” صيادلة إربد ” في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين

” صيادلة إربد ” في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين 

 

( الصور: من اليمين الصيدلي نبيه النابلسي، الصيدلي جميل السعدون، الصيدلي نعمان ارشيدات) رحمهم الله جميعاً  

لم تكن صيدليات الأربعينيات والخمسينيات كصيدليات هذه الأيام مليئة بالرفوف التي تملؤها علب الأدوية وقواريرها ، فقد كان الصيدلاني في ذلك الوقت يقوم بنفسه بتحضير الوصفات التي يكتبها الطبيب للمرضى ، والأرجح أن أول صيدلاني في إربد هو محي الدين السخني الذي ورد إسمه في كتاب ( إربد وجوارها ) للدكتورة هند غسـَّـان أبو الشعر النمري كصيدلاني في بلدية إربد في عام 1336 هـ / 1918 م ، وفي عام 1926 م قدم إلى إربد من دمشق الدكتور عمر فائق الشلبي بعد تخرُّجه من الجامعة السورية  ليفتتح في بيته الذي كان في الشارع الخلفي من جهة الجنوب لشارع السينما أول مُختبر طبي وأول صيدلية في إربد وكان يقوم بتحضير الأدوية بنفسه حسب وصفة الطبيب ، وبعد سنوات قدم إلى إربد صيدلاني لبناني إسمه فؤاد العيد والأرجح أنه عمل صيدلانيا في دائرة الصحة.

أما أول صيدلية تجارية في إربد فهي ( صيدلية الوحدة العربية ) التي إفتتحها في أواخر الأربعينيات الصيدلاني خليل الجباصيني وهو من أصول شامية وكانت في الطابق الأرضي لعمارة عبد الكريم البلبيسي في الشارع الهاشمي مقابلة لعيادة ومنزل الدكتور جودت الساطي في عمارة عارف التل / أبو فيصل  ، ولا تزال الصيدلية قائمة بإدارة الصيدلاني محمد أديب أسعد بدر النابلسي .

وبعد تخرُّجه صيدلانيا من الجامعة السورية في 13 / 10 / 1937 م إلتحق الصيدلاني حمدي درويش اسعد عناب بوزارة الصحة متنقلا بين إربد والكرك ، وحصل على الترخيص الرسمي بمزاولة مهنة الصيدلة بتاريخ 13/ كانون الثاني /1943 م تحت رقم ( 72 ) ، وعندما تأسَّـست نقابة الصيادلة في عام 1957م كان رقمه ( 68 ) بين المُنتسبين للنقابة .

وكانت ثاني صيدلية في إربد هي الصيدلية التي إفتتحها الصيدلاني جميل صالح السعدون في عام 1949 م بعد تخرُّجه من الجامعة السورية التي إلتحق بها في عام 1944م ، وأطلق عليها إسم ( صيدلية سعدون ) وكانت بجوار ( محلات كل شيء ) قريبا من سينما الزهراء في شارع الجميل الذي يؤدِّي إلى الجامع الشرقي الكبير والذي أصبح يُعرف بعد إفتتاح سينما الزهراء في وسطه في منتصف الأربعينيات بإسم ( شارع السينما ) ، وعندما سمحت وزارة الصحة لموظفيها الصيادلة بفتح صيدليات خاصة إفتتح الصيدلاني حمدي عنـَّـاب الصيدلية الثالثة في إربد وأطلق عليها إسم ( صيدلية عنـَّـاب ) وكانت على الجانب الشمالي لشارع السينما الذي كانت ( صيدلية سعدون ) على جانبه الجنوبي  .

 

وأذكر من أوائل الصيادلة الجامعيين من أبناء إربد الصيدلاني نعمان عبد الرحمن إرشيدات الذي تخرَّج من الجامعة السورية ( جامعة دمشق حاليا ) وأصبح لاحقا من روَّاد صناعة الأدوية في الأردن .

وفي بدايات الخمسينيات إفتتحت صيدلية خامسة للصيدلاني ثروت التلهوني في إحدى دكاكين عمارة صبحي أسعد النابلسي ( والد زميلي الدراسة سميح ومحمد ) ، ولكن التلهوني أغلقها بعد أن إنعطف نحو الوظيفة الرسمية وانتهى به الأمر إلى تسلم وزارة الداخلية ، وأذكر أن صيدلية التلهوني التي كانت في الشارع الهاشمي قريبا من عمارة عبد الكريم البلبيسي كانت نقطة تجمُّـع لقيادات حزب التحرير في إربد في بدايات تأسيسه .

وفي أواخر الخمسينيات إفتتح الصيدلاني سالم سليمان حدَّاد صيدلية إبن سينا وافتتح الصيدلاني نبيه النابلسي صيدلية نبيه النابلسي ، ثمَّ توالى إفتتاح الصيدليات بعد ذلك في الستينيات ومنها صيدلية الشفاء التي إفتتحها الصيدلاني فايز غرايبه وصيدلية الرازي التي افتتحها زميلي في الدراسة في جامعة إسطنبول الصيدلاني أحمد حدَّاد وصيدلية خازر التي إفتتحها زميلي في الدراسة في جامعة إسطنبول الصيدلاني وليد خازر وصيدلية الوحدة التي إفتتحها الصيدلاني أحمد عمُّـوره .

( المرجع: كتاب ” إربديّ يتذكر ” – تأليف المؤرخ الأردني زياد أبو غنيمة رحمه الله ) 

 

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: