د. راتب الحنيطي يكتب: الصيدلة والصيدلاني عبرالتاريخ – المقال الاول والثاني 

د. راتب الحنيطي يكتب: الصيدلة والصيدلاني عبرالتاريخ – المقال الاول والثاني

 
قصة الصيدلة والتداوي هي قصة البداية والنهاية بالنسبة للانسان ، والبحث عن الدواء هو سعي موصول بلا انقطاع الى يومنا هذا ، ويستمر ما بقي على الارض انسان حتى يرث الله الارض ومن عليها.
ذلك أن البحث عن الدواء نشأ مع أول صرخة ألم أصابت الانسان، ولذلك لا بد أن أبانا آدم هو أول من مارس البحث عن الدواء ، ويعتبر الدواء نعمة من الخالق للمخلوق ، لان الخالق اوجد الداء وألهم الانسان في ايجاد الدواء المناسب، لتبدئ رحلة البحث عن الدواء من فجر التاريخ في محاولة من الانسان لمعالجة نفسه من الامراض. ولا تزال بعض المجتمعات البدائية في أدغال افريقيا وامريكيا الجنوبية تحتقظ بأدويتها وعقاقيرها الخاصة بها ، تتوارثها جيلا بعد جيل بالخبرة والتجربة ، فلجأت الى ايجاد الدواء من الحيوان والنبات والجماد، فاستخدموا قرن الغزال، أو مخلب حيوان وأجزاء النباتات المختلفة ، حتى فضلات الانسان والحيوان تم تجربتها مثل بول الاطفال والابل،ولذلك نجد المخطوطات التي تعود الى الاف السنين متضمنة مئات الانواع التي تم استخدامها، والتي ما زالت تستخدم الى يومنا هذا ومن اهمها المكونات النباتية التي لا تخفى على أحد.
كل هذا كان بالبحث البدائي من قبل الانسان في عصوره الاولى بواسطة غريزته البسيطة وادواته المتواضعة، لكن الصورة في بدايات التداوي كانت تشوبها شيئ من المعتقدات الخاطئة المتمثلة بالاعتقاد بان الامراض سببها ارواح شريرة ، فكان ولا بد من اللجوء الى السحرة والمشعوذين في زوال الامراض ، فكان لهؤلاء الكهنة والمشعوذين نفوذ قوي وسلطة جبارة ، واستغلوا بساطة الانسان وجربوا علية مختلف الادوية والسموم فكان مصيره مجهولا بين ايديهم.حتى بلغ بهم ان يغير الناس أسمائهم لخداع الارواح الشريرة.
في المقالات القادمة نلقي الضوء على مسيرة الصيدلة والمداواة في بعض الحضارات القديمة.

الصيدلة والصيدلاني عبرالتاريخ – المقال الثاني
الصيدلة والصينيون القدماء
يعتبر ( شن تونج ) الذي عاش عام 2200 قبل الميلاد مؤسس علم الصيدلة في الصين، ألف كتابه الصيدلاني الشهير ( بن تساو ) ، وقد كان علماء الصين قد انفردوا بظاهرة تجريب الاعشاب على أنفسهم دون تجربتها على الحيوان أولا، كما ظهر هذا جليا في كتاب بن تساو ، الذي كان يتمتع بمنزلة مرموقة لدى الصينيين ، وما زال الصيادلة هناك يتخذوه رمزا لهم ، ويعزى الى هذا العالم اكتشاف نبات الافدرا الذي يحتوي افدرين المعروفة، والمستخدمة في المعالجة الحديثة.
يعتبر كتاب بن تساو أول دستور أدوية حيث يحتوي على عدد من النباتات يبلغ 365 بقدر ايام السنة، مع ذكر مفصل حول خواصها وكيفية نموها وجمعها وتحضيرها واستعمالها.
ولم يقتصر الصينيون على الاعشاب بل استخدموا الادوية ذات الاصل الحيواني والمعدني ، اضافة الى معرفتهم ببعض الادوات الجراحية البسيطة.
من أشهر المؤلفات الصيدلانية الصينية:
1 – كتاب بن تساو الشهير
2 – كتاب الخزانة الذهبية
3 – كتاب الوصفات العاجلة
4 – كتاب المائة وصفة
الجدير بالذكر أن وصقات الصينيين كانت تحتوي على خمسة أدوية وتعطى لمدة خمسة أيام ، لان العدد خمسة له قيمة عندهم وفي معتقداتهم، تتكون الارض من خمسة عناصر هي الهواء والماء والناروالحجر والتراب ، وجسم الانسان يتكون من خمسة اشياء هي: الدم والبلغموالالوانوالاحشاء والحواس، حسب معتقداتهم.
تبادل الصينيون المعلومات مع علماء العرب والمسلمين واستفادوا من علم الصيدلة العربي، في حين استفاد العرب منهم صناعة الورق.
تابع…

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: