د. راتب الحنيطي يكتب عن: تاريخ الادوية المخلبية ودخولها في المداواة History of chelating agents

د. راتب الحنيطي يكتب عن: تاريخ الادوية المخلبية ودخولها في المداواة History of chelating agents


اكتشف العالم النمساوي Ferdinand Munz ( 1888 – 1969 م )مركب EDTA اختصارا للاسم Ethylene Diamine Tetraacetic Acid ، وكان هذا الاكتشاف عام 1935م.
وتبين ان لهذا المركب قدرة عالية تجاه الارتباط بعنصر الكالسيوم ، حيث يتكون مركب معقد يحتضن الكالسيوم ويحوله الى كالسيوم غير متأين، وهذا المركب النهائي يطلق عليه chelate ، والعملية أو التفاعل التي تؤدي الى تكوينه يطلق عليها chelation .
وهذه المفاهيم تأتي على نحو ينسجم مع المصطلح في اللغات اليونانية القديمة ( Chele ) ، والتي تعني Crab’s claw ، وهي الرافعة ذات المخالب التي ترفع الاشياء وتحتضنها بداخلها بقوة ، ومن ثم نقلها الى مكان آخر لنقلها او اتلافها. حيث يكون العنصر محاط ومثبت داخل المركب عن طريق ارتباطه بذرات المركب ligand atoms وعادة تكون اما ذرة اوكسجين ، نيتروجين ، كبريت ( S,O,N).
ولان العالم Munz كان مهتما بصناعة المواد والاصباغ التي تتعلق بالصناعات النسيجية والقماش ، فان اول استخدام لمركب EDTA كان في نزع عنصر الكالسيوم من الماء الذي يستخدم في غسيل الالياف المهيئة لصناعة المنسوجات Textile industries.
هذه الظاهرة لفتت أنظار الباحثين والدراسين لامكانية استخدام مثل هذه المركبات في الطب ، وخصوصا بعد الايام الاولى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، لحماية الجنود والمواطنين من تلوثات البيئة، وغازات الحروب والتسممات الكيميائية، وفعلا تمخضت الجهود باكتشاف مركب BAL ( British anti-lewisite ) او ما يعرف Dimercaprol ترياقا لغاز الاعصاب Lewisite حيث يرتبط بعنصر الخارصين arsenic السام الموجود في المركب ، ويتكون مركب معقد غير سام يطرح من الجسم.
في العام 1951م حدث أمر أدي الى جعل امكانية استخدام EDTA ممكنة في عالم الطب، حيث تم معالجة شاب كاد أن يموت من التسمم بعنصر الرصاص Lead ، تعافى الشاب بعد ثلاثة ايام من اعطاءه جرعات منه .ثم توالت المركبات المخلبية ، حيث تم تحضير العديد منها ، مثل penicillamine المستخدم في تسمم النحاس ، وغيرها.
الجدير ذكره هنا ، أن جسم الانسان يمتلك مثل هذه المركبات المخلبية بشكل طبيعي، فزيادة عنصر الحديد في الجسم ترتبط ببروتين transferrin ، وهيموجلوبين ، الخ .
طبعا يستخدم EDTA كذلك في المختبرات كمانع للتخثر ، واجراء الاختبارات الكيميائية في قياس نسبة العناصر في المحاليل الطبية ، وفي الصناعات التجميلية .
تابعونا
الصيدلاني راتب الحنيطي / المؤسسة العامة للغذاء والدواء.

د. راتب الحنيطي يكتب عن: تاريخ الادوية المخلبية ودخولها في المداواة History of chelating agents


اكتشف العالم النمساوي Ferdinand Munz ( 1888 – 1969 م )مركب EDTA اختصارا للاسم Ethylene Diamine Tetraacetic Acid ، وكان هذا الاكتشاف عام 1935م.
وتبين ان لهذا المركب قدرة عالية تجاه الارتباط بعنصر الكالسيوم ، حيث يتكون مركب معقد يحتضن الكالسيوم ويحوله الى كالسيوم غير متأين، وهذا المركب النهائي يطلق عليه chelate ، والعملية أو التفاعل التي تؤدي الى تكوينه يطلق عليها chelation .
وهذه المفاهيم تأتي على نحو ينسجم مع المصطلح في اللغات اليونانية القديمة ( Chele ) ، والتي تعني Crab’s claw ، وهي الرافعة ذات المخالب التي ترفع الاشياء وتحتضنها بداخلها بقوة ، ومن ثم نقلها الى مكان آخر لنقلها او اتلافها. حيث يكون العنصر محاط ومثبت داخل المركب عن طريق ارتباطه بذرات المركب ligand atoms وعادة تكون اما ذرة اوكسجين ، نيتروجين ، كبريت ( S,O,N).
ولان العالم Munz كان مهتما بصناعة المواد والاصباغ التي تتعلق بالصناعات النسيجية والقماش ، فان اول استخدام لمركب EDTA كان في نزع عنصر الكالسيوم من الماء الذي يستخدم في غسيل الالياف المهيئة لصناعة المنسوجات Textile industries.
هذه الظاهرة لفتت أنظار الباحثين والدراسين لامكانية استخدام مثل هذه المركبات في الطب ، وخصوصا بعد الايام الاولى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، لحماية الجنود والمواطنين من تلوثات البيئة، وغازات الحروب والتسممات الكيميائية، وفعلا تمخضت الجهود باكتشاف مركب BAL ( British anti-lewisite ) او ما يعرف Dimercaprol ترياقا لغاز الاعصاب Lewisite حيث يرتبط بعنصر الخارصين arsenic السام الموجود في المركب ، ويتكون مركب معقد غير سام يطرح من الجسم.
في العام 1951م حدث أمر أدي الى جعل امكانية استخدام EDTA ممكنة في عالم الطب، حيث تم معالجة شاب كاد أن يموت من التسمم بعنصر الرصاص Lead ، تعافى الشاب بعد ثلاثة ايام من اعطاءه جرعات منه .ثم توالت المركبات المخلبية ، حيث تم تحضير العديد منها ، مثل penicillamine المستخدم في تسمم النحاس ، وغيرها.
الجدير ذكره هنا ، أن جسم الانسان يمتلك مثل هذه المركبات المخلبية بشكل طبيعي، فزيادة عنصر الحديد في الجسم ترتبط ببروتين transferrin ، وهيموجلوبين ، الخ .
طبعا يستخدم EDTA كذلك في المختبرات كمانع للتخثر ، واجراء الاختبارات الكيميائية في قياس نسبة العناصر في المحاليل الطبية ، وفي الصناعات التجميلية .
تابعونا
الصيدلاني راتب الحنيطي / المؤسسة العامة للغذاء والدواء.

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: