مرتبط
” صيدلية الشمال ” في اربد..الاديب والروائي والفنان التشكيلي الصيدلاني محمود عيسى موسى… حين تكون الصيدلية علاجا للجسد والروح
نقلا عن صفحة السيدة عطاف جانم
صيدلية الشمال لصاحبها الروائي والتشكيلي محمود عيسى موسى رابطة للكتاب في إربد من قبل أن يفتتح فيها الفرع ومن بعد.
في ثمانينيات القرن الماضي تعودنا أن تكون المكتبات ودور النشر والصحف والروابط الأدبية مراكز للمعنيين بالهم الثقافي،غير أن الوضع كان مختلفا في إربد، حيث كانت صيدلية الشمال التي ساخصها بالكتابة الآن وعيادة الدكتور ابراهيم الخطيب رحمه الله ومركز هاشم غرايبة للأسنان، روابط للكتاب قبل افتتاح فرع للرابطة هنا في عروس الشمال. وبعد ذلك أيضا .
كانت أبواب الصيدلية كما هي أبواب قلب صاحبها الأديب والفنان التشكيلي والصيدلي محمود عيسى موسى مشرعة على مدار الأسبوع ،على محدودية المساحة المخصصة لمكتبه وضيوفه. فلا تكاد (غلاية) قهوته بحجمها الكبير تبرد على الطاولة كما لا تغيب صورة الشاعر خالد ابو خالد عن حيّزها على الجدار منذ عقود! ملتقى للجميع أدباء وفنانين وأكاديميين ومبدعين على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم الفكرية أو السياسية، ملاذا للقلوب، وأريكة للمتعبين، وصندوق بريد لكثير منا قبل كل هذه التقنيات ،نتداول للشعر والنثر والكتب والهم القومي والثقافي،مناقشات ومثاقفات قراءات لما يستجد ،اطلاع على المخطوطات قبل النشر.و..كثير كثير..
حين عرفته كان محمود خلية نحل مجتمعة، ومن أنشط المبدعين، وأكثرهم فاعلية، منشغلا بالفن التشكيلي والكتابة؛ لوحاته وعشرات المعارض التي شارك فيها تشهد على تميزه في هذا الفن ،كما كانت أولى إصداراته كتيب يتعلق بالمسرح، ليقلنا بعد ذلك بقاطرة الدهشة لسلسلة من الروايات بعوالمها الحميمية المذهلة ،
ابتداء من (حنتش بنتش) عام 1995ولن تكون انتهاء ب (حبيبتي السلحفاة) 2020
لا زلت أذكر كيف هاتفني الأستاذ والأديب نمر حجاب طيب الله ثراه يومها وخبرني أنهم بانتظاري في الصيدلية مع قصاصات الصحف التي نُشِرت عليها قصائدي..خبروني أن الرابطة في عمان بصدد نشر كتب لأعضائها ، وكان في انتظاري هناك الأديب المرحوم نمر حجاب والناقد القاص سليمان الأزرعي والشاعر إدوارد حداد وبالطبع محمود عيسى موسى بدأوا بقص القصائد وإلصاقها على أوراق بيضاء A4 ثم ترتيبها على شكل كتاب حملوه للرابطة وصارت القصاصات ديواني البكر (لزمان سيجيء) في 1983.
. كانت اللقاءات هذه ثرية. وعلاقتنا بالحرف جدية والحس الوطني القومي في أعلى تجلياته رغم النازلات، غير أن المحبة هفهافة، واحترام الآخر والمختلف عنك سجية، والعطاء بلا مقابل
في هذا الملتقى –صيدلية الشمال- تعرفت في بداية البدايات على رموز الحركة الأدبية والثقافية في إربد يومها.
(ومع حفظ الألقاب ،والرحمة على روح من غاب ولم يغب):نايف ابو عبيد ، خالد أبو خالد ،سليمان الأزرعي.. نمر حجاب ،إدوارد حداد ،براهيم الخطيب، ناجح الخطيب،هاشم غرايبة حسن ناجي، محمود الشلبي ،محمد مقدادي ناريمان الروسان، وسواهم كثير. وليعذرني من لم أذكر اسمه.
ولا أكاد اجد وصفا أدق لمحمود عيسى المبدع والإنسان مما وصفه به صديقه الأديب محمد رفيع مؤخرا (الجبل )كيف لا ومثله من كتب (بيضة العقرب “السيرة السرطانية”)مفوتا على المرض اللعين فرصة نهشه ،فما كان من مبدعنا إلا أن (كتّفه) ليفاجئنا بعد غياب برائعته الجديدة (حبيبتي السلحفاة) 2020.