجتماعى، والقلق المفرط، والعديد من اضطرابات المخ كالأرق، والقلق، واضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والفصام  والاكتئاب ترتبط بانخفاض السيروتونين.

نقص فيتامين د شائع  فى الأطفال والحوامل والرضاعة من أم لديها نقص فيتامين د والذين لا يتعرضون لأشعة الشمس كالسجناء، وسكان المدن الصناعية فتلوث الهواء بالكبريت يحجب أشعة الشمس الفوق بنفسجية، والمسنين والذين يمكثون أغلب الأوقات فى المنازل بعيداً عن الشمس، وفصل الشتاء ومع سوء التغذية، وعيوب امتصاص الطعام من الأمعاء، ومدمنى الخمر ومرضى الكبد ومرضى الكلى ومرضى البنكرياس.

كما أن نصف سكان كوكب الأرض لديهم حاليا نقص فيتامين د، حيث يقل فيتامين د فى ذوى البشرة السمراء فلديهم نسب أعلى من صبغة الميلانين الملونة للجلد ما يحجب أشعة الشمس، والسمنة الزائدة فالدهون الزائدة تحتجز فيتامين د ومع بعض أدوية علاج التشنجات والصرع ومركبات الكورتيزون، وتبين حديثا وحسب دراسة منشورة فى مايو 2017 أن استخدام الكريمات الواقية من الشمس قد يكون السبب فى نقص فيتامين د.

نقص فيتامين د يسبب بطء النمو، وتأخر التسنين وضعف الأسنان والكساح فى الأطفال فتتقوس عضام الساقين والساعدين والضلوع، وتترقق العظام فى الكبار ويضاعف من احتمالات الولادة القيصرية، ويسبب آلاما مزمنة بالعضلات، وصعوبة المشى أو الوقوف أو صعود السلالم، وضعف العظام خاصة عظام الحوض والعمود الفقرى والساقين.

كما يعد نقص فيتامين د يزيد من معدلات الحساسية، ولقد لوحظ أن نقص فيتامين د يزيد من احتمالات الحساسية الجلدية الوراثية خمس مرات، والأطفال الذين يولدون لأمهات لديهن نقص فيتامين د يعانين من نسب أعلى فى الإصابة بالحساسية الجلدية الوراثية، ومواليد الخريف والشتاء أكثر عرضة للحساسية الجلدية الوراثية من مواليد الربيع والصيف، كما يتضاعف نقص فيتامين د فى الأطفال الذين يعانون من الأزيز الصدرى ومرضى حساسية الأنف ومرضى الربو.

ويزيد نقص فيتامين د من احتمالية حساسية الطعام، والرضع الذين يعانون من نقص فيتامين د أكثر عرضة بثلاثة أضعاف لحدوث حساسية الطعام، وهم أيضا أكثر عرضة لحساسية الطعام المتعددة لأكثر من نوع من الأغذية، واحتمالات نقص فيتامين د تزداد عشر مرات بين الذين لديهم حساسية طعام ضد اثنين أو أكثر من الأغذية.

مصادر فيتامين د الغذائية تشمل الأسماك وزيت كبد الحوت والسالمون الماكريل والتونة والسردين والكبدة وصفار البيض والجبن والفول السودانى، وتعد أفضل مصادر فيتامين د تعرض الجسم مباشرة للشمس 15 دقيقة يومياً خلال ساعات الصباح أو بعد العصر، ويقصد السائحون من الدول الغربية الدول المشمسة للتزود بفيتامين د، ولقد وجد أن تعرض كامل الجلد فى أصحاب البشرة البيضاء للشمس يكسب 20 ألف وحدة من فيتامين د النشط فى غضون عشرين دقيقة مع الأخذ فى الحسبان أن الاحتياج اليومى للشخص البالغ 600 وحدة.

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: