مرتبط
د. روان عبد السلام تكتب: التسمم الغذائي…أعراضه وعلاجه
من منا لا تجذبه رائحة الطعام الشهي و منظر المائدة و الأطباق المتنوعة و خاصة في فصل الصيف حيث تكثر المشاوي و السفر و الذهاب للمطاعم.
ولكن حتى تكتمل متعتنا بهذه الأطعمة علينا أن نعرف ما هي الطريقة الصحيحة لحفظ و تخزين الأغذية و طهي الطعام و تحضيرها؛ حتى نقي أنفسنا من مشكلة التسمم الغذائي.
فما هو التسمم الغذائي؟ و ما هي أعراضه؟ و كيف يتم علاجه؟
يعرف التسمم الغذائي أيضا بالمرض المنقول بالغذاء، ويسببه تناول طعام ملوث بالجراثيم المعدية؛ مثل البكتيريا و الفيروسات و الطفيليات أو السموم التي تنتجها هذه المايكروبات أو من شخص مصاب بها، أو عن طريق تناول الخضراوات والفواكه وعدم غسلها جيداً قبل ذلك.
عادة تكون أعراض التسمم الغذائي بسيطة وتتعالج من تلقاء نفسها من غير علاجات، وتظهر الأعراض بعد بضع ساعات أو أحيانا عدة أيام من تناول الطعام الملوث.
وتتراوح هذه الأعراض البسيطة من قي وغثيان وإسهال مائي وآلام وتقلصات في البطن والمعدة وحمى.
تزول هذه الأعراض في غضون أيام، ولكن عندما تستمر الأعراض ويحصل لدى المريض الأعراض التالية حيث يتوجب عليه المسارعة للذهاب للطوارىء وهي:
– قيء مصحوب بدم لأكثر من يومين أو إسهال دموي لأكثر من يومين.
– حصول جفاف لدى المريض، فيحصل عنده جفاف بالفم وندرة بالتبول أو انعدامه.
– كذلك اذا حصل لديه اختلاجات عصبية، فأصبح عنده تلعثم في الكلام و دوخة ودوار ، هذه أعراض خطيرة تستوجب الذهاب للطوارىء على الفور.
ويجدر الإشارة هنا إلى أن هناك فئة أشد خطراً من التسمم الغذائي، مثل النساء الحوامل والأطفال أقل من ٥ سنوات لعدم اكتمال جهازهم المناعي، والكبار في العمر ومرضى الأمراض المزمنة كمرضى السكري والكلى، لذلك يجب مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض لديهم على الفور ؛حتى نتفادى خطورة مشكلة الجفاف و مضاعفات أخرى قد تحصل و تؤدي للوفاة لاسمح الله؛ و منها فشل الكلى. كما ذكرنا عادة تكون حالات التسمم الغذائي بسيطة و لا تحتاج إلى علاج، كل ما على المريض هو أخذ قسط من الراحة وتناول العديد من الماء والسوائل لتعويض ما تم خسارته من السوائل والأملاح والمعادن.
وممكن إعطاؤه محاليل الإماهة الفموية (ORS) التي تباع بالصيدليات، و اتباع حمية غذائية، فيحرص المريض على أخذ عدة وجبات خفيفة ويبتعد عن الدهنيات والزيوت والتوابل التي قد تسبب تهيج للمعدة، فممكن أن يتناول الحساء الذي لا يحتوي على أجسام صلبة و الخبز المحمص والتفاح والموز، ثم تدريجياً يعود للأكل الطبيعي عند توقف الإسهال.
وفي الحالات الشديدة من التسمم الغذائي يتم إدخال المريض المستشفى، و يتم عمل فحوصات له للتأكد من المسبب للتسمم، و إذا كان المسبب بكتيري يعطى المضاد الحيوي، ومن الممكن إعطاؤه محاليل وريدية تعويضية.
كنصيحة أخيرة يجب علينا أن نبتعد عن تناول الطعام في المطاعم في هذه الدرجات المرتفعة من الحرارة، وأن نحرص على أسس النظافة الشخصية من غسل اليدين قبل إعداد الطعام وتناوله و بعد ذلك أن نحرص على طهو اللحوم والدواجن بشكل جيد، وأن لا نترك اللحوم والدواجن لساعات طويلة في درجات الحرارة العالية، فلا نتركها لأكثر من ساعتين، و يجب فصل اللحوم و الدواجن النيئة عن الطعام الصالح للأكل حتى لا تنتقل المايكروبات للطعام الصالح للأكل، وهو ما يعرف بالتسمم الخلطي.
كما يجب أن نتأكد من تاريخ صلاحية المعلبات قبل استخدامها ومن تخزين الطعام بدرجات الحرارة المناسبة مع تمنياتي للجميع بالصحة والعافية.