د. ضرار بلعاوي يكتب: كلمة ورد غطاها .. تعايش واقعي

د. ضرار بلعاوي يكتب: كلمة ورد غطاها .. تعايش واقعي

 

#كلمة_ورد_غطاها⛔️
#تعايش_واقعي⛔️

بسم الله الرحمن الرحيم
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28))
صدق الله العظيم

1. في بداية الجائحة، البروفيسور “نيل فيرغسون “من جامعة إمبريال كوليدج قدم نموذجاً حاسوبياً متطوراً mathematical modelling، وقد كان “الأساس المنطقي” للحكومات للبدء باستراتيجية الحظر الشامل.
2. الدكتور “يوهان جيسيك” كبير العلماء السابق للمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض، والذي وصف نموذج فيرغسون بأنه “الورقة العلمية الأكثر تأثيراً” في الذاكرة، وأيضاً “أحد أكثر الأبحاث خطأً….!!!!!”
3. نموذج فيرغسون توقع وفاة أكثر من 2.2 مليون شخص في الولايات المتحدة بسبب فايروس كورونا الجديد. هل تعلمون أن الوفايات هناك لغاية هذه اللحظة حوالي 200 ألف..؟؟!!
4. توقع فيرغسون أن السويد ستدفع ثمناً باهظاً لعدم الإغلاق الشامل، مع 40 ألف حالة وفاة بحلول 1 مايو، و 100 ألف وفاة بحلول يونيو. هل تعلمون أن الوفايات لغاية هذه اللحظة في السويد حوالي 5800…!!! وعلى الرغم من ارتفاع معدل الوفايات في السويد في البداية، إلا أن معدل الوفايات بالنسبة للفرد في السويد الآن أقل من معدل الوفايات في الولايات المتحدة، بالاضافة إلى ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي الذي حققته السويد بعكس الأضرار الاقتصادية الهائلة التي لا تزال مستمرة في الولايات المتحدة.
5. لم تغلق السويد المطاعم أو الحانات أو الرياضة أو دور السينما وبعض المدارس.
6. دراسات كثيرة والمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض CDC يقدرون بأن نسبة الوفاة بالفايروس هي 0.2%.
7. رسالتي الأولى: أبوووس رااااااسكم يا وسائل الإعلام أشخاصاً ومؤسسات…..الأرقام والنماذج لا تفيد الشخص غير المتخصص؛ بل بالعكس؛ فإنها تزيد من حالة الهلع والتصرفات غير المنضبطة لدى الأشخاص، خصوصاً أن كلها “طلعت فشوش”! إيش يعني ٢٠٠ أو ٥٦٤ أو ٦٧٩ أو ٢٤٥٦ إصابة بالنسبة لشخص بسيط مثلي؟!!! هذه الأرقام والتوقعات يجب أن تفيد أصحاب القرار والسياسات لترجمتها لرسائل وآليات “مفهومة وبسيطة” لمجتمعنا الكريم. لا بأس بتلخيص هذه الأرقام كل أسبوع وإعلانها للجمهور وكفى!
8. رسالتي الثانية: وطني الأردن ليس السويد أو فرنسا، ولا الصين ولا استراليا..! إنّ “سلوك” “وأعمار” “وطرق معيشة” “وحميميّة” طلابنا ومستهلكينا وعمّالنا وأطبائنا وصيادلتنا وممرضينا وموظفينا وسائقينا ومدرائنا وعائلاتنا مختلف؛ والله العظيم مختلف (والتاريخ الوبائي لكورونا عندنا مختلف)!! وبالتالي فالمؤشرات والتوقعات العلمية لقياس مدى وكمية انتشار العدوى ستختلف! لا يمكن علمياً اسقاط “كل” نتائج الدراسات العالمية على متغيراتنا في بلدنا لإصدار توصيات أو قرارات. ولهذا قد تقرر دولة فتح المدارس والجامعات أو المطاعم والسينمات، بينما يمكن أن يكون قرارنا إغلاقها…!!
9. رسالتي الثالثة: بظني أن مجتمعنا قد مرَّ بالمراحل الثلاث الأولى من نموذج “حُزن الجائحة”، وهي: “الإنكار والغضب والمساومة”. أما الآن فأغلبنا يمر بالمرحلة الرابعة: “الاكتئاب”. أنصح حكومتنا الرشيدة أن تُركّز استراتيجياتها القادمة على دعم المواطن ماديّاً ومعنويّا (ولهذه تفاصيل يجب أن تحددها أفرقة متخصصة)، وأن تكون رسائلها واضحة متوازنة “تشارك فيها رأي الجمهور” قبل أن تصدرها.
10. رسالتي الرابعة: بإذن الله، لا يخيفنا فايروس كورونا. لكننا يجب أن نطبّق الآليات الواقعية “للتعايش مع كورونا”. برأيي، بعضها يجب أن يكون: زيادة التوعية المجتمعية عن اجراءات الوقاية ضد كورونا في كل المحافظات مع تشديد المخالفات، الحَجر المنزلي للمصاب أو المشتبه به (حسب حالة البيت)، إنشاء مستشفيات ميدانية مجهزة بالكامل، افراغ مستشفيات محددة لعلاج المرضى غير المتعلقين بكورونا، ثقافة العلاج المنزلي للحالات البسيطة والمتوسطة لكوڤيد-١٩، توفير بعض الأدوية المهمة مثل: Favipiravir, Tocilizumab, Dexa، اغلاق القطاعات ذات الاختطار العالي خصوصاً في فصل الخريف والشتاء القادمين، فتح القطاعات ذات الاختطار العادي لعودة عجلة الاقتصاد، زيادة فرق تقصي الوباء وتدريبهم مهنياً، زيادة “الفحوصات المخبرية العشوائية” عن طريق إنشاء محطات فحص RT-PCR مجانية في المناطق الرئيسة والمولات والشوارع الرئيسة، زيادة “الفحوصات المخبرية الموجَّهة” للمناطق السكنية ذات الاختطار العالي كالمجاورة للمنافذ الحدودية ومناطق الكثافة السكانية العالية والحافلات والتكسيات وزوار المستشفيات والطوارئ، والتأكد من أن الفحوصات المخبرية المستوردة دقيقةٌ (هناك حالات عديدة كانت نتائجها من المختبر المركزي مختلفة عن المختبر الخاص!)، الاعتماد في التقصي على التكنولوجيا (مثل تطبيق أمان)، بدء عمل صفقات لشراء “محفظة” من اللقاحات (وليس لقاح واحد)، وأنْ تدعم الحكومة مادياً القطاعات التي أُغلقت وتأثرت (وحتى للأمهات العاملات في حال أُغلقت المدارس).

د.ضرار حسن بلعاوي
استاذ العلاج الدوائي السريري
مستشار علاج الأمراض المُعدية

#حماكم_الله??
#تعايش_واقعي??

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: