الأكايمي المصري د. خالد مصيلحي: التعليم المدمج والتعليم الصيدلي

الأكايمي المصري د. خالد مصيلحي: التعليم المدمج والتعليم الصيدلي

خالد مصيلحي إبراهيم – قسم العقاقير والنباتات الطبيه – كلية الصيدله – جامعة القاهره

منذ أمس وظهر على جميع المواقع الإعلاميه عربيا ان التعليم في الفترة القادمه سيتجه الى مصطلح جديد يطلق عليه التعليم المدمج blended learningحتى بعد انتهاء جائحة كورونا وصاحب ذلك القرار قرارا بتواجد الطلاب فقط يومين أو ثلاثه فقط في الجامعات ويستكمل تعليمه اليكترونيا في المنزل عن طريق منصات ومقررات اليكترونيه فماهو التعليم المدمج وهل فعلا سيحقق أهداف مناهج التعليم الصيدلي

التعليم المدمج يقصد به دمج التعليم التقليدي بشكله المعروف داخل قاعات المحاضرات وتواجد الطلاب داخل الحرم الجامعي مع التعليم الاليكتروني والدروس الاليكترونيه المصممه بطرق تفاعليه على برامج ومنصات تتيح للطالب استكمال الأسبوع من المنزل او أي مكان

وقد ظهر التعليم المدمج كحل وسط بعد ظهور هوس التعليم الاليكتروني وبعد ارتفاع بعض الأصوات بضرورة تحويل كل مقرراتنا الى مقررات الاليكترونيه من المنزل وبعد دراسات مستفيضه اتضح ان التعليم الاليكتروني وحده وانعزال الطالب بالمنزل قد يؤثر على بناء شخصيته ويفقده شغف العمل الجماعي وبناء مهارات المناقشه الحيه داخل قاعات المحاضرات كما انها تؤثر على مهاراته العمليه والمهنية خاصة في كلية مثل كلية الصيدله فظهرت أراء أكثر اتزانا تعالج هوس المقررات الاليكترونيه بعمل توازن بين المحاضرات والتعليم التقليدي والتعليم الاليكتروني فيستفيد الطالب من التقدم التكنولوجي والميديا التفاعليه في التعليم الالكتروني وتنمية مهارة التعليم الذاتي بدون أن نهمل أهمية الجانب التقليدي وضرورة تواجد الطالب بالجامعه لتنمية مهارات تتطلب مناقشات حية مع زملاءه والتواصل مع المحاضر وتنمية مهاراته المعمليه والمهنيه

ويعتبر التعليم المدمج خطوة هامة لتيسير عملية التحول الرقمي بالجامعات والدخول الى جامعات الجيل الثالث التي تزيل كل الحدود بين الجامعات ويتحول التعليم كله الى مقررات لاتنتمي لكلية معينه ولكن تنتمي لمجال معين يلتحق بها من يرى ان هذا المجال مناسب لرغبته ومجال عمله أشبه بالمقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر المعروفه باسم

(MOOC) Massive Online Open Courses

وهي مقررات إلكترونية مكثفه تغطي كل المجالات تستهدف عددا ضخما من الطلاب والأعمار كبار وصغار تمشيا مع نظرية ان التعليم لاينتهي وليس له فئة عمريه ويشجع تطوير التعليم الذاتي ليتماشى مع المستجدات الحديثه في أي مجال  وتتوافر في أي وقت في العام،فلو أراد أي صيدلي قديم التخرج دراسه مثلا مقرر حديث مثل pharmacogenomicيستطيع الالتحاق بالمقرر في أي وقت وتتكون هه المقررات من فيديوهات تفاعليه لعرض المقرر  ومواد للقراءة وتقييمات واختبارات في وجود منصات للتواصل بين الطلبة والأساتذة وبين الطلبة وبعضهم البعض والدراسة فيها غير تزامنية  أي تعتمد على الرغبة الذاتيه للطلابفي التعلم في أي وقت وأي زمان من أي مكان وفي أي مجال

ونرجع لموضوعنا الأصلي وهو التعليم المدمج فبعد ان عرفنا انه مزيج بين التعليم التقليدي الذي يعتمد على المواجهه بين الطالب والمحاضر داخل أروقة الجامعه والتعليم الذاتي الاليكتروني الذي يستغل كل وسائط ووسائل الكنولوجيا لعرضأجزاء من المقرر يستطيع الطالب الوصول اليه من أي مكان اسواء بالمنزل اوحتى النادي عن طريق منصات اليكترونيه بمساعدة شبكات قوية من الانترنت وكما ذكرنا يجمع هذا النوع من التعليم بين أصول التعليم التقليدي التي تبني شخصية الطالب مع تعليمه وبين احترافية التعامل مع الوسائل التكنولوجيه وتشجيع التعليم الذاتي من أي مكان ولكن لكي نستفيد من كل هذه المزايا للتعليم المدمج لابد من تذليل كل الصعوبات والتحديات التي قد توقف مسيرته وهي:

1-توافر البنية التحتية القوية وتقوية شبكات الانترنت لاستيعاب أعدادكبيرة من الطلاب على المنصات الاليكترونيه بعد ان أصبح وجود منصات اليكترونيه كبيره تستوعب أعداد كبيرة ضرورة وليست رفاهيه

2-توفير فصول افتراضيه اليكترونيه متنوعه تناسب كل المجالات هندسه وصيدله وتجارة وحقوق وغيرها حيث ان كل مجال يحتاج مواصفات معينه لفصوله الافتراضيه الاليكترونيه على منصات التعليم فمثلا برامج الجرافيك لابد ان تكون أساس منصات كليات الهندسة والفنون وهكذا

3-عمل قاعدة بيانات قويه اليكترونيه للطلاب تسهل من الحاقهم لأي منصة اليكترونيه وتسهل عمليات تقييمهم ومتابعتهم اليكترونيا والتواصل معهم بسهوله في أي وقت

4-تدريب أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونه على تصميم المقررات فالمقررات الاليكترونيه ليست عرضا تقديميا بور بوينت مسجل عليه صوت المحاضر وفقط ولكنها ميديا مختلفه تماما تفاعليه مرفق معها أفلام تفاعليه وتكليفات للطلاب (assignment)واسئلة بدون درجات  مع كل جزئيه ليختبر الطالب قدرة استيعابه لكل جزء وتحديد طرق للتواصل والنقاش مع الطلاب ووجود الية للتغذيه الراجعه وتصحيح مفاهيم الطلاب وكله اليكترونيا ومن على بعد ولابد ان تعرض كل شريحه بطرق تفاعليه لاتعتمد فقط على القراءة فلابد ان تصل المعلومه واضحه وصريحه للطالب وبطرق نشطه وتفاعليه ويستطيع الطلاب والمحاضرين قياس مدى تقدم الطالب في فهم الدروس الاليكترونيه كما يستطيع المحاضر متابعه عدد زيارات الطالب للمقرر وتقييم انشطته ويمكن حتى أخذ الغياب اليكترونيا

5-أخطر التحديات خاصة في كلية مثل كلية الصيدله هو عمل جلسات عصف ذهني من خبراءنا واساتذتنا كلا في مجاله لتحديد الأجزاء التي تصلح للتعليم الاليكتروني والأجزاء التي تصلح للتعليم التقليدي في الكليه وهذه الخطوة لابد ان تكون مسبوقه بالتدريب في الخطوه السابقه ويعتبر حرفية اختيار الأجزاء التي تدرس اليكترونيا هي حجر الزاويه في نجاح التعليم المدمج فالاختيار الخاطيء قد يهدم كل ماتم بناءه فلابد من وضع الدروس التي تستدعي وجود مهارات لابد من صقلها ومتابعتها بطريقه حية في الكلية مثل مثلا مهارة قياس ضغط الدم والدروس الاليكترونيه التي تعتمد على عدة مصادر وتحقق أهداف المنهج بالتفاعل الاليكتروني وأفلام الفيديو والميديا

6-لابد من تدريب كل الجهاز الإداري ومهندسي الكمبيوتر على انشاء قواعد بيانات الكترونيه وميكنة كل المصادر وصيانة البرامج الاليكترونيه وتجهيز بيئة تكنولوجيه اليكترونيه مختلفه تماما عن الموجوده حاليا تتسم بالمرونه للتواصل مع الطلاب اليكترونيا وتسهل للطالب التواصل مع الكلية في أي وقت ومن أي مكان مع وضع كل عوامل الأمان من متخصصين البرامج لضمان حقوق الملكيه الفكريه للمقررات الاليكترونيه وحماية سرية الامتحانات وتقييمات الطلاب

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: