الأكاديمي المصري المتميز د. مصيلحي : عندما يكشر الكافيين عن أنيابه في وجه من أفسدوه

الأكاديمي المصري المتميز د. مصيلحي : عندما يكشر الكافيين عن أنيابه في وجه من أفسدوه

دكتور خالد مصيلحي ابراهيم – أستاذ العقاقير والنباتات الطبيه – بكلية الصيدله –  جامعة القاهره

لازالت القهوة او البن بكافة مشتقاته من اقوى المشروبات شعبيه في العالم كله ولازال العلم يكتشف كل يوم اسرارا جديده عن تأثيرات مكونات القهوة على الجسم سواء بالسلب اوبالإيجاب ولكن هناك مفاهيم خاطئة استغلها البعض للترويج عن منتجات عبارة عن مادة الكافيين الخام فقط وانتشرت في صورة بودرة او أقراص كافيين مدعين كذبا انها بها كل فوائد القهوة ولكن مركزه وانتشرت في صالات الجيم وبعض مواقع التواصل الاجتماعي وتعتبر هذه المنتجات كارثة بمعنى الكلمه استفزت الكافيين ذلك الصديق الوفي وحولته لوحش كاسربجرعاتها السامه شديدة الخطورة على شبابنا وتفتك بحياتهم فورا ولتصحيح هذه المفاهيم لابد من التركيزوفهم النقاط التاليه جيداومعرفة حجم المؤامرة التي حولت الكافيين صديقنا الوفي في القهوة والشاي الىوحش كاسر في منتجات الكافيين الخام والتي يعادل ملعقه صغيره منها الكافيين الموجود في 28 كوب من القهوة

1- اولا الكافيين وهو احد اهم المواد الفعاله في القهوة والشاي والكولا ومشروبات الطاقه وهو مسئول فقط عن كافة التأثيرات على الجهاز العصبي فهو في الجرعات المعتدله منشط عام ويرفع معدلا الأيض ومنبه للجهاز العصبي ويقي من بعض الأمراض العصبيه مثل الزهايمر والشلل االرعاش والاكتئاب

2- كل التأثيرات والفوائد الأخرى المشهوره للقهوة والشاي الأخضر والأسود كمضاد قوي للأكسده وتجديد خلايا الجسم والوقايه من الأورام السرطانيه وتنشيط الجهاز المناعي ومضاده للالتهابات والروماتيزم علاوة على قدرتها في حرق الدهونفهذا لاحتواءه على بعض الموادالفينوليه مثل مادة الكلوروجينيك وبعض الفيتامينات والفلافونيدات وليس للكافيين اي دور في هذه التأثيرات الطبيه فظهور منتجات تحتوي على الكافيين الخام والادعاء ان به كل فوائد القهوة والشاي الأخضر ماهو الا ادعاءات كاذبه وتجارة رخيصه بصحة المواطنين

3- نذهب الى الجانب الأهم والأخطر وهي أقصى الجرعات المسموحه من الكافيين التي يتحملها الأصحاء: فقد حددت منظمة الغذاء والدواء 400 ملليجرام كحد أقصى في اليوم من الكافيين  قبل الدخول في مشاكل صحيه جسيمه وهو مايعادل يوميا4 اكواب من القهوة او 6 أكواب من الشاي او وحده واحده فقط من مشروبات الطاقه ولاننسى ان هذه الكميات محدده للبالغين الأصحاء في عمر الشباب قد تتغير طبقا لتعليمات الطبيب في الحالات المرضيه او اختلاف الأعمار او وجود تاريخ مرضي في العائلة وطبعا هذه الكميات يجب ان تقل جدا في حالة الحمل والرضاعه لانها يصل منها جزء للطفل او الجنين وتسبب له العصبيه الزائده

4- ماذا يحدث لو زادت الكمية عن الحد الأقصى من الكافيين تتحول كل فوائد الكافيين الخاصة بالجهاز العصبي الى أضرار جسيمه  للجهاز العصبي فتسبب الأرق والعصبيه ورعشة اليدين والرجلين وزياة سرعة ضربات القلب والشعور بالاحباط والصداع الشديد والميل للقيء والتهابات وقرحة المعده وقد تصل لأخطر مراحلها وهي التشنجات الشديده والوفاة لو زادت الجرعه اليوميه الى حوالي الف ملليجرام من الكافيين وهو مايعادل 8 اكواب من القهوة ومشتقاتها وهي الجرعه السامه وليست الضارة فقطوتختلف درجة  وحدة هذه الأعراض من شخص الى شخص تبعا لحالته الصحيه وفئته العمريه علاوة على اختلاف التركيب الجيني لكل شخص

5- ونأتي للسؤال الأهم هل فعلا ممكن الوصول الى هذه الجرعات طبعا ممكن بدون قصد لتعدد مصادر الكافيين في مشروباتنا الأشهر فيمكن للفرد تناول القهوة والنسكافيه ومشتقاته والكولا ومشروبات الطاقه والشاي في يوم واحد كما هناك بعض المخبوزات والشيكولاته محشوة بكريمة بها قهوة مما يعرضه للوصول للجرعات الخطيرة من الكافيين فكلها تحتوي على الكافيين حتى المشروبات المنزوعة الكافيين بها حوالى من 5 الى 12 ملليجرام كافيين في الكوب الواحد

6- نأتي لموضوعنا الأساسي وهو انتشار منتجات ومكملات منشطه تحتوي على الكافيين الخام كبودرة أو أقراص وبعد فهم النقاط السابقه لك فقط ان تعرف ان ملعقه صغيرة جدا من هذه المنتجات يعادل الكافيين الموجود في ثمانية وعشرون كوب من القهوة وان الجرعه السامه التي تسبب التشنجات وقد تؤدي الى الوفاة تعادل واحد على عشرة 1/10من الملعقة الصغيرة من هذا الكافيين الخاممما يعني صعب قياسها عمليا والأخطر وأكثر فتكا للصحه هو انتشار هذه المنتجات كما هي في صورة بودرة  خام في علب كبيرة اومخلوطه بمكملات غذائيه مجهولة المصدروتروج على مواقع التواصل وصالات الجيم مدعين أنها تزيد تحمل الجهد البدني الزائد مع ان خطورتها تزداد مع التمرينات لانها قد تكون تسبب في توقف القلب تماما خاصة مع التمرينات الرياضيه والمجهود

أرجوكم سريعا امنعواشبابنا من هذه السموم القاتله التي تطل علينا يوميا من شركات مجهوله هدفها الوحيد الكسب السريع على حساب حياة وصحة شبابنا ولابد من وجود حملات توعيه ورقابه مشدده للقضاء على هذه المنتجات ولابد ان تبدأ التوعيه داخل المنازل والجامعات والنوادي خاصة ان الأجيال الصغيره تحاول ان تجرب كل ماهو جديد في ظل محاصرتها باعلانات النصب والوهم في كل مكان

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: