مرتبط
د. خالد مصيلحي يكتب : في زمن ” الكركموضة”…لو فعلا كل هذه الفوائد في الكركومين فمن أين أتى هؤلاء المرضى ؟
د. خالد مصيلحي إبراهيم – أستاذ م العقاقير والنباتات الطبية– كلية الصيدلة – جامعة القاهرة
في الأونة الأخيرة انتشر صيت الكركومين وهي المادة الفعالة الرئيسية في جذور نبات الكركم المشهور في مأكولاتنا بإعطاء نكهة ولون أصفر مميز وأخذ الكركومين دوره وأصبح موضة العصر وأطلقت عليه انا عصر الكركموضة لأنه فعلا أصبح موضة وانتشرت منتجات الكركومين على مواقع التواصل الاجتماعي وبأسعار خرافية.
والمشكلة ليست في الأسعار لكن في المبالغة في استخداماته وفوائده، حتى هناك بعض الإعلانات ادعت انه يعالج ما يقرب من الخمسة وعشرون مرضا، والسؤال الذي يطرح نفسه لو فعلا الكركومين يعالج كل هذه الأمراض، فلماذا لازال هناك مرضى يعانون وعيادات ممتلئة ومستشفيات مكتظة ؟ ، فظهرت إعلانات تدعي انه يعالج السمنة والسكر والصداع والسرطان والأمراض العصبية والنفسية والشلل الرعاش والقلب والكوروناووووو.
لا يبقى الا ان يدعوا انه يجلب الحظ والحبيب، وكل هذه الادعاءات لا تستند للدلائل والبراهين العلمية ولا لأي دراسات اكلينيكيه، بل نوع من أنواع الدعاية الرخيصة والمتاجرة بألام المرضى.
وهناك حقائق ثابته لابد ان نعيها جيدا عن الكركم والكركومين، نلخصها في النقاط التالية:
- الكركم والكركومين اثبتت الأبحاث فقط انه مضاد للأكسدة فيصلح في إزالة السموم ومضاد للالتهابات فيصلح في علاج الالتهابات الروماتيزمية وينشط خلايا الكبد فيصلح في بعض حالات الاستشفاء كعلاج تكميلي لتنشيط الكبد
- رغم كل ما تم ذكره في النقطة السابقة عن الفوائد الحقيقية للكركم ولكن في حقيقة الأمر كل هذه التأثيرات على مستوى الأبحاث ولكن لا يشعر بها المريض حتى لو تناول كميات كبيرة من الكركم لأن ثبات مادة الكركومين ضعيف جدا ويتكسر ويتحلل بمجرد دخوله للدم قبل ان يستفيد منه الجسم وهناك محاولات كثيره لزيادة ثباته فهناك أبحاث اثبتت ان مادة الببرين الموجودة في الفلفل الأسود تزيد ثباته وتؤخر محاولات تكسيره في الدم ولذلك ننصح عند إضافة الكركم للسلطة او الأكل نخلطه مع القليل من الفلفل الأسود وهناك محاولات لزيادة اتاحته الحيوية عن طريق تقنية النانو تكنولوجي
- وكل هذا يؤكد ان كل ما يتداول من منتجات للكركومين من مصادر مجهولة وغير مرخصه وغير علمية ستقع في فخ منتج عديم الفوائد بسبب عدم ثباته وضعف اتاحته الحيوية اما الشركات المحترمة المعروفة اكيد تدرك هذا وتحاول تحسين اتاحته الحيوية وثباته بطرق علميه قبل صرحه في الأسواق
- كما ان الكركومين بهذه الطرق من الدعاية الرخيصة وايهام المرضى ان به كل هذه الفوائد وأقنعوا المرضى انه ليس له أثار جانبية وهذه جريمة أخرى حيث ان الكركم ومادته الفعالةالكركومين ممنوعه تماما لكل مرضى الالتهاب والحصوة المرارية حيث ان الكركومين يزيد ضخ العصارة الصفراوية مما قد يسبب في سد القناة المرارية تماما ويتبعها تلف للكبد وقد تقضي على حياة مرضى الحصوة المرارية بسبب انسداد القناة المراية وقد تحتاج جراحه عاجلة
- كما ان الكركومين له جرعه علاجيه لو تم الزيادة عنها ندخل في جرعات سامه وتشكل تهديدا حتى للأصحاء لذلك لابد من توخي الحذر خاصة في بعض المكملات المجهولة المصدر التي تضع خلاصات مركزة متجاهلة سمية الجرعات الكبيرة
- كما ان الأبحاث حتى الأن لم تثبت أمان الكركومين على الحوامل والمرضعات وحسب بعض المراجع التابعة لمنظمة الصحة العالمية فهو ممنوع على الحوامل والمرضعات خاصة ان نسبه منه تفرز في اللبن وقد تضر الرضيع طالما لا يوجد أي دراسات لاختبار امانه على المرضعات والحوامل
أخيرا وليس اخرا، احترسوا من سبوبة المكملات وموضة الكركومين على المواقع والمصادر المجهولة، فالدواء المرخص مكانه فقط الصيدلية، ولابد ان يكون وصفه تحت اشراف طبي بعيدا عن المشعوذين والدجالين والمتاجرين بصحة المرضى، مع الأخذ في الاعتبار الستة نقاط السابق ذكرهم.
وقانا الله ووقاكم شر كل الأمراض وشر المتاجرين بها.