مرتبط
د. عامر شيحا يكتب: لقاحات كورونا و دحض الشائعات

( الجزء الاول)
لقد تسببت الاشاعات و الخرافات و القصص المزيفه التي تحرض ضد الحصول على المطاعيم في مقتل الكثير من الناس , هذه الخرافات حرمتهم من الحصول على المطعوم و ذهبوا ضحية الوهم و الاكاذيب التي صدقوها و امنوا بها عن جهل و امتنعوا عن اخذ المطعوم.
و النتيجه هي وفاة بعضهم بعد المرض و الالم و المعاناه , و اصابات شديده و خوف و ندم لدى البعض الاخر .
بلا شك ان معظم الاصابات بكورونا تكون خفيفه وبسيطه و متوسطه , لكن بعض الاصابات تكون شديده و تؤدي الى الوفاه , و حتى إن بعض المتعافين من الفايروس سيظلون يعانون من متلازمة ما بعد الاصابه و لمده زمنيه ممتده بعد الشفاء , حيث الالم و ضيق التنفس و صعوبة الحركه و الجلطه و تدهور وظائف الاعضاء .
معاناه و رعب اصاب بعض المصابين و ذويهم , ألم يكن بالامكان منع ذلك؟
لقد كان بالامكان انقاذ حياة اولائك المرضى وذويهم لو انهم صدقوا العلم و الحقيقه و الواقع و حصلوا على جرعتي اللقاح و رفضوا الانصياع الى كل هذه الشائعات و الخرافات , لكن لن ينفع الندم الان لكل من فاتهم الاوان , و الفرصه متاحه الان للباقين و ذلك بالمسارعه في الحصول على المطعوم.
حالات وفاه مؤسفه لبعض المشككين بالمطاعيم الرافضين لأخذه و المعاندين:
كم أحزننا كثيرا وفاة بعضا ممن كان يشكك في المطاعيم , و كان بعضهم يحذر من اخذ المطعوم على وسائل التواصل الاجتماعي و ينشر الاشاعات و تخويف الناس من المطاعيم , حتى اتتهم الاصابه بالفايروس مباغته لهم , فندموا على ذلك بعد ان لم ينفعهم الندم.
شائعات حول المطاعيم :
إن جميع الاشاعات التي تحاك ضد المطاعيم هي مجرد خرافات سخيفه و اكاذيب , و لكن تصديق بعض الناس لها ادى الى عرقلة الجهود الحثيثه التي تبذلها وزارة الصحه من اجل مكافحة الفايروس و السيطره على الجائحه و كسر سلسلة العدوى و انقاذ الارواح , لكن الوعي الان في تزايد مستمر واعداد المقبلين على المطاعيم في تزايد الامر الذي يبعث في النفس الطمئنينه لكن مازال امامنا طريق طويل لتحصين المجتمع.
و هنا نود تسليط الضوء على بعض الاشاعات التي يروج لها و منها :
1) الاشاعه التي تقول بان المطاعيم تسبب العقم : ان اصل هذه الاشاعه هي تخوف البعض جهلا من حدوث حاله العقم عند السيدات نظرا لوجود تشابه ( كما يظنون) بين البروتين الشوكي للفايروس spike protein و بين بروتين المشيمه ( سنسيتين 1 ) , و بالتالي ذهب ظنهم الى ان الاجسام المضاده المتولده من المطاعيم ستهاجم بروتين المشيمه و بالتالي ستمنع الحمل و تثبيته , و الحقيقه هي ان سلسلة الاحماض الامينيه المتشابهه بينهما قصيره جدا والجهاز المناعي يتعرفعلى البروتين المستهدف كاملا و لا يقتصر عمله على اجزاء من تسلسلات الاحماض الامينيه للبروتين , و الموضوع لا يتعلق كذلك بتسلسل البروتين فحسب و انما على الخصائص الكيميائيه و الشكليه للبروتين المستهدف , و بالتالي تستطيع الخلايا اللمفاويه التمييز بين بروتين الفايروس الغريب و بين بروتينات الجسم , و ايضا ترتبط مستقبلات الخلايا اللمفاويه على تسلسلات اطول من الاحماض الامينيه و ليس على اجزاء صغيره منه . و ايضا الاجسام المضاده الناتجه عن الاصابه مماثله للاجسام المضاده الناتجه عن المطاعيم , فلو كانت المطاعيم تسبب العقم لكانت الاصابه بالفايروس ايضا تسبب العقم , و هذا لم يحصل في كلا الحالتين
لذلك تعتبر هذه الشائعه هي من الشائعات و الاكاذيب التي ليس لها اساسا من الصحه.
2) الاشاعه التي تدعي بأن المطعوم يسبب تغييرا في الماده الوراثيه للانسان:
في الحقيقه لا صحة لهذه الاكذوبه التي اثيرت حول لقاحات كورونا و خصوصا تلك التي تعمل من خلال RNA المرسال ( m RNA) مثل لقاح فايز و موديرنا كونها طريقه جديده لانتاج المطاعيم , لأن RNA المرسال لا يدخل اساسا الى نواة الخليه في الانسان و لا يصل الى مادته الوراثيه,و إنما يصل الى السيتوبلازم و يتجه الى الرايبوسومات , فهو شيفره تحمل امرا بإنتاج البروتين المطابق للبروتين الشوكي للفايروس spike protein كما ان المرسال لا يتحول الى DNA و لا يؤثر عليه بطبيعة الحال.
3) اكذوبة إلتصاق العملات المعدنيه على كتف الحاصلين على المطعوم :
إن جميع مقاطع الفيديو المتداوله و التي توضح إلتصاق العملات المعدنيه الصغيره على كتف الحاصلين على المطعوم هي غير صحيحه و مضلله , فبعض المغرضين تعمد على وضع ماده لاصقه على احد اسطح العملات المعدنيه لإيهام الناس بوجود طاقه كهرومغناطيسيه او مجال مغناطيسي مكان حقن اللقاح على الكتف , و هذه الاعيب تم الكشف عنها .
لكن ماذا عن الالتصاق الحقيقي لبعض العملات على الكتف و بدون ماده لاصقه ؟؟
صحيح , من الممكن حدوث إلتصاق مؤقت و ضعيف للعملات على الجلد , لكن هذا ليس له علاقه بالمطعوم , فهذه الحاله تحدث عند اي انسان سواء حصل على المطعوم ام لم يحصل , و يعود هذا الالتصاق بسبب التعرق و طبيعة البشره الدهنيه لدى الشخص , حيث يحتوي الجلد على غدد عرقيه و غدد دهنيه( sebaceous gland)و تنتج مواد دهنيه تسمى ( sebum) و تفرز على سطح الجلد عبر بصيلات الشعر لتساهم في ترطيب الجلد طبيعيا و حمايته , و هذه المفرزات هي متفاوته في كميتها بين شخص و اخر , لذلك تشاهد التصاق العملات المعدنيه على اكتاف بعض الاشخاص , و لذلك يعد ربط هذه التجربه بالمطعوم امرا سخيفا.
و هكذا تستمر الشائعات و الاكاذيب السخيفه و تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي و لا يصدقها الا من كان جاهلا بالحقيقه .
لذلك تقول الحكمه : بأن الجاهل عدو نفسه و عدو غيره ايضا.
إن ما ذكر اعلاه هو توضيح مختصر لضحض الشائعات الاكثر رواجا , علما بأنها كثيره , فالشائعه التي تقول بوجود شرائح تجسس إلكترونيه دقيقه بالمطاعيم سخيفه , و الشائعه التي تقول بأن من يحصل على اللقاح سيموت في غضون عامين سخيفه , و الشائعه التي تدعوا الى حجر من يحصل على اللقاح لمدة اسبوعين لان مناعته ستهبط هي غير صحيحه .
لذلك ننصح جميع الاخوه بتجاهل كل تلك الاشاعات المضلله و عدم نشرها او تداولها , و عوضا عن ذلك التسلح بالعلم و الحقيقه و نبذ الخرافات .
أهمية الحصول على المطعوم قبل فوات الاوان :
بمجرد حصولك على الجرعه الاولى فإنك بحاجه الى ثلاثة اسابيع بعدها لتحصل على شكل اولي من التحصين ضد المرض , إذ لا تتولد المناعه فورا بعد اخذ اللقاح , ثم بعد ذلك انت بحاجه الى جرعه ثانيه لدعم المناعه و التحصين الكامل .
و كم فقدنا من ارواح كان قرارهم متاخرا في اخذ اللقاح , و لم يمهلهم الفايروس اللعين و لم ينتظرهم لحين التحصين الكامل .
و في حال حصلت على جرعتي اللقاح فإنك ستشعر بحاله من الثقه و الامان و ستصبح محصنا من الاصابات الشديده بالفايروس و غرف العنايه المركزه و الوفاه بهذا المرض.
و ستحمي نفسك و مجتمعك و ستساهم في كسر سلسلة العدوى و التخلص من انتشار الفايروس و تحوراته .
إنك و بحصولك على اللقاح ستنقذ الارواح و ستساعد على إعادة الامان للمجتمع و فتح القطاعات و تعافي الاقتصاد و ستخدم وطنك بأعظم خدمه له في هذه المرحله الهامه من الزمن.
فسارع فورا في الحصول على المطعوم .
في الجزء الثاني بمشيئة الله سنتحدث عن المطاعيم و انواعها و كيف تعمل و ستنتحدث عن مطعوم استرازنكا و فايزر و سينوفارم