مرتبط
د. سهى نوران تكتب: ترميم النفسية
![](jps-jo.com/wp-content/uploads/2021/03/20210310_042915.jpg)
عندما تُصاب بجرح بسيط باليد او قرحه خفيفة بالمعدة او وخزه بالقلب او اي عرض تهرول إلى الطبيب المختص لمعرفة السبب وتهتم كثيراً بالبحث عن الاسباب وكيفية العلاج وتبحث عن ما يفيد جسدك وتحرص بأن تدفع عنها الأمراض وسبل الوقاية منها وتبدأ بأسرع علاج وافضل فعالية…
ولكننا مقصرين جداً على تفقُد ذواتنا من الداخل!!
لأن النفس أيضاً تشكو وتمرض وتُصاب كالجسم تماماً بل هي أساس العلة الجسدية..
فالمرض النفسي يؤدي لأمور عديدة من ضعف التركيز والوهن والضعف العام والحزن والتشاؤم وبالتالي تتراجع القدرة البدنية عن القيام بأي عمل ..
لا شك أنها كانت من أصعب سنوات حياتنا جميعا وعانينا الكثير من ظروف وضغوطات وأمراض سواء جسديه او نفسيه جراء الجائحه…
وتغيير جذري لمعالم حياتنا وتفاصيل يومنا وعلاقاتنا وإجتماعياتنا التي كانت سر سعادتنا
وأصبحنا عبيد للسوشيال ميديا والتي وصفها بعض العلماء على أنها(وباء صحي) وأكدوا أن هذا الأفق الإجتماعي التي قدمته لنا التكنولوجيا يحمل فضاءات وحلول لما يعانيه البعض من أمراض نفسية وضغوطات وبينوا ان لها جانب مشرق حيث قدمت أثرا إيجابيا للمعظم على الصحه النفسية والعقلية تتمثل بالتنفيس عن الألم والمشاعر المكنونه بالنفوس رغم مخاطرها …
الحزن والفرح له مكانه كبيرة داخل النفس البشرية وله عدة أبعاد داخل الروح علينا أن نعبر وعدم كبت عما يجول بأنفسنا بأي طريقه نراها مناسبه لتفرغ ما في صدرك…
بإذن الله ستنتهي الجائحه ويذهب الوباء ونعود لأنفسنا التي فقدناها ونبدأ بمرحلة النقاهه التي هي ضرورة لإستعادة الحياة المريحه ونبدأ بترميم ذواتنا..
صحتنا النفسية هي سعادتنا لنبتعد قدر الإمكان عن التشوهات المعرفية والأخبار السلبية التي تضعنا في أسوء حال
نبدأ بدائرة السلوك الإنسحابي للإكتئاب والحزن والقلق الإجتماعي الذي يعيق حياتنا وتكون لنا القدرة على تسيير الأفكار من أجل التقليل من حدة القلق ونصل لدرجة من التحكم بالأحاسيس والمشاعر التي تحقق السلام النفسي واستعادة الذات..
لنتفائل بقرب انتهاء الوباء وإعادة توجيه الدماغ ونبتعد عن الأمراض النفسوجسدية
وننعم بصحة جيدة
فالمشاعر والأحاسيس منبعهم العقل والتفكير فتظهر لنا على شكل سلوكيات إما كارثيه او ايجابية ملهمه ورائعه ..
أنت أسعد الناس لمجرد ان تكون صلتك بالله متينه وعندها تصبح الأقوى …
دمتم سالمين
د.سهى نوران