مرتبط
في الاحتفال بيوم الصيدلي: لا تنظر للنصف الممتلئ من الكوب ولكن املأ النصف الفارغ فمهنة الصيدلة لا تقبل أي فراغ
د. خالد مصيلحي إبراهيم – أستاذ م العقاقير والنباتات الطبية– كلية الصيدلة – جامعة القاهرة
في ذكرى يوم الصيدلي وتزامنها مع ظهور وابراز دور مهنة الصيدلة المهم خاصة مع جائحة الكورونا فكل العالم ينتظر اكتشاف دواء فعال لهذا الوباء او لقاح ينقذ العالم من موجات جديدة والكل يبحث عن مشاركة الصيدلي في الرعاية الصحية داخل المستشفيات جنبا لجنب مع بقية الفريق الطبي خاصة في ظل ظهور نقص حاد في الأطقم الطبية وفي ظل الضغط على المستشفيات ظهر دور الصيدلي المجتمعي في توحيه وارشاد المصابين والمخالطين لهم وعالميا تدخل الصيادلة لتعديل بعض البروتوكولات العلاجية وجرعاتها في ظل ظهور تفاعلات ادوية خطيرة في هذه البرتوكولات مثل ما حدث في الكلوروكين مع الازيثرومايسين كل المحاور السابقة لخصت دور مهنة الصيدلة الفعال في فترة صغيرة والعالم كله شعر بأهمية هذه المهنة ورغم اننا نعي هذا جيدا لكن هذه المهنة لما تأخذ حقها لإظهار أهميتها وحساسية اداور مهنة الصيدلة في مجالي الرعاية الصحية والصناعات الدوائية
ولكن في بلادنا العربية لازالت هذه المهنة تحتاج المزيد والمزيد من التطوير لملاحقة الركب العالمي في التطورات السريعة فيها فبالرغم من نصف الكوب الممتلئ واهميه هذه المهنة الراقية السابق ذكره لكن لازال هناك نصف فارغ ومهنة الصيدلة لا تقبل بنصف فارغ ونصف ممتلئ لأنها مهنة حرجة وحساسة ولابد ان تكون متكاملة واي فراغ في عناصرها خطر على صحة مجتمعنا العربي فبالرغم ان في مجتمعاتنا العربية نمتلك عقول وشخصيات متميزة ومؤثرة في مهنة الصيدلة لكن لازال ينقصنا ما يليوحتى نملأ النصف الفارغ في عشرة نقاط:
- تطهير سوق العمل الصيدلي من كل الدخلاء فما يتم تدريسه بكليات الصيدلة لا يدرس في أي كلية أخرى حتى لو كانت في المجال الطبي ونظرا لحساسية هذه المهنة لا يصلح ان يعمل بكل مجالاتها سوى صيادلة فقط للنهوض بالمهنة والحفاظ على سلامة المرضى
- تطوير مناهج وبرامج كليات الصيدلة في بلادنا العربية لتواكب المعايير العالمية وفي نفس الوقت تخدم اسواقنا العربية وتحل مشاكلها اما نقل او تقليد البرامج العالمية تقليدا أعمى دون الأخذ في الحسبان طبيعة اسواقنا العربية في الدواء والرعاية الصحية قد يزيد مشاكلنا ولا يحلها فالبرامج الأوربية مختلفة عن الأمريكية حتى داخل أوروبا المناهج تواكب طبيعة أسواق كل منطقة فمثلا فرنسا تهتم بمناهج ال cosmeceuticals بسبب شهرتها بمستحضرات التجميل فعلينا دراسة طبيعة اسواقنا العربية ومشاكلها ووضع برامج بمعايير عالمية ومتوافقة مع طبيعة اسواقنا
- الاهتمام بالتدريب ثم التدريب ثم التدريب على مهارات الصيدلي قي كلياتنا فنحن نهتم بالجانب المعرفي على حساب التدريب ويصبح الخريج اشبه بقاعدة بيانات ومعلومات وبدون مهارات ولا يعرف كيف يديرها او يستفيد منها فلابد من تدريب الطالب بالصيدليات والشركات والمستشفيات قبل التخرج حتى لا يتوه في سوق العمل او يبحث عن مواقع للتدريب تستهدف للربح وتستغل حاجته بعد التخرج فصيدلي بدون مهارات لا يصلح لهذه المهنة وبالإضافة للمهارات المهنية لابد ان يتسلح خريج الصيدلة بالمهارات الناعمة مثل التواصل والتعامل مع الأخرين حل المشاكل والتفكير الناقد وتحليل الشخصيات وغيرها كلها مسئولية كلياتنا وجامعاتنا لابد ان يتسلح بها الخريج قبل التخرج
- لابد ان نبحث عن هوية عربية بتوحيد صفوفنا في مناهج موحده بمعايير عالميه على غرار الجهود المحمودة والمبذولة لتأسيس بورد صيدلي عربي بقيادة اتحاد الصيادلة العرب فلنتوسع أكثر ونبحث عن برامج متخصصة في العلوم الصيدلية موحده مثل دكتور الصيدلة وبرامج متخصصة لصيدلي التغذية العلاجية وصيدلي العمليات وغيرها على غرار البرامج العالمية لكن تحت مظلة اتحاد عربي يستمد قوته من اتحادنا وتبادل الخبرات القوية في مجال الصيدلة ببلادنا العربية
- لو استطعنا حل النقطة السابقة وتطوير مناهج تخدما أسواقنا وحل مشاكله لن ننتظر العالم لتصنيع لقاح او دواء والله أعلم متى سيصل الينا في ظل هذه الجائحة فعلينا التكاتف واستغلال عقول صيادلتنا وتوفير إمكانيات لتصنيع واكتشاف دواءنا ولقاحنا ولن نصل لهذا دون انشاء هيئة موحدة لكل الدول العربية لاكتشاف الدواء وتصنيعه او حتى تصديره فلو تعاون كل الدول العربية وكل بلد يشارك بإمكانياته لإنشاء مصانع عربية قوية لتصنيع الدواء ومعامل بها الكفاءات العربية لاكتشاف الادوية وتطويرها وتصنيع اللقاحات سنصل للاكتفاء الذاتي من أدويتنا ولن ننتظر ابرام صفقات لاستيراد الادوية او اللقاحات من الخارجوننتقل لمرحلة انشاء سوق دواء عربية مشتركة داعمة لكل البلاد العربية وتقلل اعتمادنا على استيراد الأدوية ونطور مصانعنا ومخازننا لسد حاجة أي بلد عربي في أي ظروف
- علينا الاعتزاز بمهنتنا الغالية وعدم التعدي على أي تخصصات أخرى فمهنة الصيدلة تعرف حدودها جيدا فحدود المهنة إعطاء الرشد والنصح للمريض للاستخدام الأمن للدواء وليس التشخيص مهنتنا تعطينا الحق لصرف الروشتة الطبية ولكن لا تحاول فك خطوطها لو كان خط الطبيب غير واضح راجعه فورا دون توقع اسم الدواء بالشكل لان صحة المريض اهم من كل هذه المهاترات فلابد من تسخير صفحات الصيادلة للنقاش في الأمور العلمية للدواء وتفاعلاته وجرعاته ولا يصح بأي حال من الأحوال ان تتحول الصفحات الى مسابقات لفك خطوط غير واضحة او لتشخيص أمراض فخريجينا لايدرسوا مقررات لفك الخطوط او تشخيص الأمراض كلها مهارات دخيلة نحن من اخترعناها والمهنة بريئة منها
- لابد من تعميم كتابة الروشتة بالاسم العلمي فالصيدلي أدرى وأعلم ببدائل أي دواء فلابد انا يأخذ مساحة من الحرية لاختيار المتوفر والأنسب للمريض مع الالتزام بالاسم العلمي الذي حدده الطبيب وعليه مراجعة الطبيب لو كان هناك أي تفاعل دوائي او خطأ في الجرعة او طريقة الاستخدام فكل هذا من صميم عمل الصيدلي ويتحمل أي خطا فيها
- الدواء المسجل والمرخص مكانه الوحيد بالصيدلية او المستشفيات فلابد من إيقاف الأدوية التي يروج لها وتباع على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الانترنت او حتى داخل العيادات الخاصة
- لابد من الوقوف بكل قوة لكل من يشوه صورة مهنة الصيدلة مثل المشعوذين والدجالين الذين يتاجرون بأدوية الوهم تحت مسمى الطب الطبيعي او البديل فالمنتجات الطبيعية التي تدرسها كليات الصيدلة تستند للدليل العلمي واكثر من نصف الأدوية بالصيدليات اصلها كان مصدر طبيعي وما يتم دراسته في كليات الصيدلة من طب التداوي بالأعشاب او المنتجات الطبيعية لا يمت بصله لما يتم تداوله من شعوذه ودجل على شاشات القنوات المأجورة او الإعلانات الوهمية حتى لوكان المدعي صيدلي فهو ترك ما درسه من دليل علمي من اجل الكسب السريع على حساب المريض والمتاجرة بآلامه
- لابد من تطوير البحوث العلمية بوضع خطط ومشاريع بحثيه مشتركة بين بلادنا العربية وتكون أهدافها حل مشاكل صناعة الدواء في بلادنا وتطوير مهارات الرعاية الصحية وتوفير إمكانيات لاكتشاف الدواء وتطوير قوانين الدراسات الاكلينيكية ووضع مناهج متوازنة تهتم بالدواء والرعاية الصحية للمريض