أ.د  فراس علعالي يكتب: كورونا والتعايش المطلوب !

أ.د  فراس علعالي يكتب: كورونا والتعايش المطلوب !

التعايش لا يعني مناعة القطيع، فتلك خارج القاموس وليست استراتيجية حياة بل استراتيجة موت انما يبدو جلياً ان السلطات في الأردن تتجه لنموذج أفضل من التعايش، وبدأت تدرك صعوبة العودة للاجراءات المشددة كتلك التي اتخذت بداية الأزمة، والتي تسببت بحالة تعرف “باجهاد الحجر” لطول وقسوة التدابير التي فرضت إضافة إلى الضرر الاقتصادي والاجتماعي والصحي والحياتي البالغ.

وقد اتضحت الصورة الان جلياً اذ اننا كنا بغنى عن التوسع في الحجر الشامل وأيام الجمع واوقات الحظر الطويلة، في اوقات كانت البؤر فيها محدودة وقابلة للسيطرة ومصدرها معروف، وكنا نغلق العقبة ومعان والطفيلة بينما العرس في أربد.

الأسلوب المتبع الان أفضل دون شك من حيث التركيز على البؤر، وان كنا لا نزل نرى عزل مدن مثل ما حدث في الرمثا والان في سحاب بدل من مناطق محدودة او أحياء.

من الظواهر السلبية الان وما يزيد الامر سوءً هو تضارب التصريحات وتقلبها وتعدد المرجعيات وتداخل الصلاحيات وغياب التخطيط متوسط وطويل المدى.

ان رفع الاستعدادت والتجهيزات لمعركة طويلة الامد وخاصة بناء المستشفيات الميدانية اولوية قصوى، لان الوباء يبدو سيطول أمده ولن نستطيع ابقاء حدودنا ومطارنا مغلق، ولا نستطيع عطل جيل بالتعليم عن بعد ولا بد لعجلة الحياة ان تدور رغم كافة المخاطر والتحديات، ولا بد من تقبل وجود إصابات وان كان معظمها سيتعافى بإذن الله بناءً على احصائياتنا الحالية، ولكن من الأهمية بمكان على المواطنين ان يدركوا الحاجة للالتزام بالتباعد ولبس الكمامات وتجنب المصافحة وغسل اليدين والابتعاد عن التجمعات كاسلوب حياة جديد إلى ان يقضي الله أمراً مفعولاً ويريحنا من شر الوباء.

أعلم ان غالبية الشعب فقدت الثقة بإجراءات الحكومة ولا الومه فقد رأى تخبط وارتجال قرارات غير مدروسة في السابق، وسمع ان الفيروس قضى نحبه ونشف ومات ثم الان يبعث من مرقده من جديد، لكن هذا لا يقلل من خطورة المرض وسرعة انتشاره وخاصة على الفئات الاكثر عرضة من كبار السن والمرضى.

الآن اكثر من اي وقت مضى بحاجة لتعاون المواطنين لضمان سلامتهم والحكومة بالالتزام بتطبيق البروتوكلات بحرفية ودون تميز في المعابر البرية والجوية.

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: