مرتبط
نقلا عن موقع عمون –
أشار أطباء مشاركون في فعاليات اليوم العلمي الأول للطب النفسي في جامعة البترا إلى أن واحد من كل أربعة أشخاص من سكان الأردن يعاني من اضطرابات نفسية تتمثل “بالاكتئاب والقلق النفسي والخوف”، مضيفين أن المملكة تمتلك الإمكانات البشرية والعلاجية رغم النسبة العالية، إلا أن نظرة المجتمع تمنع أغلب المرضى من تلقي العلاج النفسي.
وكان رئيس جامعة البترا الدكتور مروان المولا رعا انطلاق فعاليات اليوم العلمي الأول للصحة النفسية الذي نظمته كلية الصيدلة بالجامعة تحت عنوان “فضفض عن مشاعرك”، وشارك فيه أطباء مختصون في الطب النفسي والإدمان والعلاج النفسي السريري والعلاج الدوائي، بالإضافة إلى إدارة مكافحة المخدرات.
قال مستشار الطب النفسي والإدمان الدكتور وليد شنيقات في محاضرة بعنوان “اضطرابات المزاج” إن تقارير المركز الوطني تقدر أعداد المصابين بالاضطرابات النفسية المختلفة في الأردن بمليون و٧٥٠ ألف شخص، مضيفًا أن هذا العدد يعادل تقريباً خمسة وعشرون بالمائة من سكان الأردن، أغلبهم من فئة الشباب.
وأشار شنيقات إلى أن أكثر الأمراض النفسية انتشارًا في المجتمع الأردني محصورٌةٌ في الاضطرابات العصابية “الاكتئاب والقلق النفسي والخوف”، بينما توجد أمراض أقل انتشارًا بين الأردنيين وهي الأصعب في تجاوزها وعلاجها، منها الانفصام العقلي والأمراض الذهانية الأخرى، واضطرابات المزاج ثنائية القطب.
وقال مستشار الطب النفسي والإدمان الدكتور محمد عقيل في محاضرة بعنوان “اضطرابات القلق” إن المصابين بالاضطرابات النفسية لا يزالون بحاجة إلى تلقي علاج نفسي مناسب، نتيجة إصابتهم بأمراض نفسية مختلفة، مؤكدًا أن ذلك لا يعود لتدني قدرات المملكة في توفير العلاج أو لنقص في عدد الأطباء النفسيين القادرين على مواكبة هذه النسبة الكبيرة، بل إن “وصمة العار” التي تلاحق عائلة المصاب بمرض نفسي، في عين ومنظار المجتمع، تمنع أغلب هؤلاء من العلاج.
وتحدث أستاذ العلاج الدوائي السريري الدكتور ضرار بلعاوي عن الأخطاء الشائعة عن الأمراض النفسية وعلاجاتها منها استعمال لفظ الاضطرابات الذهنية، قائلا إن المصطلح العلمي “الاضطرابات الذهانية” “العقلية” ويقابلها في الجانب الآخر “الاضطرابات العصابية”، وليس “العصبية” كما يقول البعض.
وقال بلعاوي إن الفرق كبير وواضح بين الأمراض الذهانية والعصابية، ففي حالة الاضطرابات الذهانية يكون هنالك اضطراب في مسار التفكير وتسلسله ومحتواه، وتظهر الأوهام والتوهمات والتي هي أفكار خاطئة راسخة لا تتمشى مع الخلفية الثقافية والاجتماعية للفرد، ولا يمكن تغيرها بالأساليب المنطقية مثل أن يعتقد المريض أنه مطارد ومراقب أو أنه شخص مهم بل عظيم، وربما يدعي النبوة أو الملك.
وقال بلعاوي ربما توجد لدى الشخص هلاوس سمعية أو بصرية، ويكون الشخص فيها غير مرتبط بالواقع في كثير من الأحيان، ويكون حكمه على الأمور غير سليم، ولكن ربما يحتفظ ببًعض ملكاته العقلية. مضيفًا أما الاضطرابات العصابية فيكون الشخص مرتبطا بالواقع، وحكمه على الأمور سليم، ومن أهم أنواع العصاب القلق النفسي، والوساوس القهرية، والمخاوف النفسية، والاكتئاب التفاعلي، وعدم القدرة علىً التكيف.
وقال النقيب نبيل الرواشدة من إدارة مكافحة المخدرات في محاضرة بعنوان “الإدمان بين فئة الشباب” إن ظاهرة المخدرات تشكل أزمة إنسانية خطيرة لارتباطها بالجرائم الأخلاقية ومساهمتها في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة وفي تدمير الاقتصاد وتفكك الأسرة والدمار الاجتماعي.
وقال الرواشدة إن إحصائية مركز علاج وتوقيف المدمنين التابع لإدارة مكافحةً المخدرًات تشير إلى أن أعداد الذين تلقوا العلاج في عام ٢٠١١ وصلت إلى ٤٢١ معظمهم من الفئة العمرية ٣٠-٢٠ سنة، حيث كان يغلب عليها تعاطي الحشيش والمهدئات العقلية الأخرى بينما في عام ٢٠١٠ بلغت ٤٩٧ حالة.
وأفادت إحدى الدراسات المسحية على عينة من طلبة الجامعات والكليات المتوسطة الأردنية أجريت على خمسة آلاف فرد تتراوح أعمارهم بين ٢٥ – ١٨ سنة، بأن نسبة الذين أساءوا استخدام العقاقير والمؤثرات العًقلية على الأقل مرة واحدة في الشهر بلغت ٢٫٥٪ للحشيش، و٣٫٣٪ للمهدئات العقلية، و٢٫٦٪ للمنشطات العقلية، و٥٫٩ ٪ للأفيون، و١٢٪ للكحول، و٢٩٪ للتدخين، منبهًا أن أغلبية من أجريت الدراسة عليهم هم أفراد أساءوا استخدام العقاقير والمؤثرات العًقلية وليس بالضرورة أن يكونوا مدمنين.
وقدم مستشار العلاج النفسي السريري الدكتور عبد الله الرعود أن العنف الجامعي بعد “من أخطر أنواع المشكلات التي يواجهها الطلبة في الجامعة”، والتي يتكرّر حدوثها في الجامعة الواحدة لأكثر من مرةٍ، قائلا إن العنف الجامعيّ يعدُ من السلوكيات العدوانيّة والمتطرفة، وله آثار مختلفة وأشكاله تتمثل غالبًا بالاعتداء الجسديّ بالضرب، أو الاعتداء بالشتم والقذف، أو التعدّي على ممتلكات الجامعة وإتلافها، والسبب الرئيسيّ لحدوث هذه الأشكال من العنف هو المشاجرات والمناوشات.
One Comment
لازم يكون في ثقافة ال CBT (العلاج الفكري الإدراكي التصرفي) لمعظم الحالات الطفيفة للمتوسطة من المشاكل العقلية (مع او بدون أدوية على حسب الحالة)، انا برأيي الصيادلة وغيرهم لازم يرعى الناس بوجود هيك علاج مثبت علميا من سنين، مش كل حالة على طول مضاد اكتئاب او غيرة.
هاد العلاج بساعد الواحد انه يكون هوة طبيب نفسه وعنده قدرة بالتحكم بهاي الحلقة من الأفكار والإدراك والتصرف بشكل متوازن (لاإيجابي ولاسلبي).
Comments are closed.