مرتبط
الاستاذ المشارك في علم الإجتماع د. إسماعيل الزيود يكتب في العنف المجتمعي ضد ( الأطباء، المعلمين، الممرضين)
في قضية الإعتداء على الأطباء والتي هي حقيقة تأتي في سياق أوسع من تنامي لظاهرة العنف المجتمعي بشكل عام والعنف الموجه لفئات بعينها بحسب طبيعة عملها… وفي هذا السياق فهناك العنف ضد الممرضين والعنف ضد المعلمين إلخ آخره من أشكال العنف المختلفة التي يمكن تأطيرها في سياق واحد ألا وهو الرغبة الجامحة بالاستقواء على القوانين المرتبطة بتنامي مشاعر الحقد الطبقي الاجتماعي والذي يمكن أن يعزى إلى حس لدى البعض بعدم العدالة بتوزيع مكتسبات وعوائد التنمية وهذا كله ولد حالة من الاحتقان الدفين المتربصة لأي ظرف موات للافصاح عن جملة من السلوكيات العنيفة تجاه الآخر وتجاه المؤسسات والأفراد والجماعات .. وحقيقة الأمر لا يمكن استبعاد أي عوامل أو أسباب أخرى دفعت إلى تنامي ظاهرة العنف المجتمعي بشكل عام والعنف الموجه إلى فئات وشرائح بعينها وفي هذا السياق لا بدّ من الإشارة إلى ضعف دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالاسرة والمدرسة ودور العبادة …علاوة على تنامي الدور السلبي للإعلام الاجتماعي الذي أصبح يحرص على بث القيم والسلوكيات التي تشجع على العنف والتمرد والاستقواء الاجتماعي و الإقصاء وتفكيك بنية المجتمع.
أخيراً فإن الحديث عن تراجع منظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية مرتبطة في ذات العوامل سابقة الذكر، ولا ننسي أن لظهور بعض الأصوات التي تتحدث بالظلم والتفرقة وأن لا سبييل للحق إلا استخدام اليد وبالتالي أدى ذلك كله مجتمعا إلى تعطيل لغة العقل لصالح لغة اليد والعنف بأشكاله المختلفة… إن لتنامي شعور بشكل مباشر أو موجه لدى فئة أو مجموعة بغياب القانون او بعدم العدالة في التطبيق على الجميع أيضا يعد من الأسباب الرئيسة التي تقف وراء ظاهرة العنف المجتمعي اليوم.